حذّر مقرّر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت، خلال زيارة إلى البلاد، من أنّ القيود المفروضة من حكومة طالبان على النساء تهدف إلى "تغييبهنّ" في المجتمع.
وفرضت حركة طالبان، منذ سيطرتها الأخيرة على البلاد في أغسطس/ أيلول 2021، قيوداً قاسية على النساء والفتيات تتوافق مع تفسيرها المتشدّد للشريعة.
ومُنعت المراهقات من المدارس الثانوية، فيما أُجبرت النساء على ترك بعض الوظائف الحكومية ومُنعنَ من السفر بمفردهنّ من دون محرم. وفي شهر مايو/ أيار الجاري، أمر المرشد الأعلى لأفغانستان وزعيم طالبان الملا هبة الله أخوند زاده النساء بتغطية وجوههنّ في الأماكن العامة والالتزام بالبرقع.
وقال بينيت للصحافيين في العاصمة كابول إنّ هذه السياسة تعكس "نمطاً قائماً على الفصل التام بين الجنسَين، وتهدف إلى تغييب النساء في المجتمع". أضاف أنّ "السلطات (التي تقود البلاد) بحكم الأمر الواقع فشلت في إدراك شدّة وخطورة الانتهاكات المرتكب عدد كبير منها باسمها".
Observations at the conclusion of my initial visit to Afghanistan as Special Rapporteur on Human Rights. I encourage you to read the statement. Will continue to monitor the situation & promote & protect #Afghanistan human rightshttps://t.co/HRCjWquOwQ pic.twitter.com/WhPxb3MQAM
— UN Special Rapporteur Richard Bennett (@SR_Afghanistan) May 26, 2022
وتأتي تصريحات بينيت في وقت فرّق عناصر حركة طالبان، اليوم الخميس، تظاهرة نسائية تدعو إلى إعادة فتح المدارس الثانوية أمام الفتيات. وقالت مونيسا مبارز، التي شاركت في تنظيم التظاهرة، لوكالة فرانس برس: "قدم عناصر غاضبون من طالبان وفرقونا".
يُذكر أنّه في مارس/ آذار الماضي، أمرت حركة طالبان بإغلاق كلّ مدارس البنات الثانوية، بعد ساعات فقط على فتحها للمرّة الأولى منذ إمساكها بالبلاد من جديد. وما زال على الحكومة تقديم تبرير واضح للقرار، لكنّ مسؤولين أشاروا إلى أنّه "سوف يُعاد فتحها قريباً".
وفي سياق متصل، كانت حكومات أجنبية عدّة قد شدّدت على أنّ سجل حركة طالبان في حقوق الإنسان، خصوصاً ما يتعلّق بالمرأة، سوف يكون أساسياً في تحديد إمكانية الاعتراف بحكومة الحركة أم لا.
تجدر الإشارة إلى أنّه على مدى عقدَين من الزمن قبل عودة "طالبان، حقّقت النساء والفتيات مكاسب وإن كانت هامشية. وبعد السيطرة الجديدة، قاومت الأفغانيات في البداية القيود المفروضة ونظّمنَ تظاهرات مطالبة بالحقّ في التعليم والعمل. لكنّ سرعان ما أوقف المتشدّدون الناشطات اللواتي قدنَ تلك التجمّعات واحتجزتهنّ سرّاً، فيما نفت اعتقالهنّ. وقد التزمت هؤلاء بمعظمهنّ الصمت منذ إطلاق سراحهنّ.
(فرانس برس)