التعليم في إدلب نحو الهاوية.. ومنظمات خيرية تحاول سد العجز

إدلب

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
20 أكتوبر 2022
6
+ الخط -

تعاني مناطق شمال غربي سورية من ضعف القطاع التعليمي، وخاصة في المخيمات المنتشرة قرب الحدود السورية التركية، في ظل ارتفاع أسعار الكتب والقرطاسية، ما يحرم كثيرين من حقهم في التعلم وينهك العائلات المقيمة داخل تلك الخيام ويفاقم ظروفها المعيشية التي تعدّ الأسوأ منذ أعوام.منظمات إنسانية عاملة في المجال الخيري تحاول سدّ جزء من العجز في القطاع التعليمي، وخاصة للفئات الأكثر تضررا المتمثلة في الأطفال المقيمين بالمخيمات العشوائية شمالي المحافظة.

التعليم للأغنياء فقط

مع انقطاع الدعم من بعض المنظمات الإنسانية في محافظة إدلب، بدأت المدارس الخاصة تكبر وتتنامى بسرعة، خاصة في الأشهر القليلة الماضية، وفق ما أدلى به الموجه التربوي محمد الحسن لـ"العربي الجديد". وأكد الحسن خلال حديثه أن "القطاع التعليمي في مرحلة الانهيار لولا تدخل بعض المنظمات الخيرية التي باتت تُقدّم الدعم للمدارس من فئات التعليم الابتدائي والإعدادي، في محاولة منها لسد جزء من العجز الكبير الحاصل في محافظة إدلب".
التعليم في إدلب (العربي الجديد)
تحاول المنظمات الإنسانية سد العجز الحاصل (العربي الجديد)
وأوضح أن "العجز الكبير في القطاع التعليمي كان سببا في ظهور المدارس الخاصة، والتي تعتمد على الرسوم الكبيرة مقابل تقديم التعليم للطلاب، إذ تتراوح كلفة الطالب الواحد ما بين 250 دولارا أميركيا و350 دولارا، سنويا". وأشار الحسن إلى أنّ "التكلفة المالية للمدارس الخاصة حصرت التعليم في الطبقة الغنية فقط، أما بالنسبة للفقراء فلم تكن تلك المدارس هدفا لهم، لا سيما أن الواقع الاقتصادي الذي تعيشه المنطقة هو الأسوأ منذ أعوام".

غرف صفية لسدّ العجز في المخيمات

مع الضعف الكبير الحاصل في عملية التعليم داخل المخيمات المنتشرة على الحدود السورية التركية، وخاصة العشوائية منها، يحاول بعض قاطني المخيمات استحداث مدارس صغيرة أو "غرفاً صفية" كما يسمونها. زينب برهوم مديرة مدرسة للتعليم الابتدائي بمخيم "الفاتحة" في بلدة خربة الجوز بريف مدينة جسر الشغور الغربي، قالت لـ"العربي الجديد" إن "المخيم يضم خمس غرف صفية تستهدف الطلاب من الصف الأول حتى الرابع، فيما استطاعت تلك الغرف تقديم التعليم المجاني لـ210 طلاب وطالبات، جمعيهم من النازحين إلى المنطقة.
التعليم في إدلب (العربي الجديد)
أطفال المخيمات الأكثر تضررا من العجز التعليمي (العربي الجديد)

وأوضحت برهوم أن "الغرف الصفية كانت بدعم عدة منظمات إنسانية تهتم بتقديم المساعدة للأطفال داخل المخيمات، إلا أن العجز لا يزال قائما، كون تلك الغرف باتت لا تتسع لتلاميذ جدد". وبينت المتحدثة أن "عملية تأمين الكتب المدرسية الخاصة بالطلاب تولتها منظمة قطر الخيرية، وعملت على توزيع المنهاج المخصص للفئات التي تخدمها الغرف الصفية". واعتبرت برهوم عملية تأمين الكتب من قبل المنظمة "من أفضل الخطوات التي عملنا عليها، حيث إن أسعار الكتب في المكتبات تبلغ 15 دولارا أميركيا، وهذا ما لا يستطيع معظم قاطني المخيمات تأمينه، وقد كانت العملية التعليمة شبه متوقفة بسبب عدم توفر الكتب".

