- القيود البيروقراطية والقتال يمنعان وصول المساعدات، خاصة عبر معبر أدري، مهددةً خطط إغاثة أكثر من 700 ألف شخص قبل موسم الأمطار، مع التأكيد على الحاجة لوصول غير مقيد للمساعدات.
- يونيسف تحذر من خطر على حياة 750 ألف طفل في الفاشر وملايين آخرين بسبب القتال، مشيرةً إلى خسائر بشرية وأعمال عنف جنسي ضد الأطفال والنساء، وتدعو لجهد دبلوماسي لضمان وصول القوافل الإنسانية.
حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، من خطر المجاعة في دارفور وأماكن أخرى في السودان، حيث يعيق تصاعد الاشتباكات في الفاشر الجهود المبذولة لتوصيل المساعدات الغذائية الحيوية إلى المنطقة.
ويواجه المدنيون خطر المجاعة في دارفور والفاشر على نطاق أوسع، إلا أن عمليات توصيل المساعدات الغذائية كانت متقطعة بسبب القتال والعقبات البيروقراطية المستمرة. وأوضح البرنامج أن التصعيد الأخير لأعمال العنف حول الفاشر أدى إلى إيقاف قوافل المساعدات القادمة من معبر الطينة الحدودي في تشاد - وهو ممر إنساني تم افتتاحه مؤخراً ويمر عبر الفاشر.
"الناس يأكلون الأعشاب وقشور الفول السوداني.
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) May 3, 2024
وإذا لم تصلهم المساعدات قريبا، فإننا نخاطر بحدوث مجاعة وموت على نطاق واسع في #دارفور والمناطق الأخرى المتضررة من النزاع في #السودان".
https://t.co/VDAUR4SedF
كما ذكر أن القيود التي تفرضها السلطات في بورتسودان تمنعه من نقل المساعدات عبر معبر أدري، وهو الممر الوحيد الآخر القابل للاستخدام عبر الحدود من تشاد. يمكن أن يخدم الطريق غرب دارفور ومواقع أخرى في وسط وجنوب وشرق دارفور.
وبحسب البرنامج الأممي، تهدد هذه القيود المفروضة على الوصول، خطط تقديم المساعدة الحيوية لأكثر من 700 ألف شخص قبل حلول موسم الأمطار عندما تصبح العديد من الطرق في جميع أنحاء دارفور غير صالحة للمرور.
وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق أفريقيا: "يجب أن نكون قادرين على استخدام معبر أدري الحدودي ونقل المساعدات عبر الخطوط الأمامية من بورتسودان حتى نتمكن من الوصول إلى الناس في جميع أنحاء منطقة دارفور". ووصف مايكل دانفورد الوضع بأنه "خطير"، مشيراً إلى أن الناس يلجؤون إلى استهلاك الأعشاب وقشور الفول السوداني، وإذا لم تصل إليهم المساعدات قريباً، "فإننا نخاطر بأن نشهد المجاعة والموت في دارفور على نطاق واسع وفي المناطق الأخرى المتضررة من النزاع في السودان".
وذكر البرنامج أنه تمكن من تقديم مساعدات غذائية وطارئة لأكثر من 300 ألف شخص شمال وغرب ووسط دارفور، على مدى الأسابيع الستة الماضية، باستخدام معبري طينة وأدري الحدوديين والطريق العابر من بورتسودان.
ووفقاً لدانفورد، فإن هذا التقدم في إيصال المساعدات جاء بعد مفاوضات مطولة. "ولكن يبدو أن التقدم لم يدم طويلاً مع إغلاق جميع الطرق الآن". وشدد على أن وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع الساخنة في السودان بات مهمّاً أكثر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن البرنامج يحتاج، بصورة عاجلة، إلى وصول غير مقيد وضمانات أمنية لتقديم المساعدة إلى الأسر التي تكافح من أجل البقاء في خضم مستويات مدمرة من العنف.
المجاعة في دارفور أودت بحياة 20 طفلاً
بدورها، أوضحت المتحدثة الإقليمية باسم برنامج الأغذية العالمي، ليني كنزلي، أن ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص في دارفور يعانون مستويات الطوارئ من الجوع في ديسمبر/ كانون الأول، ومن المتوقع أن يكون العدد "أعلى بكثير اليوم". وأضافت كنزلي، في مؤتمر صحافي افتراضي للأمم المتحدة من نيروبي الجمعة: "إن دعواتنا لوصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع الساخنة في السودان لم تكن أكثر أهمية من أي وقت مضى"، في إشارة منها إلى خطر المجاعة في دارفور وغيرها. وأكدت أن شركاء البرنامج على الأرض أفادوا بأنّ الوضع في الفاشر "مروع للغاية" وأنه من الصعب على المدنيين الراغبين في الفرار من قصف قوات الدعم السريع المبلغ عنها أن يغادروا.
