سجّلت محافظة الحسكة السورية معدلات غير مسبوقة في حالات الإسهال والأمراض المعوية الناجمة عن تلوث الأغذية ومصادر المياه، وسط تجاهل السلطات معالجة مسببات التلوث، ورفض حكومة النظام السوري اعتبار ما يحدث "جائحة تسمم بسبب المياه".
وقال مدير صحة الحسكة التابعة لوزارة صحة النظام، عيسى خلف، لوسائل إعلام محلية، إن "عدد المصابين بالإسهال الذي سببه التسمم الغذائي خلال الـ50 يوما الأخيرة بلغ 780 طفلا، و270 بالغا، ويراجع مركز اللؤلؤة الصحي في وسط مدينة الحسكة نحو 15 طفلا يوميا، وعددا من البالغين الذين يشكون من الإسهال.
وأوضح خلف أن "مسببات الإسهال في فصل الصيف تتمثل في تناول الخضروات المروية بالمياه الملوثة، أو استخدام مياه شرب غير آمنة، ولكن لا يمكن اعتبار ما يحدث في المحافظة جائحة تسمم بسبب المياه، فالوضع الصحي للمراجعين جيد"، مضيفا أن المديرية سجلت خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 688 إصابة بالليشمانيا، ويتلقى المصابون العلاج.
وقالت إلهام محمد لـ"العربي الجديد": "في كل صيف، يتعرض أحد أطفالي لوعكة صحية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، لكن في هذا الصيف تكالبت علينا الحرارة والمياه الملوثة، فمصادر المياه غير موثوق بها، والمياه المعبأة تبقى لوقت طويل في أماكن مكشوفة ما يجعلها غير صالحة للشرب، والكبار والصغار يعانون من أمراض صيفية كثيرة، ولا توجد كهرباء، أو طرق آمنة للحفاظ على المياه المنزلية، ومصادر المياه وشبكة الماء قديمة، وكثيرا ما نسمع عن تسرب مياه الصرف الصحي إلى شبكة المياه".
وأعلنت مؤسسة المياه في محافظة الحسكة، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، أنها ستجري إصلاحات في شبكة المياه لتحسين واقع ضخ المياه في المدينة، وستجري استبدالا للنقاط المتآكلة، كما ستجري إصلاحا للكسور، ونقاط الضعف بهدف زيادة موثوقية المياه.
بدوره، أكد مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، أن السبب الرئيسي للأمراض ناجم عن تلوث المياه في مدينتي الحسكة والقامشلي (شمال شرق). وهناك تجاهل من قبل حكومة النظام السوري في المناطق التي تسيطر عليها، ويقابله تجاهل من قبل الإدارة الذاتية الكردية في مناطق سيطرتها، ومن المشكلات تسرب الصرف الصحي إلى شبكة المياه، فضلا عن تلف أنابيب الشبكة الذي يتسبب بالهدر والتلوث".
ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن 70 في المائة من السوريين لا يحصلون على مياه الشرب المأمونة بصورة منتظمة بسبب تدمير البنية الأساسية، وانقطاع المياه بشكل متكرر.