أعلنت القائمة بأعمال عمادة شؤون الطلبة في جامعة بيرزيت، شمال رام الله وسط الضفة الغربية، عنان الأتيرة، استقالتها من منصبها، اليوم الخميس، بعد قرابة شهر على بدء الحركة الطلابية اعتصاماً داخل الجامعة وإغلاق أبوابها، وأبرز مطالبها إقالة الأتيرة، ونائب رئيس الجامعة للتنمية والاتصال غسان الخطيب، بصفته ناطقاً باسم الجامعة.
وقالت الأتيرة في كتاب استقالتها الذي نشرته على صفحتها على "فيسبوك"، إنها قدمت استقالتها في ضوء استعصاء الأزمة في الجامعة، والضرر الكبير الذي لحق بها، بسبب الإغلاق القسري لحوالي ثلاثين يوماً.
وتابعت الأتيرة: "أقدم على خطوتي هذه وكلّي أمل أن تسفر عن نزع فتيل أزمة بات واضحاً أنها امتداد لتراكمات ومواقف تتخطى أسوار الجامعة وحساباتها الأكاديمية والمهنية، وبشكل بات يهدد ديمومة الجامعة (...)، منذ اللحظة الأولى، تم توظيف الخطاب التحريضي لدفع جامعة بيرزيت للتخلي التام عن الأنظمة والقوانين والأعراف المعمول بها في الجامعة، الأمر الذي أعتبره تهديداً مباشراً واستراتيجياً لهوية الجامعة التعددية واستقلاليتها ومستقبلها".
وأوصت الأتيرة بتشكيل لجنة تقصي حقائق لكشف حيثيات الأزمة وتقييم العوامل التي أدت لتأزيمها، ووضع التدابير الإدارية والإجرائية التي من شأنها حماية الجامعة والحفاظ على حقوق مكوّناتها كافة.
وتعليقاً على استقالة الأتيرة، قال منسق القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي في جامعة بيرزيت، محمد الفقها، لـ"العربي الجديد": "إن الاستقالة تحقق الجزء الأكبر من مطالب الحركة الطلابية، ولكن الكتل الطلابية لم تجتمع بعد لتتخذ موقفها، حيث تنتظر رد مجلس أمناء الجامعة على الاستقالة، وبعد ذلك ستصدر الحركة الطلابية موقفها وتفتح باب الحوار".
وأضاف الفقها: "لا تزال لدى الحركة الطلابية تحفظات على الدكتور غسان الخطيب".
وأعلنت الحركات الطلابية، الثلاثاء، دخول عدد من كوادرها الإضراب عن الطعام كخطوة تصعيدية على رفض مطالبها.
وتتواصل أزمات جامعة بيرزيت منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، ومن بينها إشكالات حصلت بين طلاب خلال إحياء "حركة الشبيبة"، الذراع الطلابية لحركة "فتح"، ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، واعتداء استهدف ممثل "كتلة الوحدة" الذراع الطلابية لـ "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" داخل مكان سكنه، وخلاف حصل بين "حركة الشبيبة" وكتل أخرى حول بيانات عن الاعتقالات السياسية في حق طلاب.
وبلغت الأزمات ذروتها إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي حرم الجامعة في 14 يناير/ كانون الثاني الماضي، واعتقالها 5 من ممثلي الحركات الطلابية وإصابة أحدهم، قبل أن تفرج عن ثلاثة منهم، ما قطع طريق الوصول إلى حلّ مع الحركات الطلابية التي كانت أغلقت أبواب الجامعة، من دون مشاركة من "حركة الشبيبة" التابعة لـ"فتح".
وأعقب هذه الحادثة تراجع إدارة جامعة بيرزيت عن تدابير نظامية كانت أعلنتها سابقاً، وبينها إحالة ثلاثة من ممثلي "الكتلة الإسلامية"، الذراع الطلابية لحركة "حماس"، و"القطب الديمقراطي التقدمي" الجناح الطلابي لـ "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، إلى لجنة فرض النظام الداخلي، بسبب مشاركتهم في تنظيم مهرجان لإحياء تأسيس "الجبهة الشعبية" و"حماس"، والذي شهد فتح طلاب بوابة قاعة بالقوة لإقامة المهرجان، رغم قرار الجامعة منع النشاطات في قاعات مغلقة بسبب تفشي وباء كورونا.
ونفّذت الكتلتان مسيرات بلباس عسكري وأقنعة، ما جدّد الخلاف المستمر منذ أعوام بين الحركات الطلابية وإدارة الجامعة حول ما يسمى "عسكرة النشاطات الطلابية".
ولاحقاً، نظمت الحركات الطلابية، بمشاركة "حركة الشبيبة" هذه المرة، اعتصاماً داخل الجامعة للمطالبة بإقالة القائمة بأعمال عميد شؤون الطلاب، الدكتورة عنان الأتيرة، ومنعها من دخول الجامعة، ونائب رئيس الجامعة للتنمية والاتصال الدكتور غسان الخطيب، بعدما قال الطلبة: "إنه شبّه على صفحته على فيسبوك، أفعال الحركات الطلابية باقتحامات قوات الاحتلال للجامعة".
كما طالبوا إدارة الجامعة بالتعهّد بعدم محاسبة أي طالب بسبب أنشطة وطنية ونقابية، محمّلين الإدارة جزءاً من مسؤولية اعتقال الطلاب عبر المماطلة في معالجة المشاكل.
وسبق أن شغلت الأتيرة التي عيّنت في منصبها مطلع العام الدراسي الحالي، منصب نائب محافظ نابلس شمال الضفة الغربية، ما يمنح طلب إقالتها بعداً سياسياً يرتبط بمواجهة السلطة الفلسطينية، باعتبار أنّ "أداءها يندرج في إطار محاولات للهيمنة على المنحى العام لإدارة الجامعة"، كما تقول بعض الكتل الطلابية.