رفعت السلطات الجزائرية من مستوى التدابير الاحترازية، لمنع وصول المتحور الجديد لفيروس كورونا "أوميكرون" الذي اكتشف في جنوب أفريقيا.
وقرّرت في خطوة أولى، فرض حجر صحي إجباريّ على الرعايا والأجانب الوافدين من جنوب أفريقيا والدول المجاورة لها، على خلفية انتشار متحور "أوميكرون" فيها، كما لمحت إلى إمكانية اتخاذ قرار بغلق الحدود في أي وقت تستدعيه التطورات الصحية.
وخرج اجتماع اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة الأزمة الصحية، اليوم الخميس، بجملة من التوصيات، تتعلق بإلزام الوافدين إلى البلاد من جنوب أفريقيا والدول المجاورة لها بحجز صحي إجباري لمدة خمسة أيام، والعودة إلى تشديد الرقابة الصحية والوقاية في جميع المطارات والمحطات البحرية، وإلزام المسافرين من جميع الدول بتقديم كشف (PCR بي سي آر)، لأقل من 48 ساعة، وإلزام المسافرين القادمين من جميع الدول بتقديم جواز التلقيح.
كما أوصت اللجنة بتوسيع إقرار إجبارية الجواز الصحي للتلقيح الذي يجري فرضه أثناء الولوج إلى التظاهرات الرياضية والثقافية، كشرط لدخول التراب الوطني ومغادرته، عبر كل المنافذ، ولمحت إلى إمكانية أن تتخذ السلطات قرارا بالغلق التام للحدود ووقف الرحلات الجوية والبحرية في أي وقت، في حال حدثت تطورات تستدعي مثل هذا القرار، لحماية الصحة والسلامة العامة.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة النقل الجزائرية، أمس الأربعاء، أنه يتعين بدءا من يوم الإثنين المقبل العمل بتدبير احترازي يتضمن إلزام جميع المواطنين الراغبين في السفر عبر النقل البحري، بتقديم الجواز الصحي للتلقيح (إثبات التلقيح)، علاوة على الإجراءات المعمول بها كتقديم وثيقة الاختبار التشخيصي،( بي سي آر) كشرط لدخول التراب الوطني، كما تطبق الإجرءات نفسها عند مغادرة الجزائر.
ودعت وزارة النقل كافة المواطنين ومستعملي وسائل النقل، إلى احترام التدابير والبروتوكولات الصحية، لاسيما إلزامية الارتداء الإجباري للقناع الواقي، والتي ستكون محل مراقبة صارمة من قبل المصالح المؤهلة أثناء السفر.
وكانت السلطات الجزائرية قد أعادت فتحاً جزئياً للرحلات الجوية في 25 يونيو/حزيران الماضي، والرحلات البحرية في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنها أبقت على الحدود البرية مع تونس ودول الساحل كمالي والنيجر مغلقة حتى إشعار آخر.
وعلى الرغم من أنّ السلطات الصحية في الجزائر، لم تعلن حتى الآن عن تسجيل أي إصابة بالمتحور الجديد لفيروس كورونا، إلا أنّ مؤشرات ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد 19 خلال الأيام الأخيرة، باتت مقلقة، إذ سجلت وزارة الصحة الأربعاء 192 إصابة جديدة بفيروس كورونا، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وهو رقم يمثل ثلاثة أضعاف ما كانت تسجله الجزائر بداية الشهر الماضي، إضافة إلى تسجيل خمس وفيات، وتعافي 152 مصاباً.
📌اليوم، الاربعاء 01 ديسمبر 2021، نوافيكم بالحصيلة الكاملة الحالات المصرح عنها ونتائج المخابر الجهوية المعتمدة في التشخيص الفيرولوجي لهذا المرض.
— Ministère de la Santé Algérie وزارة الصحة الجزائر (@Sante_Gouv_dz) December 1, 2021
📌 المؤشرات العامة هي كما يلي:
🔴 192 حالة جديدة
🔴 152 حالة تماثلت للشفاء
🔴 16 مريض متواجدون في العناية المركزة
🔴 5 وفيات
وأمس الأربعاء، أعلنت رئاسة الحكومة الجزائرية عن تمديد النظام الحالي للحماية والوقاية لمدة عشرة أيام، وحذرت من أنه بعد انقضاء العشرة أيام يمكن أن يتم إقرار تدابير صحية مكيّفة مع تطور الوضع الوبائي، لاسيما فيما يخص إجبارية التلقيح، وتوسيع اجبارية الجواز الصحي للتلقيح إلى بعض الأنشطة.
وعبّرت عن عدم رضاها عن مستوى استجابة الجزائريين لبرنامج التلقيح، مشيرة في بيان لها إلى أنّه "بالرغم من توفر اللقاح، إلا أنّ عمليات التلقيح تتم بوتيرة ضعيفة، في وقت يشهد فيه الوضع الوبائي في العديد من مناطق العالم موجة جديدة من الجائحة، بل وحتى انتعاشاً مقلقاً زاده تفاقما ظهور "أوميكرون" الذي بات اليوم يشكل مصدر قلق كبير للمجتمع العلمي".
وطالبت المواطنين الذين لم يتم تلقيحهم بعد، بالإقبال بشكل مكثف على حملات التلقيح المتواصلة لحمايتهم من مخاطر آثار هذه الجائحة على الصعد الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وكذا تجنب كل تراخ في الامتثال للتدابير ومختلف البروتوكولات الصحية.