انتشل عمال إنقاذ في غرب تركيا، اليوم الأحد، رجلاً يبلغ من العمر 70 عامًا من مبنى منهار، بعد حوالي 34 ساعة من وقوع زلزال قوي في بحر إيجه ضرب تركيا واليونان. ومع مرور الوقت، يتلاشى الأمل في العثور على ناجين، بعد يومين من الزلزال القوي الذي أودى بحياة 60 شخصاً على الأقل، في وقت يواصل عمّال الإغاثة فيه انتشال جثث من بين الأنقاض.
وفي بايرقلي، المدينة التركية الأكثر تضرراً، واصلت فرق الإنقاذ، الأحد، البحث بين أنقاض ثمانية مبانٍ منهارة، وعلى مرأى من السكان القلقين، وفق ما شاهد مراسل لوكالة فرانس برس. وبدأ اليأس يسيطر على البعض منهم: فبعد أن ساعد مسعف شاب في إخراج جثث تعود لثلاثة أفراد من العائلة نفسها بينهم طفل، لم يتمكن من كبت دموعه، وفق مشاهد بثّتها وسائل إعلام.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ ما لا يقلّ عن 58 شخصاً قضوا فيما جُرح 896 شخصاً في تركيا، جراء هذه الهزة الأرضية التي تسبّبت أيضاً بمقتل مراهقين اثنين في اليونان.
وكان مركز الزلزال الذي وقع بعد ظهر الجمعة، والذي قال معهد كانديلي ومقره إسطنبول إن شدته بلغت 6.9 درجات، في شمال شرق ساموس في بحر إيجه. وقالت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية إن قوته بلغت 6.6 درجات وضرب على عمق حوالي 16 كيلومترًا.
تكوّن تسونامي صغير في منطقة سفيريهيسار في إزمير، ما أدى إلى غرق امرأة مسنة. شعر الناس بالزلزال في أنحاء غرب تركيا، بما في ذلك إسطنبول، وكذلك العاصمة اليونانية أثينا. وتبعت ذلك مئات الهزات الارتدادية.
وقالت إدارة الكوارث والطوارئ إن 896 شخصا أصيبوا في تركيا.
وانتشل أحمد ستيم (70 عاما) من تحت الأنقاض بعد منتصف ليل الأحد بقليل ونقل إلى المستشفى. وغرد وزير الصحة فخر الدين قوجة بأن الرجل قال: "لم أفقد الأمل أبدا".
وواصلت فرق البحث والإنقاذ العمل في تسعة مبانٍ في إزمير مع فجر اليوم الثالث.
وقالت إدارة الكوارث والطوارئ إن أكثر من 5700 فرد من وكالات الدولة والبلديات والمنظمات غير الحكومية تم تفعيلهم لأعمال الإنقاذ، ومئات آخرين لتوزيع الغذاء والمساعدة النفسية والاجتماعية وبناء السيطرة على الأضرار.
وقال نائب الرئيس فؤاد أقطاي للصحافيين: "إذا كانوا على قيد الحياة، فلدينا فرصة كبيرة للوصول إليهم لمدة 72 ساعة ... إن شاء الله يكون هكذا". كما تم إنقاذ كلاب وقطط وأرانب من تحت الأنقاض.
وتمر تركيا بخطوط صدع وهي عرضة للزلازل. في عام 1999، قتل زلزالان قويان حوالي 18 ألف شخص في شمال غرب تركيا. كما تشيع الزلازل أيضا في اليونان.
في عرض للتضامن نادر الحدوث في الأشهر الأخيرة من العلاقات الثنائية المتوترة، أصدر مسؤولون حكوميون يونانيون وأتراك رسائل تضامن متبادلة خلال اليومين الماضيين. شكرت تركيا، التي شهدت المزيد من القتلى والأضرار، الدول الأخرى والمنظمات الدولية على بياناتها الداعمة.
ووقع الزلزال في الوقت الذي كانت فيه تركيا تعاني بالفعل من تباطؤ اقتصادي ووباء فيروس كورونا. حتى الآن، توفي أكثر من 10000 شخص جراء فيروس كورونا في تركيا.
(أسوشييتد برس، فرانس برس)