تتواصل المساعدات الإنسانية الدولية المقدمة لتركيا وسورية، بعد مرور أسبوعين على الزلزال، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا.
ووصلت إلى مدينة اللاذقية، غربي سورية، صباح اليوم الإثنين، أول سفينة مساعدات مصرية لمتضرري الزلزال بمناطق سيطرة النظام السوري، بعد إرسال أربع طائرات حربية مصرية، خلال الأسبوع الماضي، محملة بمساعدات إنسانية إلى مطار دمشق الدولي.
ويكشف العامل بمرفأ اللاذقية مضر حسون، لـ"العربي الجديد"، أن زنة المساعدات البحرية المصرية تصل إلى 470 طنا، تضم مواد غذائية وأغطية وأسرّة معدنية، وجميعها محملة على سفينة "حلايب" العسكرية، مضيفاً أن تفريغ الحمولة يتم الآن ومن المتوقع الانتهاء عصر اليوم.
ويصف حسون المشهد بـ"الفوضى" ضمن مرفأ اللاذقية، حيث لا تزال بعض مشاهد الخراب ظاهرة منذ قصف إسرائيل من جهة البحر المتوسط ساحة حاويات المرفأ للمرة الثانية في نهاية ديسمبر/ كانون الأول من عام 2021 مستهدفة شحنات أسلحة إيرانية.
وأوضح السفير محمود عمر، القائم بأعمال السفارة المصرية بدمشق، في تصريح لمراسلة "سانا"، أن هذه الشحنة هي الثانية من المساعدات الإغاثية المقدمة للشعب السوري عبر ميناء اللاذقية، والأولى من مصر محملة بنحو 500 طن من المواد الطبية والغذائية والمعيشية، وسيتم تسليمها إلى منظمة الهلال الأحمر العربي السوري لتوزيعها على المناطق المتضررة من الزلزال.
174 طائرة مساعدات لمطاري دمشق وحلب
من جهته، يكشف الباحث مروان الأحمد من دمشق أن عدد طائرات المساعدات التي وصلت إلى مطاري دمشق وحلب بلغت حتى اليوم 174 طائرة، أكثرها من الإمارات العربية المتحدة، التي أرسلت 71 طائرة مساعدات تحوي مواد غذائية وطبية وحليب أطفال وألبسة وأغطية، وذلك فضلاً عن المساعدات البرية التي وصلت من دول الجوار، وفي مقدمتها الحشد الشعبي العراقي الذي أرسل، بحسب الباحث السوري، 400 شاحنة.
السعودية تأمل بإرسال متطوعين طبيين إلى سورية
وصباح اليوم، أعلن التلفزيون السعودي توقيع المملكة مشروعات لصالح متضرري زلزال تركيا وسورية بقيمة 183 مليون ريال (الدولار = 3.75 ريالات سعودية).
كما قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية الحكومي، صباح اليوم، 50 مليون دولار كمساعدات إضافية لكل من سورية وتركيا.
وقال عبد الله الربيعة، المشرف العام على المركز، في مقابلة مع "فرانس برس"، إن التعهدات الجديدة، التي كشف عنها في مستهل منتدى إنساني يعقد ليومين في العاصمة السعودية، تشمل مشروعًا يمكن بموجبه إرسال متطوعين طبيين سعوديين إلى سورية للمرة الأولى.
وقال الربيعة، وهو مستشار في الديوان الملكي السعودي: "على الصعيد الطبي، كان أحد المشاريع التي وقعناها في المنتدى يتعلق بالأراضي السورية، لأنها تفتقر في الواقع إلى عيادات متنقلة"، مضيفا "هذه هي المرحلة الأولى، ونأمل أن نرى المتطوعين السعوديين على الأرض".
وحتى الآن تتجنب الرياض الاتصال المباشر بحكومة نظام الرئيس بشار الأسد، وتنسق عوضا عن ذلك مع الهلال الأحمر السوري بشأن وصول المساعدات إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة، على ما أفاد مسؤولون سعوديون "فرانس برس".
بلينكن: واشنطن ستدعم تركيا "طالما اقتضى الأمر ذلك"
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الإثنين، إن واشنطن ستدعم تركيا "طالما اقتضى الأمر ذلك"، في أعقاب الزلازل التي هزت البلاد قبل أسبوعين، وأضاف أن موقف تركيا الواضح دعما لسيادة أوكرانيا كان مهما.
وكان بلينكن قد أعلن، الأحد، زيادة قيمة المساعدات الأميركية المقدمة لضحايا الزلزال المدمر في تركيا وسورية إلى 185 مليون دولار.
ارتفاع عدد الضحايا
وفي آخر حصيلة للضحايا، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، الإثنين، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 41 ألفًا و156 قتيلًا.
جاء ذلك على لسان رئيس "آفاد" يونس سيزار، في مؤتمر صحافي عقده بالمركز الرئيسي لإدارة الكوارث في العاصمة التركية أنقرة.
وأكد سيزار انتهاء أعمال البحث والإنقاذ في كافة الولايات المتضررة باستثناء هاتاي، التي لا يزال يتواصل فيها رفع أنقاض 15 بناءً.
ولفت إلى مشاركة 35 ألفًا و250 عنصرًا في أعمال البحث والإنقاذ من داخل البلاد وخارجها، مبينًا أن 19 ألفًا و436 عنصرًا لا يزالون يواصلون جهودهم، مشيرا إلى أنهم مكنوا مليونًا و263 ألفًا و934 شخصًا من متضرري الزلزال من الإقامة في خيم أو منازل مسبقة التجهيز أو مبان حكومية خصصت لذلك.
وأكد وقوع 6 آلاف و414 هزة ارتدادية حتى الآن، مشددًا على أنهم حظروا على السكان دخول المباني المتضررة بشدة والتي يجب هدمها بسرعة.
من جانبه، أعلن المرصد السوري ارتفاع حصيلة الضحايا في عموم سورية إلى 6469 قتيلاً، منهم 2203 قتلى في مناطق النظام و4266 قتيلاً في مناطق شمال غربي سورية.
وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمال غربي سورية بلغت قوة الأول 7.7 درجات، والثاني 7.6 درجات، تبعته آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.