التبرع بالدم وحملات المقاطعة سلاح المصريين لدعم غزة

16 أكتوبر 2023
ينشط الشعب المصري لدعم الغزيين (محمود خالد/ Getty)
+ الخط -

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على فلسطينيي غزة، ظهرت في مصر مبادرات لدعمهم ومساعدتهم في مواجهة الظروف الصعبة، وبينها دعوات للتبرع بالدم، وأخرى لمقاطعة أي بضائع أو سلع تنتجها شركات تدعم إسرائيل.
وأطلقت جامعة الإسكندرية شمال مصر حملة رسمية للتبرع بالدم تضامناً مع الشعب الفلسطيني، بالتعاون مع بعض مؤسسات المجتمع المدني، كما باشر أعضاء في التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، بالتعاون مع وزارة الصحة، حملة في 13 محافظة على مستوى الجمهورية بشعار "قطرة دم تساوي حياة"، والتي تنفذ من خلال سيارات متنقلة تجوب المحافظات للتبرع بالدم، ودعم الفلسطينيين الذين يواجهون أعمال العنف الإسرائيلي على قطاع غزة.

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويتسابق الجميع للمشاركة في حملات التبرع بالدم لمصابي غزة، ويصطفون في طوابير تؤكد إصرارهم على مناصرة إخوانهم الذين يتعرضون لأوضاع إنسانية صعبة نتيجة حصار غزة.
أمام بوابة كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية تقف سيارة للتبرع بالدم لصالح الفلسطينيين، وسط إقبال كثيف من الطلاب الذين ينفذون زيارة بسيطة تتحوّل إلى تجربة مليئة بالمشاعر والمعاني، إذ تسود بينهم مشاعر الفخر والسعادة للمشاركة في الحملة الإنسانية، والمساهمة في إنقاذ حياة أشخاص يعانون من العدوان.
تقول إسراء أيمن، الطالبة في كلية التجارة بجامعة الإسكندرية، لـ"العربي الجديد": "الدوافع الإنسانية والرغبة في مساعدة الآخرين في أوقات الأزمات جزء من نشأة الشعب المصري خاصة عندما يتعلق الأمر بمواجهة الأشقاء في فلسطين عدواً تاريخياً للعرب".
تضيف: "يتجاوز التبرع بالدم التأثير المباشر على الفلسطينيين المستفيدين، إذ يحمل رمزية كبيرة تتعلق بالتضامن الإنساني والتلاحم بين الشعوب العربية والمسلمة، ويعزز الروابط الثقافية والتاريخية بين المصريين والفلسطينيين من خلال بناء جسور تواصل وتعاون، حتى إذا لم تتوفر فرصة المشاركة في ميدان المعركة".

دعوات حالية لمقاطعة مطاعم ماكدونالدز في مصر(دافيد ديغنر/ Getty)
دعوات حالية لمقاطعة مطاعم ماكدونالدز في مصر(دافيد ديغنر/ Getty)

ويدعو كرم حسن، الطالب في كلية السياحة والفنادق، إلى تذليل العقبات التي تواجهها هذه الحملات، وتوفير تنسيق جيد بين المنظمات الإنسانية لتسريع توصيل التبرعات التي يجب أن تشمل كافة احتياجات فلسطينيي القطاع.
ويقول رئيس جامعة الإسكندرية، عبد العزيز قنصوة، إن "الجامعة أطلقت الحملة في إطار حرصها على دعم الشعب الفلسطيني، وتقديم المساعدة والمساندة له، وهي تتضامن إنسانياً مع أهالي قطاع غزة، وتدعو مجتمع مدينة الإسكندرية والمجتمع الجامعي إلى مدّ يد العون والتبرع بالدم للمساهمة في إنقاذ الأرواح ومساعدة الضحايا وأسرهم".
ويشير إلى تخصيص ثلاث نقاط للتبرع بالدم، الأولى أمام باب كلية الطب وكلية الصيدلة (ميدان الخرطوم)، والثانية أمام بوابة كلية الهندسة (باب دخول السيارات)، والثالثة أمام مجمع العلوم الانسانية (باب كلية الأعمال أمام مكتبة الإسكندرية).
في سياق متصل، تنامت في مصر حركة مقاطعة البضائع والسلع التي تنتجها الشركات التي تدعم إسرائيل، خاصة بعد انتشار صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي من داخل الأراضي المحتلة تضمنت وصول وجبات طعام مجانية من علامات تجارية شهيرة إلى جنود الجيش الإسرائيلي.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الصور على نطاق واسع، ووجهوا دعوات إلى المستهلكين داخل مصر لمقاطعة قائمة منتجات أميركية وإسرائيلية وغيرها من العلامات التجارية الشهيرة بدعوى أنها تدعم إسرائيل، مؤكدين أن "المقاطعة أقل ما يمكن تقديمه للتضامن مع إخوتنا الفلسطينيين، ورفض العدوان الإسرائيلي".
كما بدأت حملة قوية على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب بمقاطعة سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" للوجبات السريعة بعد أن قدمت وجبات مجانية إلى جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي. وحذرت دعوات من شراء منتجات هذه السلسلة بدعوى أنها تدعم إسرائيل في عدوانها المستمر على أهالي غزة، مقابل حرمان الشعب الفلسطيني من حقه الإنساني في الحصول على الماء والكهرباء والغذاء والدواء.

ويقول إسلام أبو العينين، أحد منظمي حملات المقاطعة على "فيسبوك"، لـ"العربي الجديد": "تكمن قوة حركة المقاطعة في تأثيرها المباشر على الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعتمد بشكل كبير على دعم الشركات والعلامات التجارية العالمية، وتراجع المبيعات والطلب على منتجاتها يؤثر بشكل سلبي على اقتصادها".
يضيف: "يشكل هذا التأثير وسيلة ضغط سياسي واقتصادي على إسرائيل للتقدم نحو حل سياسي يحقق العدل والسلام في المنطقة، كما تسلّط المقاطعة الضوء على القضية الفلسطينية، وتعزز الوعي العالمي بالظلم والانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون".
يأتي ذلك وسط حملات مضادة لإدارات هذه الشركات التي تنفي دعم إسرائيل، وتشكو من تعرضها إلى ضغوط كبيرة نتيجة الدعوات التي وجهت لمقاطعة منتجاتها، والتي تؤثر في سمعتها وتكبدها خسائر مالية كبيرة.
وحالياً، تحاول شركة "ماكدونالدز" في دول عدة نفي علاقتها بشركة الوجبات السريعة الأميركية في ظل قيادة واشنطن الدعم العالمي لإسرائيل، وتقديمها كافة المساعدات إلى الجيش الإسرائيلي من أجل استهداف الفلسطينيين.
وقالت شركة "مانفودز - ماكدونالدز مصر"، في بيان: "نحن شركة مصرية بالكامل نوفر أكثر من 40 ألف فرصة عمل في شكل مباشر وغير مباشر لمواطنين مصريين وعائلاتهم من خلال شركاء وموردين محليين".
وأوضحت أن "دور شركة ماكدونالدز العالمية هو السماح لنا باستخدام العلامة التجارية محلياً وإمدادنا بالخبرة والمعرفة لتقديم أفضل خدمة لعملائنا، ونحن نؤكد احترامنا ومراعاتنا والتزامنا الدائم لوطننا ومجتمعنا، ولا علاقة لنا بما يقوم به وكلاء في دول أخرى".

المساهمون