كثيرة هي الأمراض التي يعاني منها النازحون في مخيمات الشمال السوري، والأمراض الجلدية هي واحد من الأمراض واسعة الانتشار بين النازحين وأطفالهم لأسباب عديدة، فرضها واقعهم الصعب.
ومخيم التح في باتنته، واحد من مخيمات كثيرة في المنطقة المحرّرة من محافظة إدلب، التي يشتكي فيها النازحون من الأمراض الجلدية، إذ قال مدير المخيم، عبد السلام يوسف، لـ"العربي الجديد" إنّه "منذ نحو شهر ونصف، انتشر مرض القوباء الجلدي بين قاطني المخيم، وسجّلنا حينها 20 إصابة بالمرض. توجّهت حينها بمناشدة عبر صفحة المخيم على فيسبوك، واستجابت العيادة الجلدية في "منظمة هاند" للنداء، وقدّمت لنا العلاج".
وتابع يوسف: "خلال جولة لي في المخيم، لاحظت أطفالاً يشكون من مرض جلدي، لا أدري إن كان مرض القوباء أو غيره، وحالياً توجد 10 إصابات بهذا المرض بين الأطفال. ليس لدينا أيّ جهة تدعم واقعنا أو تساعدنا، كذلك لم تقدم لنا أيّ منظمة سلل نظافة أو معقمات، رغم المناشدات اليومية لها".
وقال نصر أحمد السلطان، وهو أحد النازحين من بلدة التح والمقيمين في المخيم، لـ "العربي الجديد" إنّ ابنه يعاني من مرض جلدي غير معروف، وعرضه على أكثر من طبيب دون التوصل إلى نتيجة.
ومن أسباب تفشي الأمراض الجلدية، قلّة المياه، لكون أغلب المخيمات تعاني من نقص فيها، وهي رئيسية للنظافة الشخصية. ولجأ بعض النازحين إلى تصنيع مواد النظافة يدوياً، كالصابون، لكون الأمر أقلّ تكلفة عليهم. فالنازحة، أم خالد، من ريف إدلب الجنوبي، تقول لـ"العربي الجديد"، إنّها تستخدم زيت الزيتون في صناعة الصابون، وهي تستخدم هذا الصابون في الغسيل والاستحمام، وخاصة لأطفالها. وعند وقوع خطأ في نسب خلط مواد التصنيع، يسبّب الصابون حساسية للجلد، وقد يسبّب جفافاً للبشرة وتقشيرها.
وتوضح أم خالد أنّ مخالطة الأطفال لبعضهم في المخيم، وقلّة الاستحمام خوفاً من نزلات البرد، وخاصة في الوقت الراهن مع انخفاض درجات الحرارة، سبّب انتشار الأمراض الجلدية.
ومن المخيمات التي تنتشر فيها الأمراض الجلدية في إدلب، مخيم الدويلة، قرب بلدة كفرتخاريم، حيث سُجّلت في المخيم إصابات بمرض القوباء الجلدي. وتتردّى الخدمات الصحية في المخيم، الذي سُجّلت فيه نحو 40 إصابة بالمرض، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب جهات محلية.
وقال الناشط الإعلامي، خضر العبيد، لـ"العربي الجديد" إنّ الأمراض الجلدية مشكلة يصعب التخلّص منها في المخيمات، خاصة مع افتقارها إلى مواد النظافة وعدم وجود آلية ومنظومة لمكافحة الحشرات الناقلة للأمراض.
ويعتبر مرض القوباء واحداً من أخطر الأمراض التي تهدّد النازحين في المخيمات، إضافة إلى داء اللشمانيا الذي تنقله ذبابة الرمل والذي ينتشر في المخيمات بشكل واسع.