مخيمات متضررة من الأمطار شمال سورية.. واستجابة إسعافية لتخفيف المعاناة

20 ديسمبر 2021
معاناة متجددة للنازحين إلى المخيمات مع الأمطار (Getty)
+ الخط -

يعيش قاطنو مخيمات الشمال السوري، لليوم الرابع على التوالي، أوضاعاً مأساوية صعبة، في ظل استمرار العواصف المطرية، والتي أدّت إلى جرف عشرات الخيام وتضرر مئات العوائل ونزوح أخرى، مع عجز المنظمات الإنسانية عن تخفيف المعاناة، في ظلّ تردي الوضع المعيشي والاقتصادي لدى معظم العوائل.

وقال فريق "منسقو استجابة سورية"، اليوم الإثنين، إن "عدد المخيمات المتضررة وصل إلى 104 خيام، بسبب الهطولات المطرية، والتي أدت إلى جرف 194 خيمة بشكلٍ كامل، و316 خيمة بشكل جزئي"، مؤكداً أن "مياه الأمطار دخلت إلى 2,145 خيمة وتسببت بأضرار مختلفة، بالإضافة إلى أضرار واسعة لحقت بالطرقات تجاوزت الـ 9 كيلومترات ضمن المخيمات ومحيطها".


وأشار الفريق إلى أن "عدد العائلات المتضررة بلغ 1,842 عائلة، بالإضافة لـ 3,742 عائلة تضررت بفعل الهطولات المطرية"، لافتاً إلى أن "أكثر من 472 عائلة نزحت داخل المخيمات نتيجة تضرر خيامها بشكل مباشر أو دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيم".

من جهته، ذكر نائب مدير منظمة "الدفاع المدني السوري" للشؤون الإنسانية، منير المصطفى، أن "الخوذ البيضاء استجابت حتى ظهر أمس الأحد لـ77 مخيماً في ريفي إدلب وحلب تضررت بفعل السيول والأمطار".

وأصاف المصطفى، بحسب حصيلته، أن "عدد الخيام التي تضررت بشكل كلي (تهدمت أو دخلتها المياه بالكامل) أكثر من 100 خيمة، وعدد الخيام التي تضررت بشكل جزئي (تسرب إليها الماء) فاق 550 خيمة، ويقدّر عدد العائلات التي تضررت بشكل كبير بأكثر من 620 عائلة"، مشيرا إلى أن "فرق الدفاع المدني لا تزال تعمل حتى إعداد هذا التقرير على الاستجابة لبعض المخيمات المتضررة في ظل استمرار الهطولات المطرية".

وأوضح المصطفى أن "الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدها شمال غربي سورية خلفت أضراراً كبيرة في مخيمات المهجرين التي تؤوي أكثر من 1.5 مليون مهجّر، وفاقم معاناة المدنيين ضعف البنية التحتية بالمخيمات أو غيابها، بالتوازي مع تردي أوضاعهم المعيشية وفقدانهم مقومات الحياة الأساسية".

وقال إن "متطوعي الدفاع المدني السوري قاموا خلال استجابتهم للمخيمات بفتح قنوات لتصريف المياه، إضافة لتنظيف مجاري القنوات الموجودة، وضخ المياه من بعض التجمعات التي يستحيل فتح قنوات بها لسحب المياه بعيداً عن الخيام، وجرف الوحل من طرقات مداخل بعض المخيمات لتسهيل حركة المدنيين، ومساعدة المدنيين للوصول إلى خيامهم وإخراج آلياتهم العالقة في الوحل".

ولفت مسؤول الشؤون الإنسانية في منظمة الخوذ البيضاء إلى أنه "في كل شتاء تتكرر مأساة المدنيين في مخيمات شمال غربي سورية التي يعيش فيها أكثر من 1.5 مليون مهجر، بسبب طبيعة المنطقة التي بنيت فيها المخيمات وغياب وسائل الوقاية لها من السيول، كوجود سواتر ترابية أو قنوات تصريف، وخاصة في المخيمات المبنية في الأودية، حيث تتعرض لأضرار كبيرة وتبقى آلاف العائلات بلا مأوى بسبب تهدم خيامها، أو محاصرتها بالمياه والوحل".

وحول الصعوبات التي تواجهها "الخوذ البيضاء"، أكد مصطفى أن "غياب البنية التحتية والطرقات والخيام المتهرئة في المخيمات هي من أبرز الصعوبات التي تواجه الدفاع المدني"، مُشيراً إلى أن "الاستجابة التي يعمل عليها الدفاع المدني هي استجابة إسعافية"، مضيفاً: "هناك عجز في القدرة على مساعدة المدنيين، وكل ما نقوم بفعله هو محاولة تخفيف المعاناة وسط عجز دول عن الاستجابة لهذه المخيمات في ظل أكبر كارثة إنسانية يعيشها القرن الـ21".

ونبّه نائب مدير منظمة "الدفاع المدني السوري" للشؤون الإنسانية إلى أن "الحلّ الوحيد والأمثل لتفادي هذه الكارثة الإنسانية هو عودة النازحين والمهجرين إلى منازلهم ومدنهم وقراهم التي هجرهم منها نظام الأسد"، معتبراً أن "أي حل خارج هذا الحل هو إسعافي لا يمكن أن ينهي مأساة السكان شمال غربي سورية".

بدروه، قال مدير تجمع مخيمات الأمين الواقعة بالقرب من بلدة كفر عروق القريبة من الحدود السورية - التركية شمال محافظة إدلب، مصطفى محمود الأحمد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "أضراراً مادية كبيرة لحقت بالخيام بسبب الهطولات المطرية، وقطعت الطرقات المؤدية للمخيم، وعطلت الدوام الدراسي"، مضيفاً: "مياه الشرب مقطوعة في المخيم منذ 4 أيام عن أجزاء واسعة من المخيم، كما أن أثاث الخيام من فرش وأغطية أغلبه تأثر نتيجة العاصفة المطرية".

وأشار الأحمد إلى أن "تجمع مخيمات الأمين يضم 286 عائلة مؤلفين من 1857 فرداً نازحين من ريف حلب الجنوبي ومن ريف إدلب الجنوبي والشرقي، وغالبية الخيام بحاجة إلى استبدال، والعائلات بحاجة إلى مدافئ ومواد تدفئة وعوازل لمنع تسرب المياه إلى داخل الخيام، ولباس شتوي للأطفال".

وأكد مدير المخيم إلى أن "هناك عددا من العائلات نزحت داخل المخيم إلى جيرانهم بسبب اهتراء خيامهم"، لافتاً إلى أن "المنظمات الإنسانية لم تتدخل حتى اللحظة لحل هذه المعاناة داخل المخيم".