يعود التلاميذ إلى المدرسة في إنكلترا، يوم الإثنين، للمرة الأولى منذ يناير/كانون الثاني. فيما بدأت الحكومة تخفيف القيود الصارمة، بفضل حملة تحصين شاملة ضد فيروس كورونا.
طوال فترة الإغلاق الأخيرة التي فرضت منذ بداية العام الجديد، بقيت المدارس مفتوحة أمام التلاميذ أبناء الموظفين في قطاعات رئيسية. لكن جميع الأطفال الآخرين بقوا في المنزل، ما تسبب في مشكلة للأهالي العاملين ومخاوف بشأن تأثير ذلك على دراستهم.
ويعود التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و11 عاما إلى مقاعدهم الدراسية، يوم الاثنين، مع عودة تدريجية خلال الأسبوع المقبل لتلاميذ المدارس الثانوية، والذين تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاماً.
وكانت الحكومة قادرة على التخطيط لتخفيف التدابير التقييدية لكبح انتشار كورونا، فيما تلقّى حوالى 23 مليون شخص في بريطانيا الجرعة الأولى من اللقاح على الأقل، ما ساعد على خفض عدد الإصابات وتخفيف الضغط على المستشفيات.
نهج حذر
ووضع رئيس الوزراء بوريس جونسون خططا لرفع قيود البقاء في المنزل في إنكلترا، على أمل ألا يؤدي اتباع نهج حذر إلى زيادة جديدة في عدد الإصابات من شأنها أن تفرض إغلاقا جديدا.
وسجّلت بريطانيا أكثر من 123 ألف وفاة بكورونا، وهي تعتمد على حملة التطعيم الشاملة لتخفيف القيود التي قد ترفع كليا في وقت مبكر من يونيو/حزيران.
وفي إطار خطط أخرى لإعادة فتح البلاد، قالت الحكومة إنها ستخفف القيود المفروضة على التجمعات واللقاءات الاجتماعية في الخارج في 29 مارس/آذار، مع إعادة فتح متاجر التجزئة غير الأساسية اعتبارا من 12 إبريل/نيسان.
وعاد تلاميذ المدارس إلى الفصول الدراسية بعد عطلة عيد الميلاد، لكن أعيدوا إلى منازلهم مرة أخرى بعد يوم واحد فقط من أجل السيطرة على نسخة متحوّرة من فيروس كورونا أكثر فتكا من النسخة الأساسية.
وقال جونسون، في وقت سابق "تمثل إعادة فتح المدارس جهدا وطنيا حقيقيا للتغلب على هذا الفيروس".
وأضاف "بسبب عزم كل شخص في هذا البلد، يمكننا أن نبدأ الاقتراب أكثر من العودة إلى الحياة الطبيعية، ومن المنطقي أن تكون إعادة شبابنا إلى الفصول الدراسية هي الخطوة الأولى".
وسيخضع التلاميذ العائدون إلى المدارس لاختبارات منتظمة للحد من انتشار العدوى، فيما سيتعين على التلاميذ الأكبر سنا وضع الكمامات داخل الصفوف حتى إبريل/نيسان.
وكشف عن خطط مختلفة للعودة المدرسية في اسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية؛ حيث تتمتع الحكومات المفوضة بسلطات على سياسة التعليم.
في اسكتلندا، عاد التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و7 سنوات الشهر الماضي إلى المدارس، ومن المقرر أن يحذو حذوهم التلاميذ الأكبر سنا بدوام جزئي اعتبارا من 15 مارس/آذار.
وتم تحديد جدول زمني مماثل في ويلز، بدءا بالتلاميذ الذين يستعدون للامتحانات، في التاريخ نفسه.
كذلك، عاد التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات في إيرلندا الشمالية إلى الصفوف يوم الإثنين، ومن المقرر عودة تلاميذ المرحلة الثانوية الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاما في 22 مارس/آذار. ويتعين على الباقين الانتظار حتى إبريل/نيسان.
ارتياح كبير
قال وزير التعليم غافين وليامسون، إن العودة إلى المدرسة "ستكون بمثابة لحظة فرح للملايين"، ومن المهم أن يكون التلاميذ في الفصل "ليس فقط من أجل دراستهم، بل أيضا من أجل صحتهم العقلية ورفاههم".
ورحّب الأهالي أيضا بعودة أولادهم إلى المدارس بعد شهرين شاقين من التعليم من المنزل ومحاولتهم التوفيق بين تدريس أطفالهم والعمل خلال فترة الإغلاق.
وقالت ليزا تايلر (41 عاما) من نورثهامبتونشير (وسط إنكلترا)، إن عودة ابنتيها اللتين تبلغان ست سنوات وعشرة أعوام إلى المدرسة ستعطيها "أكبر ارتياح في العالم".
وأوضحت أن محاولتها الإشراف على التعليم المنزلي وعملها كمديرة جامعية كانت صعبة، خصوصا على ابنتها الصغرى.
وأضافت "إذا لم تفعل ذلك فستتخلف عن الركب. عليك أن تجلس معها طوال الوقت". "أتحرّق شوقا لعودتها إلى المدرسة (...) كان الأمر بمثابة كابوس".
وقالت جولي وليامز (49 عاما) من إيسندون في جنوب شرق إنكلترا، إنها وزوجها كافحا لإعطاء الأولوية لرعاية أبنائهما الثلاثة؛ إذ يعمل كلاهما في هيئة الخدمة الصحية الوطنية التي تديرها الدولة.
وتابعت "لقد أصبحت الوظيفة خلال فترة الوباء أكثر انشغالا وأسوأ. لذلك فقد كانت صعبة جدا بالنسبة إلينا".
استمر ابنها الأصغر البالغ من العمر 10 سنوات في الذهاب إلى المدرسة، إذ أنه ابن موظف في قطاع رئيسي، لكنه قال إن خفض حجم الصفوف وعدم رؤية الأصدقاء لأشهر، كان أمرا صعبا.
وقالت وليامز "أعتقد أن التفاعل الاجتماعي مفقود"، مضيفة أنها كانت قلقة خلال فترة انتقاله إلى المرحلة الثانوية.
(فرانس برس)