قتل 31 وأصيب 81 آخرون مدنيون في مناطق شمال غرب سورية منذ مطلع العام الحالي حتى يوم أمس الاثنين، بانفجارات نجمت عن العبوات الناسفة ومخلفات الحرب في المنطقة.
وأوضح مدير فريق "منسقو استجابة سورية" محمد حلاج لـ"العربي الجديد" "أن عدد العبوات الناسفة بلغ 36 عبوة، خلفت 6 قتلى و32 مصاباً، أما الألغام فقد بلغ عددها 32 لغماً، سبّبت مقتل 12 مدنياً وإصابة 13 آخرين، بينما بلغ عدد الذخائر غير المنفجرة التي سببت سقوط ضحايا 29 عبوة، مخلفة 13 قتيلاً وإصابة 36 آخرين".
وأضاف حلاج: "العبوات الناسفة منتشرة في المناطق كافة، ومخلفات الحرب تنتشر بعد القصف، والألغام توجد على خطوط التماس في جبل الزاوية وريف حلب الشرقي، وهناك مخاوف من هذا الأمر في الأراضي الزراعية، هؤلاء الضحايا مدنيون، وفرق الإزالة من الدفاع المدني فقط، وفرق الهندسة عملها محدود في الجيش الوطني".
في المقابل، يقول المتطوع محمد سامي المحمد، مسؤول فرق لإزالة الذخائر غير المنفجرة في الخوذ البيضاء لـ"العربي الجديد" عن أنواع الذخائر غير المنفجرة، إنّ "أكثر الأنواع انتشاراً هي القنابل العنقودية التي تحقق أكبر قدر من الانتشار في أثناء نشرها بالجو، وبسبب عدم انفجار قسم كبير منها، يؤدي هذا الأمر إلى جعلها الأكثر خطورة، بالإضافة إلى حساسيتها الكبيرة لأقل حركة ممكنة مع احتفاظها بفعاليتها لسنوات طويلة جداً، ويأتي في المرتبة الثانية الهاون والمقذوفات".
ويضيف المحمد: "تأتي المقذوفات بالمركز الثاني من حيث الذخائر الأكثر انتشاراً، وخطورتها تكمن بحجمها الكبير وكمية المادة المتفجرة الكبيرة، ما يجعل أثرها التدميري والتفجيري أكبر بكثير مع احتفاظها بفعاليتها لعشرات السنين".
ويوضح المحمد آلية الكشف عن المقذوفات، قائلاً:" تزور فرق المسح غير التقني المناطق والقرى المختلفة بشمال غرب سورية، بهدف الوصول إلى تقييم مرحلي لحالة التلوث بهذه القرى، وعند العثور على مناطق ملوثة بالذخائر غير المنفجرة يجري تحديدها وتعليمها من قبل الفريق، ومن ثم ترسم خريطة للمنطقة الملوثة، ويُحدَّد مكان وجود الذخيرة أو الذخائر بدقة من خلال استخدام جهاز تحديد مواقع، وتُرفَع هذه المعلومات لفريق الإزالة، الذي بدوره يقوم بعملية المسح التقني للمنطقة الملوثة عبر تقسيمها إلى قطاعات، حيث يُبحَث بها للتأكد من احتمالية وجود ذخائر أخرى، ومن ثم يُجري الفريق عملية التخلص النهائي من كل ذخيرة على حدة، دون تحريك أو نقل أو تجميع للذخائر".
وتابع المحمد: "بالإضافة إلى ذلك، تعتبر عملية تلقي البلاغات من المجتمع المدني عن الذخائر غير المنفجرة من أهم المصادر التي نحصل منها على المعلومات لإجراء عمليات الإزالة. منذ بداية العام الحالي أتلفت فرقنا في شمال غرب سورية 851 ذخيرة متنوعة من مخلفات القصف، بينها 377 قنبلة عنقودية".
يذكر أنّ الأحد الماضي، قُتل طفل بانفجار قنبلة عنقودية خلال رعيه الأغنام في الأراضي الزراعية على أطراف مدينة جسر الشغور غربيّ إدلب، وفق ما أكد الدفاع المدني السوري، وقبله بيومين قتل مدني في أثناء عمله بقطاف الزيتون، جراء انفجار لغم في قرية كفرتعال غربيّ حلب، وفق ما أوضح الدفاع المدني السوري.