تتسبّب موجة حرائق تونس الأخيرة في تدمير المساحات الطبيعية التي تُعَدّ متنفّسات للسكان، وسط مخاوف من تأثير خسارة الغطاء الغابي على نوعية الحياة والهواء في المناطق السكنية والمدن المحاذية للغابات التي أتت عليها النيران.
وشهد شهر يوليو/ تموز الجاري ما يزيد عن 15 حريقاً كبيراً في الغابات، لعلّ أبرزها حريق جبل بوقَرْنَين القريب من العاصمة والمتنفّس الطبيعي الأهمّ لأكثر من مليونَي تونسي يقيمون في المدن المحاذية للجبل.
وقد تسبّب حريق كبير الأسبوع الماضي في خسارة مئات الهكتارات من غابات جبل بوقرنين، بحسب حصيلة أولية، الأمر الذي أحدث "تلفاً كبيراً في الرئة الطبيعية التي تتنفّس بها مدن إقليم تونس الكبرى"، وفقاً لما قاله مدير تنمية الغابات والمراعي في وزارة الزراعة التونسية جمال كعيلان لـ"العربي الجديد".
أضاف كعيلان أنّ "الحريق سوف يؤثّر لسنوات على نوعية الحياة في المدن والتجمّعات السكنية القريبة من الجبل"، موضحاً أنّ "تلف أكثر من 500 هكتار من الأشجار والمساحات الغابية سوف يزيد من نسبة التلوّث في المنطقة ويخلق نوعية حياة جديدة يؤثّر فيها الهواء الملوّث الذي ينبعث من المناطق الصناعية في المنطقة".
وتابع كعيلان أنّ "جبل بوقرنين كان يخلق ديناميكية اجتماعية واقتصادية كبيرة ويوفّر مساحات لممارسة الرياضة في المسالك الصحية، بالإضافة إلى كسب أسر كثيرة رزقها من الموارد الغابية"، مشيراً إلى أنّ "استعادة الغطاء الذي أتلفته النيران قد تستلزم عقوداً من الزمن".
ورأى كعيلان أنّ "سكان المناطق القريبة من الغابات التي أتلفتها الحرائق يدفعون ثمناً كبيراً من جرّاء الحرائق"، متحدثاً عن "بروز حاجة جديدة لحملات تشجير واسعة في المناطق الحضرية، بهدف الحفاظ على جزء من التوازن الإيكولوجي وجودة الحياة فيها".