قررت الحكومة الجزائرية زيادات طفيفة في المنح الشهرية للمتقاعدين، وإدماج وتثبيت كل الموظفين المؤقتين في قطاع التربية والتعليم قبل مايو/أيار المقبل، في ظل ظروف معيشية صعبة بسبب الارتفاع الكبير لأسعار المواد التموينية خلال الفترة الأخيرة.
وأقر مجلس الوزراء الجزائري، مساء أمس الأحد، زيادة منح المتقاعدين بنسبة تصل إلى 10 في المائة في المنح التي تقل عن 15 ألف دينار (نحو 110 يور)، وزيادة 5 في المائة بالنسبة للمنح التي تتراوح قيمتها بين 15 و20 ألف دينار (بين 110 و130 يورو)، وزيادة بنسبة 3 في المائة للمنح ما بين 20 و43 ألف دينار، و2 في المائة على منح المتقاعدين الأكثر من 43 ألف دينار.
وتأتي هذه الزيادات متزامنة مع زيادات طفيفة في رواتب الموظفين والمعلمين تتراوح بين 1000 و3 آلاف دينار جزائري (أقل من 20 يورو) شهريا، خاصة وأن القدرة الشرائية تراجعت حسب بيان لتحالف النقابات المستقلة، أشار إلى تراجع المقدرة الشرائية بنسبة 40 في المائة.
وقرر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إدماج كل الموظفين والمعلمين العاملين في قطاع التربية والتعليم وفق نظام عقود ما قبل التشغيل، وطلب من الحكومة إعداد لائحة نهائية تحصي أصحاب عقود ما قبل التشغيل في باقي القطاعات تحضيرا لإدماجهم، والإسراع بتوزيع بطاقات "الشفاء" للضمان الاجتماعي والتغطية الصحية على المستفيدين من منح البطالة.
وأمر تبون وزارة التربية والتعليم بإطلاق خُطّة لتوفير الكتب بتقنية "برايل" مجانا للطلاب والتلاميذ المكفوفين، و"التوجه فورا نحو ترقية الطباعة بالبريل لمساعدة المكفوفين وطنيا وعربيا وأفريقيا، عبر العمل على إنشاء مطبعة وطنية تتبع الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، تضع الأسس لطباعة كتب بطريقة (بريل) في الدين والعلوم والرياضيات والفيزياء والأدب".
وتتضمن الخطة الحكومية فتح مزيد من المدارس في مختلف المناطق لتمكين التلاميذ المكفوفين من التعلم.
وتعد مدرسة المكفوفين في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية أكبر مدارس البلاد، وتستقبل أكثر من 200 تلميذ سنويا من مختلف الولايات.
وخلال الدخول المدرسي الحالي، نجحت وزارة التربية للمرة الأولى في إصدار كتب للتلاميذ المكفوفين في التعليم الثانوي، شملت مجسمات ملموسة تم طبعها بتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد ليتسنى التلميذ المكفوف الحصول على المعرفة كغيره.
وقام جهاز التكوين المهني بفتح تخصصات لتعليم المكفوفين بعض المهن، وقبل أشهر بدأت الهيئات القضائية والمحاكم تمكين أصحاب الإعاقة البصرية من الحصول على أحكام قضائية مكتوبة بلغة "بريل" .
وتعمل بعض الجمعيات الأهلية في مجال المساعدة على تعليم وتكوين وإدماج المكفوفين، على غرار الكشافة الإسلامية الجزائرية التي أطلقت مشروع إنشاء أول فوج كشفي يضم التلاميذ المكفوفين، لمساعدتهم على استخدام طرق التربية الكشفية على الاندماج في المجتمع، وممارسة الأنشطة بعد النشاط الدراسي.