أعلنت وزارة التعليم العالي في الجزائر عن رغبتها في الاستعانة بأساتذة أجانب للتدريس في مدرستي الرياضيات والذكاء الاصطناعي اللتين تمّ استحداثهما أخيراً لاستقبال الطلبة النابغين في هذه التخصّصات العلمية.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان، في مؤتمر صحافي، إنّ الجزائر ستستعين بكفاءات وطنية وأجنبية للتدريس باللغة الانكليزية في مدرسة الرياضيات والمدرسة الوطنية للذكاء الاصطناعي، والتي تعدّ الأولى المنشأة في أفريقيا، خاصة بالنسبة للمواد التي يجب تدريسها بالإنكليزية، مشيراً إلى أنه سيتم أيضاً استدعاء كفاءات وطنية، كما كفاءات جزائرية مقيمة بالخارج لتقديم المحاضرات للطلبة ولأجل بلوغ تكوين عالي المستوى.
وأكّد بن زيان على قرار السلطات اعتماد اللغة الإنكليزية للتدريس في المدرستين، بدلاً من اللغة الفرنسية، خاصة في ظلّ مطالبة سياسية وشعبية تلحّ على توسيع التعليم بالإنكليزية وتأخير اللغة الفرنسية، وهي مطالبة عادت بشكل أكثر إلحاحاً في الفترة الأخيرة، على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وباريس. وقال الوزير الجزائري: "لا نعاني من عقدة اللغات، لكن نريد للطالب أن يتحكم بأكثر من لغة للانخراط في القطاع الاقتصادي. نحن نريد انفتاح الجامعة الجزائرية على محيطها في إطار تبادل الخبرات، وفي كل التخصصات".
وتهيمن اللغة الفرنسية على التدريس في مجالات الطب والعلوم والعلوم التطبيقية والهندسة في المعاهد والجامعات الجزائرية، إذ لم تنجح الجزائر في تعريب هذه الأقسام، على الرغم من محاولات جدية قادتها منذ السبعينيات، كما أدى ذلك إلى تعزيز واستمرار الحضور القوي للغة الفرنسية في مختلف المجالات في الجزائر، بما فيها المراسلات الإدارية والخدماتية حتى الآن.
واعتُبر قرار اعتماد اللغة الإنكليزية للتدريس في مدرستي الرياضيات والذكاء الاصطناعي خطوة أولى على طريق تطوير التعليم العالي والحدّ من هيمنة اللغة الفرنسية في الجامعات. وتأمل العديد من الأطراف بتوسيع هذا القرار ليشمل باقي الكليات وتعزيز تدريس الإنكليزية في الصفوف المتوسطة والثانوية بشكل يسمح بتطوير مؤهلات الطلبة الجزائريين، خاصة مع الضرورات العلمية والعملية للغة الإنكليزية عالمياً.
ويُفتتح الموسم الجامعي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وسط تدابير صحية اتخذتها السلطات من خلال تعزيز نسبة التلقيح في أوساط الطلبة والأساتذة والموظفين. وبلغ عدد الطلبة الذين سيتلقون اللقاح هذا العام بالمدرجات الجامعية 1.6 مليون طالب جامعي، بسبب نسبة النجاح الكبيرة في امتحانات البكالوريا العام الماضي. وقامت وزارة التعليم العالي بانتجاب 1400 أستاذ جديد لتأطير الطلبة في مختلف الأقسام والكليات الجامعية.