تُطوّق المصاعب وقلة الحيلة عائلة النازح السوري أحمد صبحي الكعود وأولاده الستة من ريف حماة الشرقي والمقيم حاليا في مخيم كفردريان في المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة في محافظة إدلب شمال غربي سورية، خاصة مع فصل الشتاء وشح المساعدات الإنسانية، وعجزه عن العمل.
وما يفاقم معاناته إصابته بالشلل بسبب قصف سابق لقوات النظام السوري على ريف حماة الشرقي، إذ أصيب بشلل في يده اليمنى وساقه اليمنى وهو اليوم عاجز تماماً عن تأمين مستلزمات الحياة لعائلته مع دخول فصل الشتاء.
يعيش أحمد مع زوجته وأولاده الستة في مخيم كفر دريان غرب مدينة سرمدا، دون أدنى مقومات الحياة، ويقول لـ "العربي الجديد": "كنت أعيش بخير في قريتي، داخل بيتي وأرضي، وبعملي، أما الآن فأعيش حياة النزوح دون عمل ومع إعاقة وقد كثرت عليّ الديون كما تفاقمت الحاجة لكل شيء".
بدورها زوجته أم عبد الله تقول لـ"العربي الجديد": "في فصل الشتاء تصبح خيمتنا أشبه بجزيرة في بحر، تحيطها مياه الأمطار مختلطة بمياه الصرف الصحي، فحياتنا صعبة للغاية، لا لباس شتويا للأطفال ولا تدفئة، مما يعرض أطفالنا للأمراض والنقاط الطبية بعيدة ولا تقدم كافة الخدمات". وتضيف: "أعظم ما أتمناه عيشة كريمة خاصة لأطفالي فلا يمكنني فعل شيء سوى البكاء مقابل طلباتهم".
وبحسب فريق "منسقو استجابة سورية"، فقد ارتفعت نسبة المخيمات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي إلى 82% شمال غربي سورية و93.7% منها من صعوبة تأمين مادة الخبز. ووصل عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية إلى 3.6 ملايين مدني بزيادة قدرها 14% عن العام الماضي.
ويعاني النازحون في المخيمات شمالي سورية في الوقت الحالي من مخاطر تفشي مرض الكوليرا، ما يزيد عبئا آخر عليهم مع حلول فصل الشتاء وتأمين مستلزمات التدفئة، التي يعجز كثير من العوائل عن توفيرها ما يدفعها لاستخدام وسائل غير مأمونة العواقب كالبلاستيك وإطارات السيارات.