تردد كثير من الأردنيين طيلة الأسابيع الماضية على الأسواق بصحبة الأبناء لشراء الملابس والحلويات ومستلزمات الضيافة التي لا تخلو منها البيوت في عيد الأضحى، وتبدأ عطلة العيد من يوم وقفة عرفة، وتستمر حتى السبت 1 يوليو/تموز.
ويقول رئيس جمعية مربي المواشي في الأردن، زعل الكواليت، في تصريحات صحافية، إن أسعار الأضاحي تراوحت ما بين 160 و230 دينارا (230 و330 دولارا) للأضحية الواحدة، فيما وصف نقيب تجار الألبسة والأحذية، سلطان علان، الوضع في القطاع بأنه صعب، مشيراً إلى أن "المبيعات أقل من المتوسط في ظل تراجع كبير لحركة الشراء".
ويقول الأردني محمد عطيات لـ"العربي الجديد"، إن "فرحة العيد أكبر بالنسبة للأطفال، أما الكبار فتظل فرحتهم برمزية العيد الذي يجلب معه ضغوطاً والتزامات اجتماعية في ظل وضع معيشي سيئ يعاني منه كثيرون. الأولوية هي شراء ملابس الأطفال، وتأمين الحلويات والمستلزمات الضرورية، وتقديم الهدايا والعيديات في إطار علاقات صلة الرحم التي تفرضها الواجبات الاجتماعية والدينية، بينما وضعي المادي لا يسمح لي بالأضحية، والتي يساوي ثمنها أجرة المنزل الشهرية".
بدورها، تقول منى علي، وهي ربة منزل، لـ"العربي الجديد"، إن "مراسم عيد الأضحى تنطلق فعلياً قبل أسبوع من يوم العيد، وتبدأ بالنزول إلى الأسواق لشراء ملابس الأطفال، ومستلزمات صناعة كعك العيد، إضافة إلى شراء بعض الحلويات المصنعة والسكاكر. تكتمل فرحة العيد بالأضحية، وهذا الطقس الديني ينتظره الأطفال في كل عام، ويتبع ذلك توزيع اللحوم على الأقارب والجيران، إضافة إلى طقوس الشواء التي تمارسها العائلة. يأتي العيد هذا العام بالتزامن مع العطلة الصيفية للمدارس، ما يتيح زيارة الأقارب، وربما رحلة عائلية".
وتقول سامية عبد الهادي، وهي أم لثلاثة أبناء وفتاة، لـ"العربي الجديد"، إن "تجهيزات العيد تشمل شراء الملابس والحلويات وبعض الألعاب، إلى جانب توفير العيديات، والتي باتت تضيف أعباء مالية كبيرة، فملابس كل طفل لا يقل ثمنها عن 25 ديناراً، والبنت أكثر قليلاً، وهذا يعني ما يزيد على 110 دنانير (150 دولارا) لملابس بجودة متوسطة. الأعياد والمناسبات تضيف كلفة مالية على المواطنين خارج سياق الإنفاق العادي للأسرة، كما تفرض نوعاً خاصاً من الفرح الذي يتطلب كسر الروتين من خلال الذهاب إلى أماكن سياحية أو ترفيهية. أنا وزوجي نعمل، لكننا نواجه صعوبة في توفير متطلبات العيد، فما بالك بالعاطلين من العمل أو ذوي الدخل المحدود".
تتألف عائلة الموظف الحكومي محمد المناصير من أربعة أطفال، ويوضح لـ"العربي الجديد"، أن "العيد يوم لفرح الأطفال، ونبذل قصارى جهدنا لمحاولة إسعادهم في هذا اليوم. وضعنا المادي جيد، ونستطيع الإيفاء بالاحتياجات المطلوبة، مثل الحلويات التي نشتريها جاهزة من السوق، إضافة الى الملابس، لكن إمكاناتنا لا تسمح بشراء الأضحية، فالأولوية هي تقديم العيديات للأبناء والأرحام. الحياة أصبحت مكلفة، والأسعار مرتفعة، ودخل الأسرة يذهب في المصروف الشهري وأجرة المنزل، والالتزامات المرتبطة بالعيد تثقل موازنة الأسرة، وهناك من يستدين لسد الاحتياجات".
ويسرد أحمد العبادي، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل طقوس العيد، مبيناً أنه "بعد تأدية صلاة العيد، تجتمع العائلة في بيت الوالد لاستقبال المهنئين، وتناول المأكولات التقليدية مثل اللازقيات والمعمول والراحة، وبعدها يخرج الرجال للمعايدة وإعطاء العيدية للأطفال، وبعد ذبح الأضاحي تبدأ العائلات في تحضير وجبة المنسف الشهيرة للغداء العائلي الجماعي. في اليوم الثاني تجري زيارة الأقارب في المحافظات الأخرى، خاصة وأنّ أيام العيد عطلة رسمية، ما يدفع الجميع لاستغلالها في الزيارات التي يصعب القيام بها في الأيام العاديّة، والبعض يقرر القيام بنزهة أو رحلة مع العائلة".
بدورها، تقول رهف علي، وهي خريجة جامعية عاطلة عن العمل، لـ"العربي الجديد"، إنها قررت عدم شراء ملابس للعيد، فمن لا يعمل يشعر أنه عالة على عائلته، وتكون فرحته بكل المناسبات منقوصة. وتضيف: "للعيد طقوسه رغم كل الظروف، ومن بينها طقوس صناعة المعمول البيتي، إذ نشتري المكونات، ونعدّه في البيت، ثم نوزَّع بعضه على الأقارب. في اليوم الأول، نبقى في البيت، إذ يأتي الأخوال والأعمام للتهنئة، وفي العادة يكون الغداء منسف جماعي مع توفر لحوم الأضاحي، وفي الأيام التالية نبدأ زيارة الأقارب".
ويقول أنس سعيد، وهو طالب جامعي، لـ"العربي الجديد": "العيد بالنسبة يوم عادي. في المساء من الممكن أن أخرج مع الأصدقاء، فنذهب إلى أحد المقاهي، ونقضي بعض الوقت الممتع معاً، لا شيء أكثر".