اضطر فلسطينيون في القدس المحتلة، منذ أمس الثلاثاء، إلى هدم منازلهم ذاتياً، بعدما أجبرهم الاحتلال الإسرائيلي على ذلك، فيما نفّذت قواته عمليات هدم لمنازل أخرى في المدنية.
وأرغم الأهالي وعائلة المقدسي محمود جابر، من منطقة باب الأسباط قرب مقبرة اليوسفية المتاخمة للمسجد الأقصى، قوات الاحتلال وطواقم الهدم التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، اليوم الأربعاء، على الانسحاب من محيط المنزل الذي حضرت لهدمه، بعد أن تصدّوا لها وأغلقوا مدخله الرئيسي بالمركبات واعتصموا عند بوابته، ومنعوها من التقدم.
والدة الأســــ ـير محمود جابر تتحدث عن هدم منزل ابنها الذي بناه كي يستقر فيه بعد الزواج.#شاهد #القدس pic.twitter.com/GKP3LdEDgt
— المقدسي للإعلام (@AlmakdesyMedia) November 10, 2021
وأفاد شهود عيان، "العربي الجديد"، بأنّ تدافعاً بالأيدي وقع بين فلسطينيين من جهة وجنود وطواقم بلدية الاحتلال من جهة أخرى، اضطرت فيها تلك القوات إلى التقهقر والانسحاب من المكان، لكنها أمهلت العائلة حتى يوم السبت المقبل، لتنفيذ الهدم بيديها.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت، فجر اليوم الأربعاء، المنزل وأحدثت تخريباً وتدميراً في مبناه الداخلي، قبل أن تنسحب منه لتعود مجدداً وتحاول تنفيذ عملية الهدم، بيد أنّ تصدي الأهالي حال دون ذلك.
من جانب آخر، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، شرفة منزل خارجية، في بلدة بيت صفافا بالقدس المحتلة، تعود للمقدسي محمد حسين جمعة سلمان، وتقدر مساحتها بـ40 متراً مربعاً، بعد أن أغلقت الطرق المحيطة بمنطقة الهدم.
وهدمت، في 17 أغسطس/آب الماضي، حضانة أطفال ملاصقة للمنزل ذاته للمقدسي سلمان، بحجة عدم الترخيص.
يذكر أنّ الساعات الثماني والأربعين الماضية شهت تصعيداً في عمليات الهدم لفلسطينيين، في أحياء مختلفة من مدينة القدس المحتلة.
وبعد انتهاء المهلة التي حددت لعشر عائلات مقدسية لإيداع مبلغ 200 ألف شيكل (عملة إسرائيلية) مقابل تجميد هدم البناية المقيمة فيها والمكونة من خمسة طوابق تشتمل على عشر شقق، أرغمت بلدية الاحتلال الإسرائيلي، الفلسطيني عزيز عويسات، من بلدة جبل المكبر جنوبي القدس، على هدم منزله بيديه تحت طائلة الغرامة المالية الباهظة.
وكانت بلدية الاحتلال في القدس قد فرضت، في وقت سابق، على عويسات، غرامة مالية بقيمة 32 ألف شيكل، عام 2020، ولدى محاولته استخراج رخصة للبيت طالبته بدفع مبلغ مليون و400 ألف شيكل، ثم خُيّر بين هدم المنزل بيديه أو أن يهدم على رؤوس أصحابه وتغريم العائلة 100 ألف شيكل رسوم الجرافات التي ستهدم المنزل.
وفي بلدة بيت حنينا شمالي القدس المحتلة، هدمت طواقم من بلدية الاحتلال بناية مؤلفة من طابقين تعود لعائلة النشاشيبي المقدسية يعيش فيها 10 أفراد، بحجة البناء غير المرخص.
وسبق ذلك، قيام بلدية الاحتلال في القدس بهدم منزل الفلسطيني محمد الحروب، من بلدة جبل المكبر أيضاً، بحجة "البناء بدون ترخيص"، ولم تفلح محاولات هذا الفلسطيني على مدى 11 عاماً من الحصول على رخصة بناء لمنزله.
وكانت طواقم بلدية الاحتلال في القدس وجرافاتها، قد أجبرت عائلة الحروب المكونة من 9 أفراد هو وزوجته وولداه، وعائلة ابنته وأطفالها على الخروج من المنزل، ومنعوهم من إخراج أي من مقتنياته.
وسلمت بلدية الاحتلال في القدس، أمس الثلاثاء، إشعاراً للمقدسي محمد ربايعة، من بلدة صور باهر جنوبي المدينة، لإخلاء منزلين للعائلة في منطقة واد الحمص تمهيداً لهدمهما.
وكانت أكبر عملية هدم شهدتها منطقة وادي الحمص جنوبي القدس المحتلة حدثت في عام 2019، حيث هدمت بلدية وجيش الاحتلال عدة بنايات تشتمل على 35 شقة سكنية، بدعوى قربها من جدار الفصل العنصري.
على صعيد آخر، واصل المستوطنون المتطرفون، منذ صباح اليوم الأربعاء، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، بحماية قوات الاحتلال الخاصة التي فرضت تدابير مشددة على أبواب المسجد ومنعت الحراس من الاقتراب من المسارات التي سلكها المستوطنون.
مجموعة كبيرة من المستوطنين تقتحم المسجد الأقصى هذه الأثناء pic.twitter.com/P3aYRXrZwC
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) November 10, 2021
في شأن آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، الأسير المحرر محمد رفعت ربايعة، بعد مداهمة منزله في بلدة ميثلون جنوبي جنين شمالي الضفة الغربية، وفق ما أفاد به مدير "نادي الأسير" الفلسطيني في محافظة جنين، منتصر سمور، في حديث لـ"العربي الجديد".
في حين، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، الشابين أحمد خميس ومحمد سليمان، من بلدة بيت عور التحتا غربي رام الله وسط الضفة الغربية، واعتقلت كذلك سلامة فتحي مطرية، وكمال سمير مطرية، وإبراهيم جميل مطرية، ورائد محمد مطرية، بعد مداهمة منازلهم في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمد عبد الخضور، من بلدة بدو شمال غربي القدس وسط الضفة الغربية، والأسيرين المحررين أيو العواودة وغسان عمرو، من بلدة دورا جنوبي الخليل جنوبي الضفة، وكذلك الأسير المحرر محمود أبو وردة من مخيم الفوار جنوبي الخليل. بينما اعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم الأربعاء، الشاب مهدي العسعس من مدينة بيت لحم جنوبي الضفة، والأسير المحرر جمال حمامرة من قرية حوسان غربي بيت لحم.
والليلة الماضية، أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الفخذ وتم نقله للمستشفى، واعتقل الفتى محمد جمال حمامرة (16 عاماً) خلال مواجهات اندلعت في قرية حوسان غربي بيت لحم.