ترافق الإعلان عن إنشاء مركز دولي للأشخاص ذوي الإعاقة في تونس مع تساؤلات عديدة، من بينها مدى قدرة هذا المركز على مجابهة الصعوبات التي رافقت هذه الفئة من التونسيين والمشكلات التي تراكمت على مدى سنوات.
وأمس الأربعاء، أعلن وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي عن "المركز الدولي للنهوض بالأشخاص ذوي الإعاقة".
وأوضح الزاهي أنّ "هذا المركز سوف يعمل على استيعاب كلّ المراكز المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة واستيعاب كلّ المربين المختصين الذين يعانون من الأجر الزهيد"، موضحاً أنّ إنشاءه أتى "بعد تشخيص الصعوبات التي يعانيها ذوو الإعاقة في تونس".
وقالت رئيسة "الجمعية التونسية لأولياء الأطفال المعوّقين ذهنياً من الصنف العميق ومتعدّدي الإعاقة" نجاة قادري، لـ"العربي الجديد": "نثمّن هذا المركز، خصوصاً أنّه سوف تتوفّر جهة تتوجّه إليها الجمعيات وأولياء الأمور، وتجمع كلّ الاختصاصات"، مضيفة أنّ "إنشاء مركز دولي سابقة في تونس".
ولفتت قادري إلى أنّ "القطاع في تدهور، خصوصاً في السنوات الأخيرة، نظراً إلى الموارد محدودة، وثمّة تهميشاً للقطاع فيما تواجه الجمعيات الصعوبات". ودعت إلى "ضرورة رفع بعض الغموض في هذا الإطار، وإبراز كيفية إشراك الجمعيات في هذا المركز والتنسيق معه في العمل وتوفير الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة. وفي ما يتعلّق بأولياء الأمور، هل يتعيّن عليهم تسجيل أبنائهم؟ وكيف؟ بالتالي ثمّة تساؤلات عديدة حول طريقة عمل هذا المركز".
وشدّدت قادري على "ضرورة تذليل صعوبات عدّة للأشخاص ذوي الإعاقة وتوفير الاعتمادات اللازمة لتحسين الخدمات، إذ تعاني الجمعيات بمعظمها من ضعف التمويل، وثمّة نقص في الكوادر المتخصصة، ولا بدّ من تدريب مستمرّ للعناية بذوي الإعاقة".
من جهته، يقول رئيس جمعية "تونس أرض الإنسان" عبد الحميد خيري، وهو صاحب إعاقة بصرية، لـ"العربي الجديد": "ما زلنا نعاني من المركزية، إذ إنّ مركزاً دولياً أُنشئ في العاصمة، الأمر الذي يعني أنّ بقية الجمعيات والجهات المعنية بالقطاع من القصرَين وسيدي بوزيد والكاف سوف تتوجّه إلى العاصمة، من دون الاهتمام بمشاغل هذه الفئات. وبالتالي يتواصل التمييز السلبي نفسه، في حين كان من المفترض إنشاء مراكز صغيرة موزّعة على المحافظات".
ويرى خيري أنّ "التسمية تطرح مشكلة، إذ إنّ خدمات مركز دولي لن تكون على الصعيد الوطني فحسب، بل تشمل بلداناً عدّة. فهل ثمّة خدمات كافية تستجيب لذلك؟".
ويتابع خيري أنّ ثمّة إعاقات كثيرة ومختلفة، "فلا يمكن جمع كلّ الاختصاصات معاً، لأنّ هذا يطرح مشكلات بالجملة وصعوبات لا يمكن حلّها". ويسأل: "هل يعالج المركز المشكلات المطروحة في القطاع؟ وعملياً كيف يستقبل الأشخاص ذوي الإعاقة من الجهات، بعيداً عن عائلاتهم في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى ذويهم؟"، متوقّعاً أنّ "عدم الأخذ برأي الجمعيات والمنظمات في هذا المجال قد يجعل عمل هذا المركز متعثّراً وصعباً".