من المتوقّع أن يعقد البابا فرنسيس ما لا يقلّ عن خمسة اجتماعات مع السكان الأصليين في خلال زيارة لكندا في يوليو/تموز المقبل، وذلك وفاءً بوعد قطعه يقضي بتقديم اعتذار عن دور الكنيسة الكاثوليكية في المدارس الداخلية التي كان تلاميذها يتعرّضون لسوء معاملة. وأظهر برنامج، أُعلن اليوم الخميس، أنّ البابا يعتزم المضي قدماً في رحلته ما بين 24 و30 يوليو 2022 على الرغم من مشكلة صحية في ركبته منعته من زيارة لبنان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان في يونيو/ حزيران الجاري.
وتلك المدارس الداخلية التي كانت تحت رعاية الدولة سعت إلى محو ثقافات السكان الأصليين، وقد عانى فيها كثير من الأطفال من سوء المعاملة. وقضية المدارس الداخلية هذه أتت في صلب مناقشات جرت ما بين البابا ومجموعة من السكان الأصليين في الفاتيكان في مارس/ آذار وإبريل/ نيسان الماضيَين. وفي خلالها، قدّم البابا البالغ من العمر 85 عاماً الاعتذار إلى المجموعة التي قبلته، لكنّه وعد بالاعتذار كذلك في كندا.
وكان نحو 150 ألف طفل من السكان الأصليين قد اقتيدوا قسراً من منازلهم للمدارس الداخلية، وتعرّض كثيرون منهم لسوء معاملة واغتصاب وسوء تغذية، في ما وصفته لجنة الحقيقة والمصالحة في عام 2015 بأنّه "إبادة ثقافية". والهدف المعلن لتلك المدارس التي ظلت تعمل من عام 1831 حتى عام 1996، كان دمج أطفال السكان الأصليين، وكانت تديرها طوائف مسيحية نيابة عن الحكومة، معظمها تتبع الكنيسة الكاثوليكية.
تجدر الإشارة إلى أنّ البابا فرنسيس كان قد قدّم اعتذاراً تاريخياً في الأوّل من إبريل الماضي في ختام اجتماعات على مدى أسبوع مع المجموعة الأولى من السكان الأصليين الكنديين. وقال في ذلك الوقت: "بالنسبة إلى السلوك المؤسف لأعضاء الكنيسة الكاثوليكية، أطلب المغفرة من الله وأودّ أن أقول لكم من صميم قلبي أنّني أشعر بألم شديد".
وفي يومه الأخير في كندا، في إيكالويت، عاصمة إقليم نونافوت، من المقرّر أن يعقد البابا لقاءً خاصاً مع الناجين من المدارس الداخلية. يُذكر أنّ فضيحة المدارس الداخلية كانت قد تفجّرت مرّة أخرى في العام الماضي مع اكتشاف رفات 215 طفلاً في مدرسة الهنود الداخلية السابقة في كاملوبس بمقاطعة كولومبيا البريطانية في غرب كندا، علماً أنّ تلك المدرسة أغلقت أبوابها في عام 1978. وأثار الاكتشاف مطالب جديدة تتعلق بالمسؤولية والمحاسبة. وقد عُثر منذ ذلك الحين على مئات من أماكن الدفن التي لا تحمل أسماء أو علامات ولا شواهد.
(رويترز)