الانقطاع المتكرر للكهرباء بسبب الهجمات الروسية يؤرق الأوكرانيين: المولدات شريك أساسي
باتت أصوات مولّدات الكهرباء شريكاً أساسياً لكل الأوكرانيين والمقيمين في أوكرانيا بسبب الانقطاع الدائم للكهرباء في البلاد، بسبب الهجمات الروسية على محطات الطاقة منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فضلاً عن أصوات صفارات الإنذار التي لا تتوقف عن الدوي في الشوارع، مما حوّل حياة المواطنين إلى معاناة مستمرة.
وبعد استهداف القوات الروسية محطات الطاقة في مختلف مدن أوكرانيا، عبر مسيرات شاهد الإيرانية؛ فقدت أوكرانيا نحو ثلاثين في المائة من إمدادات الطاقة؛ الأمر الذي جعل قطع الكهرباء عن المواطنين هو الحل الأمثل لمحاولة صيانة المحطات المدمرة. إضافة إلى ذلك تقوم السلطات الأوكرانية بفصل الكهرباء عن المواطنين مع كل تهديد بهجوم روسي صاروخي حتى لا تقوم روسيا باستهداف محطات الطاقة من جديد، وهو أمر لا يتوقف ليلاً أو نهاراً بسبب الحرب الروسية على البلاد.
مراسل "العربي الجديد" في كييف قام بمتابعة تأثير غياب إمدادات الطاقة على المواطنين، والتقى أوكرانيين من أعمار مختلفة لمعرفة تلك التأثيرات.
أولغا التي تبلغ من العمر 67 عاماً وتعيش بمفردها في بيت، يزيد غياب الكهرباء من المخاوف التي تحيط بها، فتلجأ إلى الخارج وقت انقطاعها للتسوق وشراء حاجيات المنزل الأساسية.
تقول أولغا لـ"العربي الجديد"، إنها لم تعد تهتم بمواعيد انقطاع الكهرباء من عدمها بعدما أهداها أحفادها بعض مصابيح الإضاءة التي تعمل بالكهرباء في عيد ميلادها حتى تستطيع التغلب على الوحدة التي تحياها في المنزل مع انقطاع الكهرباء.
وتضيف أنها لا تستطيع الرحيل عن بيتها، ولا تملك إلا الانتظار والتعود على غياب الكهرباء، بعدما تعودت على غياب الأصدقاء والمعارف الذين شردتهم الحرب.
أما روسلان الذي يبلغ من العمر 63 عاماً فيقول لـ"العربي الجديد": إن أزمة الطاقة ظهرت بشكل واضح خلال الشهر العاشر من العام الماضي، حين قام الروس باستهداف محطات الطاقة في أوكرانيا.
روسلان سارع على الفور لشراء أحد مولدات الكهرباء للتغلب على هذه المشكلة، رغم ارتفاع تكاليف شرائه وتشغيله؛ في ظل حالة الاستغلال التي يمارسها تجار المولدات الكهربائية.
ويشير روسلان في حديثه لـ "العربي الجديد" إلى "أنه جرى وضع جدول لتوضيح الساعات التي ستتوافر فيها الكهرباء، ورغم ذلك لا تكون بشكل دائم، رغم إعلان البلديات توفيرها لمدة 4 ساعات، وقطعها لمدة 4 ساعات بالتناوب.
أما الطفلة كاتيا ذات الـ 7 سنوات فقد اختارت البقاء في المدرسة للمذاكرة وإنهاء واجباتها قبل العودة إلى منزلها.
وتقول لـ"العربي الجديد": إنها لا تغادر المدرسة إلا بعد إنهاء واجباتها ومذاكرة دروسها كافة، كما أنها تحرص على شحن شاحنها الإضافي، كي يوفر لها طاقة لهاتفها في ظل انقطاع الكهرباء المتواصل في مختلف المدن الأوكرانية.
وأظهرت صور لأقمار صناعية، صادرة عن إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، أن أوكرانيا باتت بقعة مظلمة على الكرة الأرضية خلال الليل، إذ يعاني البلد الذي يتعرض لهجوم عسكري منذ نحو العام من أزمة كهرباء خانقة.
وظلت معظم أنحاء أوكرانيا من دون تدفئة أو كهرباء، بعد أكثر الضربات الجوية الروسية تدميراً على شبكة الطاقة حتى الآن، ونبهت السلطات سكان كييف إلى الاستعداد لمزيد من الهجمات، وتخزين المياه والطعام والملابس الثقيلة.