وأشارت إلى أن العنف في الفاشر وشمال دارفور المحيط بها يؤدي إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية الحرجة في منطقة بأكملها، حيث يقل إنتاج محاصيل الحبوب الأساسية مثل القمح والذرة الرفيعة بنسبة 78% عن متوسط الخمس سنوات. بالإضافة إلى تأثير تصاعد العنف، قالت كنزلي: "يشعر برنامج الأغذية العالمي بالقلق من أن يتزايد الجوع تزايداً كبيراً مع حلول الأوقات العجاف بين مواسم الحصاد ونفاد الغذاء لدى الناس". وأضافت أن إحدى المزارعات في الفاشر أخبرتها مؤخراً بأن مخزون أسرتها من المواد الغذائية قد نفد بالفعل، وهو مؤشر على أن "موسم العجاف"، الذي يبدأ عادة في مايو/ أيار، قد بدأ مبكراً.
وفي حديثها عن خطر المجاعة في دارفور، قالت كنزلي إنها تلقت في وقت سابق، الجمعة، صوراً من زملائها على الأرض لأطفال يعانون سوء التغذية الحاد في مخيم للنازحين وسط دارفور، بالإضافة إلى كبار السن "الذين لم يبق لهم سوى الجلد والعظام". وأضافت: "تشير التقارير الأخيرة الواردة من شركائنا إلى أن 20 طفلاً لقوا حتفهم في الأسابيع الأخيرة، بسبب سوء التغذية في مخيم النازحين هذا". ودعت كنزلي المجتمع الدولي إلى "بذل جهد دبلوماسي منسق لدفع الأطراف المتحاربة إلى توفير ضمانات الوصول والسلامة" للعاملين والقوافل الإنسانية.
وحذرت من أن "عاماً واحداً من هذا الصراع المدمر في السودان خلق كارثة جوع غير مسبوقة ويهدد بإشعال أكبر أزمة جوع في العالم.. ومع وجود ما يقرب من 28 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء السودان وجنوب السودان وتشاد، فإن الصراع يمتد ويؤدي إلى تفاقم التحديات التي واجهناها بالفعل خلال العام الماضي".
حياة آلاف الأطفال معرضة للخطر
وفي سياق متصل، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من خطر يتهدد حياة ورفاه 750 ألف طفل في الفاشر، وربما ملايين آخرين، في حال شن هجوم عسكري وشيك على المدينة التي تؤوي ما لا يقل عن 500 ألف شخص نزحوا بسبب أعمال العنف في أماكن أخرى من البلاد.
وقالت المديرة التنفيذية ليونيسف كاثرين راسل، في بيان صحافي صدر اليوم الجمعة، إن الهجوم الوشيك يهدد بتصعيد كارثي، ودعت أطراف النزاع إلى التراجع تراجعاً عاجلاً عن مثل هذه المواجهة الخطيرة. وأكدت أن تصاعد القتال في ولاية شمال دارفور سبّب خسائر بشرية مميتة بين الأطفال، مشيرة إلى مقتل ما لا يقل عن 43 شخصاً، بينهم أطفال ونساء، منذ تصاعد القتال في الفاشر والمناطق المجاورة قبل أكثر من أسبوعين.
ونبهت كاثرين راسل من أن استمرار الهجمات - بما في ذلك استخدام الأسلحة المتفجرة في الأحياء السكنية - يشكل خطورة خاصة على الأطفال، ولن يؤدي إلا إلى نزوح وجرح وقتل المزيد منهم. وأشارت إلى التقارير "المروعة" التي أفادت بوقوع أعمال عنف من قبيل العنف الجنسي، وجرح وقتل الأطفال، وإضرام النيران في المنازل، وتدمير الإمدادات المدنية الحيوية والبنية التحتية خلال الهجمات الأخيرة على أكثر من اثنتي عشرة قرية غرب الفاشر. وأضافت: "اضطرت الأسر، بما فيها تلك التي نزحت سلفاً بسبب النزاع، مرة أخرى إلى الفرار من دون أن تحمل سوى القليل من الملابس التي ترتديها. هناك تقارير مثيرة للقلق العميق عن انفصال الأطفال عن عائلاتهم أو الإبلاغ عن اختفائهم".
ودعت مديرة يونيسف أطراف النزاع إلى ضرورة بذل كل جهد ممكن لتهدئة الوضع، والسماح بالحركة الآمنة للمدنيين، بمن فيهم المرضى والجرحى الذين يريدون الانتقال إلى مناطق أكثر أماناً، كما شددت على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية بسرعة واستدامة ومن دون عوائق.
(العربي الجديد، أسوشييتد برس)