سبع سنواتٍ مريرة من الأسر عاشتها عائلة الأسير الفلسطيني المحرر إسماعيل العروج (36 سنة)، ابن قرية جناتا، جنوب بيت لحم، قبل أن يحاول الاحتلال قتل فرحتهم، فجر الأربعاء، بتحرر إسماعيل، من خلال منع استقباله للتنغيص على عائلته وأهل قريته.
كانت والدة الأسير، صبية العروج (57 سنة)، تحتضن ابنها بعد تحرره من سنوات الأسر، وقالت لـ"العربي الجديد: "الحمد لله. لا أعرف ماذا أقول. لم أصدق أنه سيتم الإفراج عن إسماعيل. لا يمكنك تخيل شعور أُم بتحرر ابنها".
وتوضح الأم أن موعد الإفراج عن ابنها كان مقرراً في الثامن عشر من الشهر الجاري، لكن الاحتلال رفض لسببٍ غير معلوم الإفراج عنه، وأن الحزن أصابها بوعكة صحية اضطرتها إلى مراجعة الطبيب، أمس الثلاثاء. وفي طريقها إلى المنزل، جاءها صوت إسماعيل عبر الهاتف يُعلمها بأنه في الطريق إلى البيت، فزغردت، وأخبرت والده وأخوته بوجوب انتظاره عند حاجز الظاهرية المقام جنوب الخليل، وهو حاجز الإفراج عن أسرى معتقلات الجنوب.
وأضافت والدة الأسير العروج: "ذهب والده وإخوته لاستقباله وإحضاره من حاجز الظاهرية، عصر الثلاثاء، انتظروا ساعات ولم يُفرَج عن إسماعيل الذي كان معتقلا في سجن (إيشل) في بئر السبع بالداخل المحتل، لنكتشف ليلاً بعد اتصال منه، أن الاحتلال جلبه إلى معتقل ومركز تحقيق (عتصيون) القريب، فتوجه والده وإخوته لإحضاره من (عتصيون)، وانتظر باقي أفراد العائلة والأقارب قرب حاجز النشاش المقام جنوب بلدة الخضر، جنوبي بيت لحم، لكن قوات الاحتلال منعت وجود المركبات منعاً لأي مظهرٍ احتفالي".
الأسير إسماعيل العروج حرا بعد اعتقال دام 7 أعوام في سجون الاحتلال الحمد لله على السلامة
Posted by معتصم سقف الحيط 24 on Wednesday, 20 January 2021
تمكن الأسير إسماعيل العروج من التحرر رغم كل محاولات التنغيص، ووصل إلى مدخل قريته، فوجد مركبات الاحتلال تُغلق المدخل، وتمنع عبور أي شخص، فقصد "الجبل"، وهي منطقة خالية من السكان والبناء في القرية، وبعد منتصف الليل وصل إلى بيت عائلته، بعد أن كان يخشى أن يتم اعتقاله مجددا.
أخيرا تمكن من احتضان والديه وزوجته وابنه الوحيد عبد الله، والذي ولد بعد قرابة شهر من اعتقاله، وهو الآن في الصف الأول بالمدرسة.
لم يتمكن والده عبد الله العروج (67 سنة)، من التمعن في وجه ابنه "البكر" الغائب منذ سبع سنوات، إلا بعد انسحاب قوات الاحتلال من القرية بعدما أنهت مداهمة منزله، ومنزل أعمامه. يقول والد الأسير لـ"العربي الجديد": "احتجزني الاحتلال مع أبنائي عند مدخل القرية، ومعنا كل أقاربنا الذين جاؤوا لاستقباله والاحتفال بالإفراج عنه، أما إسماعيل فقد قصد الجبل، وتمكن عبر التسلل بين المنازل المحيطة من الوصول إلى منزلنا لرؤية أمه وزوجته وطفله. صادر جنود الاحتلال كل اليافطات والرايات التي أحضرناها، كما صادروا خيمة الاستقبال، ولم يتركوا لنا شيئاً للاحتفال".
وليست هذه المرة الأولى التي تنغص فيها قوات الاحتلال على العائلات الفلسطينية فرحتها بالإفراج عن أبنائها، وخاصة في مدينة القدس المحتلة، إذ يتم عادة اقتحام منزل الأسير، وبعضهم يجبر على توقيع تعهد بمنعه من الاحتفال، أو فرض غرامة مالية باهظة عليه.