استمع إلى الملخص
- تعاني المخيمات من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل الغذاء، الماء، الصرف الصحي، والرعاية الطبية، مع افتقار أكثر من ألف مخيم للمرافق التعليمية، مما يضع السكان في وضع معيشي صعب.
- شهادات النازحين تعكس الأوضاع المعيشية القاسية داخل المخيمات، مع تأكيد على الحاجة الماسة لتحسين الظروف المعيشية وتوفير الدعم اللازم للنازحين، والتأكيد على أهمية العودة إلى مناطقهم للخلاص من الوضع الإنساني الصعب.
ارتفع عدد مخيمات الشمال السوري خلال الأشهر الأخيرة، في ظل تراجع حاد في المساعدات وزيادة التحدّيات التي يُواجهها النازحون في ظل فقدان الخدمات الأساسية التي كانت تدعمها المنظمات الإنسانية.
ووثّق فريق "منسقو استجابة سورية" المختص برصد الواقع المعيشي للسكان والتطورات الديموغرافية، الأربعاء، ارتفاع عدد مخيمات الشمال السوري إلى 1904 مخيمات في المنطقة، بعدما كان 873 قبل عدة أشهر. وتجاوز عدد قاطنيها مليونين و27 ألف شخص، تزيد نسبة الأطفال بينهم عن النصف، بينما تبلغ نسبة النساء 26 بالمائة، ونسبة ذوي الاحتياجات الخاصة 2.91 بالمائة.
وقال الفريق إنّ "أكثر من 918 مخيمًا لا تحصل على مساعدات غذائية، بينما تصل المساعدات إلى 437 مخيمًا بشكل متقطع".
أما بخصوص مادة الخبز، فسجل أكثر من 1133 مخيمًا لا تحصل على الخبز سواء المدعوم جزئيًا من المنظمات الإنسانية أم الممنوح من قبلها بالمجان، بينما يعاني أكثر من 991 مخيمًا من عدم توفر المياه، ويحصل 318 على المياه بشكل دوري، ولكن بكمية غير كافية. كذلك يفتقر 829 مخيمًا لخدمات الصرف الصحي.
وأكد الفريق أن 1378 مخيمًا لا يتوفر على نقطة طبية أو مشفى ويقتصر العمل على عيادات متنقلة ضمن فترات متقطعة. كما يوجد أكثر من 1128 مخيمًا غير مهيأة أو غير قابلة للسكن، إضافة إلى 1289 مخيمًا بحاجة إلى تركيب أو إعادة تأهيل الحمامات والمرافق الصحية. كذلك يحتاج أكثر من 997 مخيمًا إلى تأمين خيام بديلة أو ترميم الأضرار في الخيام الحالية. ويتجاوز عدد المخيمات التي لا تحتوي على أي مرفق تعليمي الألف مخيم، إذ يضطر الأطفال فيها إلى الانتقال إلى مخيمات مجاورة أو قرى قريبة لتلقي التعليم.
نازحو مخيمات الشمال السوري: احتياجات متزايدة
زهيدة البكري نازحة مع عائلتها من الريف الجنوبي لمحافظة إدلب، تقيم في مخيم مشهد روحين تشكو خلال حديثها لـ"العربي الجديد" الأحوال المعيشية والغلاء وقلة فرص العمل وتوقف المساعدات منذ بداية العام، وتحتار في تأمين الاحتياجات الأساسية لأبنائها، خاصة مع توقف زوجها عن العمل جراء تعرضه لحادث سير جعله عاجزًا بعد تضرر عموده الفقري بشكل كبير.
وأضافت البكري: "كانت المساعدات سابقاً تسد جزءًا من الاحتياجات المتزايدة للعائلة، ولكن في ظل انقطاعها نعيش اليوم في ورطة كبيرة". وتابعت: "لم يعد هناك أي بصيص أمل وسط كل هذا الغلاء والفقر المدقع". تحاول بما تجمعه من مال جراء عملها في الأراضي الزراعية مقابل أجرة زهيدة سد بعض الاحتياجات، غير أنها لا تسد ولو اليسير منها، حيث تحصل على أجر أسبوعي لا يتجاوز 400 ليرة تركية (12.5 دولارا).
من جهته، يرى حكم الحلواني المقيم في مخيمات أطمة، أنه لا خلاص من الوضع الإنساني الصعب إلا بالعودة إلى مناطقهم وانتهاء النزوح. وقال لـ"العربي الجديد": "منذ سنوات ونحن في مخيمات أطمة، منذ أواخر عام 2015 والوضع من سيئ إلى أسوأ، الأولاد كبروا في المخيم، يعملون في الوقت الحالي، لكن مع كل ذلك لا يسد عملهم الحاجة. حاولت أن أبيع منزلي بريف حماة، لكن لم ينفع ذلك".
ومعظم مخيمات الشمال السوري مكتظة بالنازحين، خاصة تلك التي لم تُستبدل فيها الخيام منذ سنوات، وتعاني من انتشار الأمراض الجلدية والتنفسية، التي تساهم عوامل نقص المياه وغياب الصرف الصحي في تفشيها. كما أنها أصبحت لا تُطاق، مع موجات الحرّ التي تضرب المنطقة، إضافة للحاجة المتزايدة للمياه ووسائل التبريد، يصحبها تراجع في خدمات الصحة والدعم الغذائي، وكلها أزمات تثقل كاهل النازحين في هذه المخيمات، التي يتوزع القسم الأعظم منها على الشريط الحدودي بين سورية وتركيا.