الإعصار كونغ-ري يجتاح تايوان... وفيضانات في فيتنام

31 أكتوبر 2024
رياح قوية وأمطار مع وصول الإعصار كونغ-ري إلى اليابسة في هوالين (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ضرب الإعصار كونغ-ري تايوان بقوة، مما أدى إلى إغلاق المدارس والشركات، وإجلاء السكان من المناطق المتضررة، وتعبئة 35 ألف جندي للمشاركة في عمليات الإنقاذ.
- أسفر الإعصار عن مقتل امرأة وإصابة 73 شخصًا، مع رياح بلغت سرعتها 184 كيلومترًا في الساعة، وتسبب في أمواج عاتية وارتفاع منسوب الأمطار، مع توقعات بتراجع قوته عند عبوره الجبال.
- في فيتنام، تسببت العاصفة المدارية "ترامي" في فيضانات أودت بحياة خمسة أشخاص، بينما اجتاح إعصار "ياغي" شمال البلاد في سبتمبر، متسببًا في مقتل 345 شخصًا.

ضرب الإعصار كونغ-ري القوي تايوان اليوم الخميس، إذ أغلقت المدارس والشركات وجرت تعبئة عشرات آلاف الجنود بشكل احترازي قبل وصول العاصفة، وهي من الأقوى منذ سنوات. وأدى الإعصار حتى الآن إلى سقوط قتيل وإصابة 73. والضحية امرأة تبلغ السابعة والخمسين قضت في سقوط شجرة اقتلعتها الرياح على سيارتها في إقليم نانتو في وسط الجزيرة.

وبلغ الإعصار المصحوب برياح تصل سرعتها إلى 184 كيلومتراً في الساعة وبأمطار غزيرة اليابسة ظهر الخميس بالتوقيت المحلي في جنوب شرق تايوان، في أقل مناطق البلاد تعداداً للسكان التي تشهد أساساً موسم الأمطار. وجرى إجلاء قسم كبير من السكان.

قبل بلوغه اليابسة، سجلت أمواج عاتية يبلغ ارتفاعها عشرة أمتار، فيما أصيب ما لا يقل عن 27 شخصاً جراء سوء الأحوال الجوية بعد سيول موحلة، على ما أفادت الوكالة الوطنية للإغاثة من دون أن تعطي أي تفاصيل أخرى.

الإعصار كونغ-ري الأعنف خلال سنة

وصف هذا الإعصار بداية على أنه الأعنف خلال السنة الراهنة، وبات الآن بقوة الإعصار غايمي، وهو أقوى عاصفة تضرب تايوان في السنوات الثماني الأخيرة عندما ضرب اليابسة في يوليو/ تموز الماضي. ومع دائرة تبلغ 320 كيلومتراً، يعتبر "كونغ-ري" أكثر الأعاصير اتساعاً يضرب اليابسة منذ أكثر من 30 عاماً.

وأغلقت المدارس والمكاتب في كل أرجاء تايوان، فيما يستعد السكان البالغ عددهم 23 مليوناً لمواجهة العاصفة العنيفة.

وقالت شركة "تي إس إم سي" التايوانية العملاقة للتكنولوجيا إنها "فعّلت الإجراءات الاعتيادية تحضيراً لإنذار من وقوع إعصار" في مصانعها لإنتاج الشرائح الإلكترونية، وعدم انتظار حدوث "تأثير كبير" على نشاطاتها.

وباتت شوارع تايبيه التي تنهال عليها أمطار غزيرة وتعصف بها رياح قوية شبه مقفرة. ويتوقع أن يتساقط أكثر من متر من الأمطار بحلول الجمعة في أكثر المناطق عرضة للعاصفة. وحذّر خبراء الأرصاد الجوية من هبوب رياح "مدمرة" خلال الإعصار كونغ-ري، وقد حُشد نحو 35 ألف جندي للمشاركة في عمليات الإنقاذ.

منذ أمس الأربعاء، ألغيت عشرات الرحلات بالعبارات والرحلات الجوية الداخلية، فيما بدأت السلطات عمليات إجلاء في ثماني مناطق ومدن من بينها يبلان وخواليين وتايتونغ. ويفترض أن تتراجع قوة الإعصار مع بلوغه اليابسة، وأن يتّجه نحو الجبال في وسط الجزيرة قبل أن يعبر مضيق تايوان، على ما أفاد شو مي-لين من الهيئة المركزية للأرصاد الجوية الذي قال إنه سيؤثر "بقوة" على الجزيرة حتى صباح الجمعة.

وأعرب وزير الداخلية ليو شيه-فانغ عن قلقه حول مصير سائحَين تشيكيَين يقومان بنزهة في ممرات تاروكو الجبلية قرب هواليين، واللذين تعذر الاتصال بهما هاتفياً منذ أمس.

وتشهد تايوان الكثير من العواصف المدارية بين يوليو/ تموز وأكتوبر/تشرين الأول، لكن "من غير المألوف أن يضرب إعصار بهذه القوة الجزيرة في هذا الوقت المتأخر من السنة، على ما أفاد خبير الأرصاد الجوية تشانغ شون-واو. ويفيد العلماء بأن التغير المناخي يزيد من قوة هذه الأعاصير المصحوبة برياح عاتية وأمطار غزيرة وفيضانات مباغتة.

"كونغ-ري" هو ثالث إعصار يضرب تايوان منذ يوليو. وتسبب الإعصار غايمي خلال الصيف بمقتل عشرة أشخاص وإصابة المئات مع فيضانات واسعة في مدينة كاوسيونغ الجنوبية.

وتلا "غايمي" الإعصار كراثون الذي ضرب جنوب تايوان مطلع أكتوبر، مصحوباً برياح مدمرة وفيضانات وسيول موحلة أدت إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص وإصابة المئات.

خمسة قتلى في فيضانات في فيتنام

من جهة ثانية، لقي خمسة أشخاص حتفهم وأصيب خمسة آخرون، اليوم الخميس، في فيضانات ألحقت أضراراً بمنازل ودمرت حقولاً في وسط فيتنام، بعد أيام من وصول العاصفة المدارية "ترامي"، وفق ما أعلنت السلطات الفيتنامية. وتضرّر أكثر من 300 منزل وحوالى 1300 هكتار من المحاصيل في مقاطعة كوانغ بينه بسبب تدفق السيول الموحلة في عدد من المناطق المعزولة، وفق السلطات.

وتنحسر المياه ببطء، لكن الفيضانات ما زالت تغمر الكثير من المناطق. وضربت العاصفة "ترامي" فيتنام الأحد بعد عبورها الفيليبين مخلّفة 110 قتلى على الأقل.

وتتعرض فيتنام، وهي واحدة من الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ الناجم عن النشاط البشري، بين يونيو/ حزيران ونوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، لعواصف مدارية تتسبب بانتظام في فيضانات وانزلاقات تربة مميتة. وفي سبتمبر/أيلول الماضي، اجتاح إعصار "ياغي" شمال البلاد، مسفراً عن مقتل 345 شخصاً، ومتسبباً بخسائر تقدر بحوالى 3.3 مليارات دولار.

(فرانس برس)