سببت اشتباكات بين الجيش العراقي ومليشيا موالية لحزب العمال الكردستاني في مدينة سنجار الواقعة في شمال محافظة نينوى، موجة نزوح جديدة لمئات العوائل إلى مخيمات النزوح في إقليم كردستان، هربا ًمن الأوضاع غير المستقرة.
وبدأت الاشتباكات، مساء الأحد، بالتزامن مع بدء الجيش العراقي خطة انتشار جديدة في ناحية سنوني شمالي سنجار، التي تخضع لنفوذ فصائل مسلحة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، وترفض وجود قوات الجيش أو الشرطة فيها.
وقال مدير مركز تنسيق الأزمات في وزارة داخلية إقليم كردستان، حسين كلاري، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، إن "أحداث سنجار ليست موضوعا جديداً، والصراع الدائر بين الجيش العراقي وأجنحة حزب العمال الكردستاني سبّب نزوح 701 عائلة تضم 4083 شخصاً، وجميعهم توجهوا إلى محافظة دهوك".
وأضاف كلاري أن "قسماً كبيراً من النازحين دخلوا مخيمات النزوح في المحافظة، والقسم الآخر حلوا ضيوفاً على أقربائهم، أو لا يزالون في العراء"، مشيراً إلى أن "استقرار الأوضاع في البلدة يتحقق من خلال تنفيذ اتفاق سنجار بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، ما يعني طرد القوات الخارجة عن القانون، وتشكيل قوات الشرطة، وتوزيع مهام الحماية على القوات الأمنية العراقية وقوات البيشمركة".
وأكدت وزارة الهجرة والمهجرين في بغداد، حدوث موجة النزوح، لكنها اعتبرت أنه "وقتي، ولن يستمر".
وقال مدير دائرة الفروع في وزارة الهجرة، علي عباس، إن "قسماً من العائلات النازحة عاد إلى مخيمات النزوح التي كانت موجودة فيها سابقاً، والقسم الآخر لا يزال على حدود مدينة دهوك، وقسم موجودون عند أقاربهم"، مشيراً إلى أن "الوضع في سنجار طبيعي حالياً، وعادت حركة المدنيين بشكل اعتيادي، والوضع الأمني جيد".
وأكد مسؤول في ديوان محافظة نينوى، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، أن "الوضع لا يزال غير مطمئن في البلدة، والقلق من عودة الاشتباكات يسيطر على الأهالي، وعشرات العوائل حزمت أمتعتها استعداداً للنزوح في حال حدوث أي مواجهات جديدة".
من جانبه، دعا المرصد العراقي لحقوق الإنسان إلى إيقاف موجة النزوح في سنجار، وإبعاد الخطر عن المدنيين، وقال في بيان، إن "الاشتباكات التي وقعت بين قوات الجيش العراقي ووحدات حماية سنجار (اليبشة) كانت في مناطق مأهولة بالسكان، وعرضت المدنيين لخطر كبير، وسببت موجة نزوح".
وأصدرت قيادة الجيش العراقي، أمس الاثنين، توجيهات لوحداتها في سنجار، بالتعامل بحزم ووفق قواعد الاشتباك مع عناصر "اليبشة"، وصدّ أي تصرف أو ممارسات من شأنها زعزعة الأمن والنظام.
وهاجمت مجموعة مسلحة تابعة لمليشيات "اليبشة" موكب ضابط رفيع في اللواء الـ 72 بالجيش العراقي، وأدى الهجوم إلى إصابة جنديين اثنين، قبل أن تغلق عدداً من الطرق بواسطة متاريس ومصدات إسمنتية، لتندلع مواجهات بين الطرفين أدت إلى مقتل جندي عراقي وثلاثة من أعضاء المليشيا.