رحب مواطنون أكراد في مدينة القامشلي، شمال شرقي سورية، بقرار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، الاثنين، اعتبار عيد "النوروز"، الموافق 21 مارس/آذار من كل عام، عطلة رسمية.
وكشف سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي، عضو دائرة الإعلام والاتصال في الائتلاف شلال كدو، أن "الائتلاف الوطني السوري قرر، في اجتماعه المنعقد اليوم، جعل يوم 21 مارس/آذار عطلة رسمية بمناسبة عيد النوروز، العيد القومي للأكراد".
وقال كدو لـ"العربي الجديد": "صدر القرار في اجتماع الهيئة العامة الذي انعقد في مدينة إعزاز، وجاء باقتراح من كتلة المجلس الوطني الكردي، وحصل على إجماع من كافة أعضاء الائتلاف الحاضرين. شكل القرار ارتياحا لدى كتلة المجلس الوطني الكردي، كون اليوم هو يوم عطلة في مناطق النظام بمناسبة عيد الأم، بينما الائتلاف أقر بأن يكون عطلة رسمية بمناسبة النوروز".
ويحتفل أكراد سورية بعيد "النوروز" سنويا، وهو يوم الاعتدال الربيعي، وبات يُعتبر عطلة في أنحاء البلاد اعتباراً من سنة 1986، عندما نظم الأكراد تظاهرة أمام القصر الجمهوري في العاصمة دمشق، احتجاجاً على منعهم من الاحتفال بالعيد، فصدر مرسوم رئاسي بجعل اليوم عطلة رسمية بمناسبة عيد الأم، على الرغم من أنّ الاحتفال بعيد الأم كان يحصل في 13 مايو/أيار من كلّ عام.
وأكد خليل عيسو، من مدينة القامشلي، لـ"العربي الجديد"، أن اعتبار عيد النوروز عطلة رسمية من قبل الائتلاف "خطوة جيدة، كون العيد مناسبة رسمية لدى الأكراد، وحاول النظام لسنوات منعها، فكان الاحتفال يتم في الخفاء".
الائتلاف الوطني السوري قرر قبل قليل في اجتماعه المنعقد اليوم 15-3-2021 جعل يوم ٢١ آذار عطلة رسمية بمناسبة عيد نوروز العيد القومي للكرد
— Shelal Kado شلال كدو (@Kadoshelal) March 15, 2021
واعتبرت جيان إبراهيم، وهي من أكراد مدينة القامشلي، القرار "خطوة نحو الأمام، وتقريب الثقافات السورية، وتتيح للسوريين التشارك بشتى قومياتهم وأعراقهم"، موضحة لـ"العربي الجديد"، أنه "من حق أكراد سورية أن يعترف الائتلاف الوطني بعيد النوروز كعيد رسمي، لما له من جذور تاريخية حاول النظام طمسها رغم كونه عيدا شعبيا لدى الأكراد في كافة بقاع الأرض".
بدوره، قال أحمد سلمو، لـ"العربي الجديد"، إن عيد "النوروز" يمثل الثقافة الكردية، وأنه كمواطن سوري كردي يفخر بوجود أعياد لكافة القوميات، ويحتفل بها، "ومن الطبيعي أن تعترف قوى المعارضة التي تمثل الشعب الذي ثار ضد الظلم بعيد النوروز، كون الأكراد تعرضوا للظلم والاضطهاد من النظام كغيرهم".
وفي فبراير/ شباط 2010، قرّرت منظمة "اليونسكو" إدراج عيد النوروز في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، كما اعترفت بيوم 21 مارس/آذار بوصفه "يوم النوروز الدولي".
وتعود جذور "النوروز" التاريخية إلى أسطورة رائجة حول ملك ظالم كان يحكم كردستان، اسمه أزدهاك (الضحّاك)، وكانت يحمل أفاعي على كتفه، واقترح عليه مستشاروه أن يطعمها دماغ شاب أو شابين في كل يوم، وقام حدّاد اسمه (كاوا) بتقديم أدمغة الخراف بدلاً من أدمغة الشبان، والذين تم تهريبهم سراً وإخفاؤهم في الجبال على يد أحد الحكماء، وحين اشتد عودهم وكثرت أعدادهم، أعطوا إشارة البدء بثورة بإشعال النار ليلة 20 مارس، فوق قمم الجبال، ليقوموا باقتحام القصر، وقتل الملك الظالم صبيحة 21 مارس.