احتفل إيزيديو سورية، أمس الجمعة، في أماكن وجودهم الموزعة على ريف ومدن القحطانية والقامشلي والحسكة وعامودا، بمشاركة جيرانهم المسيحيين والمسلمين، بعيد الصوم الكبير المعروف محلياً بـ"الإيزي"، وهو اسم من أسماء الله عند الإيزيديين.
وخلال الفعاليات، تلقى "البيت الإيزيدي"، الممثل للإيزيديين في سورية، مئات التهاني والتبريكات من المؤسسات الرسمية والاجتماعية ووجهاء المنطقة من رجال دين وسياسة ومجتمع.
وصادف عيد الصوم "إيزي" يوم أمس الجمعة، ويسبق هذا العيد صوم لمدة ثلاثة أيام يسمى (صوم إيزي)، وفيه يمتنع الإيزيديون عن الأكل والشراب من الصباح مع بزوغ الشمس وحتى المساء مع غياب الشمس، من ثم تقام الاحتفالات والأفراح مع بدء فعاليات يوم العيد، وتتبادل الزيارات لتقديم التهاني بهذه المناسبة.
ويعتمد الإيزيديون، بمن فيهم إيزيديو سورية التوقيت الشرقي القديم (الكرمانجي) في تحديد مواعيد مناسباتهم وأعيادهم الدينية، لذا تقع أيام الصوم في الأسبوع الأول من شهر كانون الأول بالتوقيت الشرقي (الذي يتأخر عن التوقيت الميلادي بـ13 يوماً).
وفي هذا السياق، قالت عضو "البيت الإيزيدي" في ناحية عامودا شماليّ الحسكة أقصى شمال شرقي سورية، ليلى إبراهيم، في حديثها مع "العربي الجديد": "نحتفل اليوم بعيد إيزي أو عيد الصوم. طبعاً التقاليد مثل كل السنين، ولكن للأسف قلة العدد أثرت كثيراً في الطابع العام بسبب الهجرة الزائدة إلى الخارج. سابقاً كان الاحتفال أجمل بوجود الأهل والأصدقاء، وقبلاً لم يكن معترفاً بنا كديانة. ولم نكن نحتفل علناً. كان الاحتفال على نطاق ضيق لا يتعدى حدود القرى، أما الآن فنحتفل بشكل رسمي وقد أصبح يوم العيد عطلة رسمية".
وكان إيزيديو سورية يسكنون في عدة قرى في منطقة رأس العين وعفرين هي: الأسدية وتل بيدر ولزقة وجان تمر شرقي والشكرية وتليلية وأبو جرادة ودردارة وجهفة وحيّ زردشت. كذلك كان إيزيديو سورية يعملون في الزراعة والتجارة، ونزح قسم منهم إلى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في سورية، فيما هاجر قسم كبير منهم إلى ألمانيا بعد دخول الكتائب للمدينة، في 8 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2012، وبعد الدخول التركي العسكري والفصائل الموالية لها في 9 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2019.
ووصل عدد الإيزيديين في سورية في عام 1963 إلى 10 آلاف نسمة، وفق الإحصاء الرسمي، وتقدر أعدادهم اليوم بين 12 ألفاً و15 ألف نسمة في سورية، إذ إن أكثر من نصف الإيزيديين السوريين هجروا بلداتهم منذ الثمانينيات، كذلك هناك أكثر من 50 ألف إيزيدي عراقي دخلوا إلى سورية خلال الحرب في العراق، وتعيش جماعات الشتات الأخرى في بلجيكا والدنمارك وفرنسا، وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا.