اختتم حزب التجمع الوطني الديمقراطي، مساء الاثنين، معسكره الطلابي الحادي والعشرين في رام الله، الذي امتدّ على ثلاثة أيام، بمشاركة عشرات الطلاب الجامعيين.
وتضمن المعسكر محاضرات وورشات سياسية وقضائية وتنظيمية وتاريخية، مرتبطة بأوضاع الشعب الفلسطيني الراهنة، والمشهد السياسي الإسرائيلي وتطوراته، وانتهت الورشات التنظيميّة إلى وضع خطة عمل استراتيجية لكل من فروع الحركة الطلابية في الجامعات للعام الدراسي المقبل.
تركزت أنشطة المعسكر، وفقا لبيان الحزب، على فهم المشاهد المحلية والفلسطينية والإسرائيلية، وعلى قيم الفكر النقدي، ومحبة الوطن والتحرر، ومحبة الثقافة واللغة وطلب العلم وقيم العمل والمسؤولية، خصوصا تجاه المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني في ظل انتشار العنف والجريمة.
افتُتح المعسكر الطلابي بكلمة لرئيس الحركة الطلابية في التجمع، يوسف طه. أكّد خلالها أن هذا النشاط يأتي استعدادًا لعام دراسي ونشاط طلابيّ واسع في مختلف الجامعات والفروع الطلابية، موضحا: "لتستمر حركتنا الطلابية في قيادة وريادة العمل الوطني والثقافي في الجامعات المختلفة في البلاد رغم كل محاولات التضييق والملاحقة، ولمنح طلابنا الأدوات المهنية والسياسية اللازمة لتطوير عملنا الطلابي والمراكمة على هذه الخبرات والطاقات الهائلة بين صفوف طلابنا ونشطاء الحركة الطلابية".
وشمل اليوم الأول عددا من المداخلات والمحاضرات الثقافية والسياسية، افتتحها رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، سامي أبو شحادة، حول خطاب التجمّع ومشروعه وأهمية الحركة الطلابية والشباب كمستقبل لهذا المشروع، تلتها محاضرة للباحث والمؤرخ بلال شلش حول الأرشيف الفلسطيني وأهميته لحفظ الذاكرة والرواية.
واختتم اليوم الأول الناشط والحقوقي صالح حجازي، المدير السابق لمكتب القدس في منظمة العفو الدولية، عن نظام الأبرتهايد في فلسطين التاريخية ودور حركة المقاطعة في مناهضة الأبرتهايد، ثم عرض فيلم "غزة مونامور" ومناقشته مع الطلاب.
وافتتح اليوم الثاني، يوسف طاطور، نائب الأمين العام في التجمّع، والذي أكّد على أهمية دور الحركة الطلابية في الجهاز التنظيمي في التجمع، ولكن أيضًا على مستوى الحراك الشبابي في الداخل، مضيفا أن التجمّع يضع الحركة الطلابية والشباب في أعلى سلم أولوياته وكمحور إستراتيجي للعمل الوطني ومستقبل المشروع في الداخل، مؤكدا على أن "الحركة الطلابية في التجمّع كانت وما زالت في الطليعة في مختلف الجامعات وهكذا يجب أن تستمر".
وتضمنت أولى محاضرات اليوم الثاني، مناقشة سبل وأدوات ملاحقة الفلسطينيين والأسرى السياسيين وقدمتها مديرة مؤسسة الضمير سحر فرنسيس، كما شمل البرنامج محورًا حول التغييرات في المجتمع الفلسطيني في الداخل والجريمة المستشرية التي ضاق مجتمعنا بها ذرعًا والتي قدّمها الباحث وعضو المكتب السياسي في التجمّع د. إمطانس شحادة.
وقدم المستشار التنظيمي والاستراتيجي، بكر عواودة، مداخلته عن السلطات المحلية والحكم المحلي بشكل عام وكيفية إدارة المؤسسات بشكل مهني وعن تعامل الحكم المركزي مع البلدات العربية بشكل خاص وعن أهمية التخطيط الاستراتيجي والعمل المهني في هذه المؤسسات بالذات.
كما شمل اليوم الثاني محورًا لنقاش المجتمع الإسرائيلي وحالة الاحتراب الداخلي فيه، حيث شاركت د. هنيدة غانم مديرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، بمداخلة حول اليمين الجديد في إسرائيل والذي يشكل حالة سياسية جديدة واستقطابا جديدا في إسرائيل، كما شارك د. حسن جبارين المدير العام لمركز "عدالة" القانوني بمداخلة حول التعديلات القضائية التي تثير موجة تظاهرات واسعة في إسرائيل وأزمة حادة وتوسع في مداخلته بكل ما في الجهاز السياسي والقضائي الإسرائيلي من تركيبات وتعقيدات.
وتلت ذلك مناظرة طلابية من توجيه الصحافيين أحمد دراوشة وطارق طه حول العنف والجريمة في المجتمع العربي، وهذا ما تم تتوجيه بمناظرة طلابية ونقاش معمق بهذا الموضوع الهام الذي يكاد يكون الأهم اجتماعيًا في السنوات الأخيرة، مع التركيز على كيفية إثبات وجهة النظر بالأدلة والحجج، بدل الاكتفاء بالدفاع عن وجهة النظر فقط.
في اليوم الثالث والأخير، افتتح المشاركون يومهم بورشة من تنظيم مركز "حملة" - المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي، وتوجيه أحمد بركات، بعنوان "تنظيم حملات على منصات التواصل في النشاط السياسي".
وتلتها ورشة تنظيمية بتوجيه من المستشار التنظيمي، بكر عواودة. عبر مجموعات وفروع الجامعات المختلفة بهدف بناء خطة عمل ورسم تصوّر للنشاطات المرتقبة في فروع التجمع الطلابي في الجامعات، وذلك استعدادا لافتتاح السنة الدراسية الجديدة.
وزار المشاركون المتحف الفلسطيني في بيرزيت، قبل أن يتجولوا في البلدة القديمة ويتعرفوا على البيوت والمؤسسات الثقافية الفاعلة في البلدة لأهمية التشبيك وكسر الحواجز مع أبناء الشعب الواحد.