التعليم في إدلب (العربي الجديد)
كانت العملية التعليمية شبه متوقفة بسبب نقص الكتب المدرسية (العربي الجديد)

وفي السابع عشر من سبتمبر/أيلول المنصرم، أعلنت "مديرية التربية والتعليم" في محافظة إدلب عن انطلاق العام الدراسي الجديد 2022/ 2023.

كتب مدرسية في طور الطباعة

المنسق العام لمنظمة "قطر الخيرية" في سورية محمد حردان قال، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "أبرز التحديات التي واجهها قطاع التعليم في سورية هو غياب الكتاب المدرسي عن المدارس كافة في شمال غرب سورية".

واعتبر الحردان أن "غياب الكتب أثر سلباً على رغبة الطلاب في التعلم في ظل غياب إحدى أهم الركائز التعليميّة، بالإضافة إلى عدم التزام المعلمين بمنهج محدد، الأمر الذي ترك علامات استفهام عن مستقبل العمليّة التدريسيّة ككل في المنطقة". وأردف الحردان بالقول إن "المخاطر تلك كان لا بد من تخطيها عبر البدء بمشروع يهدف إلى تأمين الكتب المدرسية للطلاب السوريين، إذ تعتمد المنظمة إطلاق 1,415,245 كتابا مدرسيا، تخدم 183,200 طالب وطالبة خلال العام الدراسي الحالي 2022/ 2023". وأوضح أن "طباعة الكتب وتأمينها هذا العام للطلاب السوريين هما استمرار لمشروع بدأت به قطر الخيرية منذ أربعة أعوام".

التعليم في إدلب (العربي الجديد)
قطر الخيرية تهدف إلى إعادة 25 ألف طالب سوري إلى مقاعد الدراسة (العربي الجديد)

وأضاف الحرادن أن "قطر الخيرية تهدف إلى إعادة 25 ألف طالب سوري إلى مقاعد الدراسة، عبر توفير 420 غرفة صفية في 55 مدرسة بمناطق شمال غربي سورية". وسبق أن أصدر فريق "منسقو استجابة سورية" تقريرا أحصى فيه نسبة العجز في القطاع التعليمي داخل المخيمات في شمال غرب سورية، حيث بلغ 86 بالمائة من نسبة الاحتياجات.

ذات صلة

الصورة
دمار بمدرسة تابعة للأونروا بدير البلح، 6 يوليو 2024 (الأناضول)

مجتمع

تواصل إسرائيل للعام الثاني حرمان الطلاب الفلسطينيين من حق التعليم في غزة، ما يضعهم أمام مستقبل غامض ومجهول، وسط تفاقم المعاناة وانهيار النظام التعليمي..
الصورة
تلميذات تدرسن فوق الركام بمدينة خانيونس (هاني الشاعر/الأناضول)

مجتمع

تواجه المبادرات التعليمية الكثير من التحديات وسط الحرب في غزة نظراً إلى غياب الدعم الرسمي والتمويل الذي أوقف العديد منها.
الصورة
الكفيف السوري حسن أحمد لطفو، أغسطس 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

نال كفيف سوري الشهادة الثانوية العامة (البكالوريا)، أخيراً، بعد انقطاع عن التعليم دام 14 عاما، منذ بداية الثورة السورية، إذ تعرض لإصابة حرب عام 2016
الصورة
حكاية نازح سوري، 19 يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

فقد النازح السوري محمد طرمان ابنتيه بسبب الحرب السورية وظروف المخيمات التي تنعدم فيها أدنى شروط الحياة، فيما يحارب من أجل توفير الأدوية اللازمة لعلاج ابنه..