ارتفعت حصيلة ضحايا انهيار برج "متروبل" في مدينة عبادان جنوب غربي إيران إلى 37 شخصاً، مع إعلان السلطات الإيرانية عن انتهاء عمليات البحث في الأنقاض، واستمرار تجمعات احتجاجية في مدن بمحافظة خوزستان خلال مراسيم الحداد على الضحايا، فضلاً عن إعلان الحكومة تخصيص موازنة للتعويض عن بعض خسائر الحادث وضبط أموال مالك البرج.
وقال حاكم مدينة عبادان، المفوض إحسان عباسبور، إنّه مع العثور على جثة جديدة وصل عدد الضحايا إلى 37 شخصاً، مشيراً للتلفزيون الإيراني إلى إصابة 37 شخصا آخر، في حادث انهيار "متروبل" التجاري، لكن بقي منهم فقط شخصان في المستشفى.
من جهته، رجّح محافظ خوزستان صادق خليليان، إنهاء عمليات البحث في الأنقاض، اليوم الأربعاء، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ وصلت إلى الطابق تحت الأرض بالمبنى، وتمكنت يوم الثلاثاء من إخراج 4 جثث.
وأضاف خليليان، وفق وكالة "تسنيم"، أنّ هناك "توزيعا مناسبا للأعمال بين مختلف المجموعات العاملة في المكان"، لافتا إلى استقدام معدات ثقيلة والسعي لتخريب الجزء الآخر بالبرج، بسبب صعوبة عمليات إزالة الركام، وسط مخاطر كبيرة لانهيار هذا الجزء الذي تضررت أساسياته بشكل كبير، ما عرّضه لخطر الانهيار في أي وقت، حسب السلطات المحلية.
كما تحدث الناطق باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، اليوم الأربعاء، على هامش اجتماع الحكومة عن تخصيص موازنة قدرها 70 مليار تومان (مليونان و300 دولار).
وقال النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر، اليوم الأربعاء، لوسائل الإعلام، إن السلطات قامت بضبط أموال مالك مبنى "متروبل" التجاري، حسين عبد الباقي، الذي أعلنت عن وفاته قبل أيام.
وأضاف مخبر أن "الحادث كان مؤلما للغاية، وأنه وقع بسبب مخالفات جادة ارتكبها المالك والمؤسسات المعنية بإصدار تراخيص البناء".
إلى ذلك، انتشرت مقاطع مصورة على شبكات التواصل الاجتماعي عن استمرار الحداد على الضحايا في مدن بمحافظة خوزستان، فضلاً عن مراسيم أخرى في طهران شارك فيه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، المنحدر من المحافظة نفسها.
كما واصل مواطنون غاضبون، الليلة الماضية، الاحتجاج في بعض مدن خوزستان، على تهاون السلطات المحلية في وقوع الحادث، من خلال منح تراخيص البناء وافتتاح المبنى في ظل وجود مخالفات كبيرة.
وتظهر الفيديوهات المتداولة التي لم يتسن لـ"العربي الجديد" التحقق من صحتها، قيام البعض بإغلاق طريق في مدينة شادغان، من خلال إضرام النار في عجلات وغيرها، فضلا عن قطع الطريق بين مدينتي أنديمشك والأهواز.
وخلال الأيام الماضية أيضا، شهدت مدن إيرانية أخرى، تجمعات احتجاجية، تخللت بعضها هتافات سياسية ضد المسؤولين الإيرانيين، مع دعوات لمحاكمة المتسببين بالحادث وإنزال عقوبات شديدة بحقهم. وقامت الشرطة بتفريق المحتجين في بعض هذه التجمعات، مع استخدام القنابل المسيلة للدموع وسماع إطلاق نار في بعض الأحيان، كما يظهر في فيديوهات منتشرة على شبكات التواصل، لكن لم يسجل حتى الآن قتلى ومصابون في التجمعات، فضلا عن تراجع نطاقها.
واتهم أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، خلال مشاركته في حفل تأبين للضحايا في طهران من وصفهم بـ"أنصار الملكية المقيمين في الخارج وامتداداتهم في الداخل" بممارسة ضغوط نفسية على سكان عبادان وعوائل الضحايا وتحريضهم.
كما أظهر مقطع مصور مشاركة مواطنين في مدينة عبادان في مراسم الحداد أمام بيت طالبين كانا من ضحايا انهيار البرج. وأعلنت السلطات أن خمسة من الضحايا الـ37 كانوا طلاب مدارس.
والأسبوع الماضي، انهار جزء من برج "متروبل" حديث الإنشاء والمكون من عشرة طوابق في مدينة عبادان، ما خلف الكثير من الضحايا، وأثار غضبا في الشارع من تكرار حوادث انهيار المباني، خاصة في ظل تحذيرات سابقة من احتمال انهيارها بسبب ارتكاب مالكيها مخالفات.
واعتقلت السلطات الإيرانية حتى الآن 13 شخصاً بسبب تورطهم في انهيار برج "متروبل"، من بينهم 5 رؤساء بلديات حاليين وسابقين في عبادان.
وأعاد الحادث إلى الأذهان واقعة انهيار برج "بلاسكو" للملابس في عام 2017، الذي تسبّب في مقتل 26 شخصاً، من بينهم 16 من رجال الإطفاء، في حين أكد وزير الداخلية أحمد وحيدي، أن حادث "متروبل" أكثر تعقيدا من واقعة "بلاسكو"، كاشفا عن صدور تصريح ببناء 6 طوابق، لكن أُضيفت 4 طوابق بالمخالفة للقانون.
وبعد الحادث، اتخذت السلطات الإيرانية تدابير احترازية لمنع تكرار انهيار مبان أخرى، وذلك عبر البحث عن المباني المتهالكة في عموم البلاد، وخاصة في العاصمة طهران، ومطالبة أصحابها ببدء إجراءات لتحصينها.