قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الثلاثاء، إن المناطق التي طلب الاحتلال الإسرائيلي إخلاءها بسبب الحرب التي يشنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تعادل ثلثي مساحة قطاع غزة.
وذكرت "أوتشا"، في بيان، أن مساحة الأماكن التي تريد إسرائيل إخلاءها، بلغت 246 كيلومترا مربعا، وهذا الرقم يعادل ثلثي مساحة غزة البالغة نحو 360 كيلومترا مربعا.
وأضاف البيان أن الأماكن التي تريد إسرائيل إخلاءها، كان يقيم فيها نحو 1.78 مليون فلسطيني، قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهو ما يعادل 77 بالمائة من سكان غزة.
ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت حتى الثلاثاء "27 ألفا و585 شهيدا و66 ألفا و978 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.
وتسببت الهجمات الإسرائيلية بتهجير نحو 1.9 مليون فلسطيني قسراً في قطاع غزة، لجأ معظمهم إلى مدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر. وزاد عدد سكان رفح أكثر من 4 مرات ليتجاوز 1.2 مليون نسمة، ونظرًا لعدم توفر السكن الكافي، فإن أغلب النازحين يكافحون من أجل البقاء في مخيمات مؤقتة.
الأونروا: سكان غزّة يتطلعون للعودة إلى ديارهم
من جهتها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الدولية (أونروا) على استمرار بقائها في غزة لتقديم ما يمكنها من مساعدات لسكان القطاع الذين يعيشون في ظل أوضاع مأساوية على جميع الأصعدة.
وقال عدنان أبو حسنة الناطق باسم رئاسة الأونروا في غزة، لموقع أخبار الأمم المتحدة، إن أهل القطاع يعيشون "أسوأ لحظات حياتهم" في ظل أوضاع مأساوية على جميع الأصعدة واستمرار تدفق النازحين إلى مدينة رفح والحدود الفلسطينية المصرية.
وحذّر أبو حسنة من تداعيات عملية عسكرية برية إسرائيلية محتملة في رفح، مؤكداً أنّ القطاع بات أمام "ظروف صحية خطيرة وتدهور غير مسبوق" إذا بقي الوضع على حاله، مشيراً إلى وجود عشرات الآلاف من الخيام العشوائية التي نصبت في الشوارع والأماكن الفارغة وحول مراكز الإيواء.
ووصف أبو حسنة الأوضاع بالسيئة على المستوى الإغاثي والصحي وأوضاع المياه الصالحة للشرب أو المياه الصالحة للاستخدام الآدمي، مشيراً إلى أن تجميع معظم سكان قطاع غزة في مدينة رفح، له أخطار غير مسبوقة على كافة المستويات النفسية والحياتية والمجتمعية والإغاثية بصفة عامة.
وأكّد أن المساعدات التي تصل عبر معبر رفح أو كرم أبو سالم غير كافية، قائلا إن "ما تصل إلينا من مساعدات يتم توزيعها على مراكز الإيواء التابعة للأونروا، وهي موجودة الآن في مدينة رفح ومنطقة دير البلح بوسط قطاع غزة، إلا أنها غير كافية على الإطلاق"، موضحا أن متوسط دخول الشاحنات يوميا إلى قطاع غزة 85 شاحنة تقريبا، بينما كان متوسط إدخال الشاحنات 500 شاحنة قبل التصعيد الأخير على غزة.
وحذر أبو حسنة من أن هناك "مئات الآلاف من المرضى المصابين بالتهابات معوية أو التهابات صدرية أو الأمراض الجلدية والتهاب السحايا والكبد الوبائي في ظل انهيار المنظومة الصحية وهو وضع غير مسبوق، واستمرارها يعني أننا سنرى العديد من الوفيات في الأيام والأسابيع المقبلة".
وعن الآثار المترتبة من انتقال النازحين من غزة عبر الحدود إلى مصر حتى تنتهي الحرب، قال أبو حسنة: "لا أحد يستطيع أن يتنبأ بصورة الأوضاع أو بما سيحدث، فالأوضاع في غزة خطيرة للغاية وبالنسبة لنا كوكالة الأونروا، نحن سنبقى في غزة وسنواصل تقديم هذه المساعدات إلى الفلسطينيين النازحين، وما نراه هو أن الناس يريدون العودة إلى بيوتهم حتى لو كانت مهدمة ونصب الخيام هناك".
(الأناضول، قنا، العربي الجديد)