تستعد الجمعيات الخيرية والأهلية في الجزائر لتنفيذ سلسلة أنشطة خيرية لفائدة العائلات الفقيرة والمعوزة خلال شهر رمضان بتمويل من المحسنين ورجال الأعمال، تجسيداً لروح التضامن والتكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع الجزائري، خاصة في ظل الظروف التي تعيشها الجزائر نتيجة الآثار الاقتصادية والاجتماعية لموجات الوباء المتتالية والتي زادت من اتساع دائرة الاحتياج والفقر.
وأطلقت جمعية الإرشاد والإصلاح الجزائرية، كبرى الجمعيات الخيرية في الجزائر، حملة "تراحم الخيرية" تحت شعار "بعطائكم يكتمل الخير"، واستكملت الجمعية خطة العمل الخيري في شهر رمضان، حيث ستقوم بتوزيع السلة الرمضانية بقيمة 40 يورو، تشمل 100 ألف من العائلات المعوزة في إطار برنامج كفالة الأسر المحتاجة والأيتام في المناطق النائية والفقيرة خاصة منها المعزولة، كما ستتولى الجمعية افتتاح سلسة مطاعم لتقديم وجبات الإفطار للمحتاجين وعابري السبيل.
وقال المتحدث باسم الجمعية، محمد قاضي، في تصريح لـ "العربي الجديد" أن مختلف فروع الجمعية تعمل منذ فترة على تحضير وتجهيز عمليات إفطار الصائمين خلال شهر رمضان، عبر دعم العائلات المعوزة ومدها بما يسمح لها بقضاء شهر الصيام في ظروف مريحة، مشيراً إلى أنها تحضر إضافة إلى مجموع أنشطتها سلسلة موائد الإفطار على شرف الأيتام والأرامل والكفلاء الداعمين لبرامج ومشاريع الجمعية، بالإضافة لتوزيع الوجبات الساخنة على اللاجئيين المتواجدين في الجزائر من مختلف الجنسيات طيلة شهر رمضان.
وفي نفس السياق تحضر بعض الجمعيات الأهلية ذات الامكانيات المحدودة، لأنشطة أقل حجماً، لكنها ذات أثر مجتمعي تتعلق بتوزيع وجبات سريعة للصائمين، تقدم على محاور الطرقات الرئيسية ومحطات نقل المسافرين، أو نقاط الحواجز الأمنية بالتنسيق مع الجهات المسؤولة، حيث تقيم هذه الجمعيات نقاط توزيع على الطرق لتقديم هذه الوجبات لعابري السبيل.
وتفتح الجمعيات مقراتها لجمع المساعدات التموينية، على غرار جمعية كافل اليتيم ببلدية أحمر العين قرب العاصمة الجزائرية، والتي بدأت منذ فترة تجهيز ما تستطيع من قفاف رمضان موجهة لمساعدة العائلات الفقيرة والمعوزة، حيث يستقبل مقر الجمعية تبرعات المحسنين من مختلف المواد الغذائية والمؤونة، كالزيت والعجائن وغيرها، كما أطلقت الجمعية الخيرية كافل اليتيم ببلدة العنصر، شرقي الجزائر، نداءات للمحسنين للمساهمة في إنجاح مشروع قفة اليتيم لشهر رمضان الكريم، حيث وضعت الجمعية صناديق على مستوى محلات المواد الغدائية تسمح للمتبرعين بوضع المواد الغذائية في هذه الصناديق قبل أن يقوم أفراد الجمعية بجمعها .
وقبيل حلول شهر رمضان تبدأ الجمعيات الخيرية في جمع المتطوعين للمساعدة في تنشيط العمل الخيري خلال الشهر الفضيل، وقال بلال عطفي، وهو طالب جامعي، أنه تعوّد في كل شهر رمضان على العمل ضمن جمعية خيرية في العاصمة الجزائرية، تقوم بتوزيع وجبات إفطار وإدارة مطعم للرحمة في منطقة أول مايسو وسط العاصمة، فيما يفضل بعض المتطوعين، خاصة الذين يتقنون الطبخ بإعلان رغبتهم في التطوع لتجهيز لوجبات الإفطار.
وفي نفس السياق يستعد الهلال الأحمر الجزائري بفروعه في التحضير لمساعدة الفقراء والمحتاجين والأيتام، من خلال موائد رمضانية وتوزيع المواد الغذائية، فيما تقدم السلطات الحكومية قفة رمضان الى العائلات الفقيرة، حيث تقوم البلديات بتسجيل العائلات المعوزة لتسلميها مساعدات تموينية، ولا تقتصر الاستعدادات للعمل الخيري خلال شهر رمضان في الجزائر، على الجمعيات الأهلية اذ يطلق محسنون مبادرات خيرية خاصة، على غرار بعض أصحاب المطاعم الذين يقومون بتحويلها إلى مطاعم للرحمة خلال شهر رمضان، سواء بشكل فردي أو التعاون مع الجمعيات الخيرية المحلية، على غرار صاحب مطعم سيرتا في مدينة قسنطينة شرقي البلاد، والذي يقوم بهذا النوع من العمل منذ خمس سنوات، كما تنشط بعض فروع الهلال الأحمر الجزائري.