- تظاهرات في أستراليا تشهد تجمع أكثر من 300 شخص، بما في ذلك عائلات، مع تدخل الأمن لفصل المتظاهرين، وتقارير عن شعور الطلاب والموظفين اليهود بعدم الأمان.
- الحركة الطلابية تنادي بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل، مع تزايد الانتقادات العالمية لإسرائيل بعد مقتل عاملة إغاثة أسترالية، مما يدفع لإعادة النظر في العلاقات مع إسرائيل.
ما زالت رقعة الحراك الطلابي العالمي دعماً لغزة تتّسع يوماً بعد يوم. وقد احتشد مئات المحتجين على الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أمام جامعة سيدني، إحدى كبريات مؤسسات التعليم العالي في أستراليا، اليوم الجمعة، وطالبوها بسحب استثماراتها من الشركات التي تربطها علاقات بإسرائيل في احتجاجات مستوحاة من الحراك الطلابي الذي يجتاح الجامعات الأميركية وكذلك جامعات في فرنسا وغيرها من البلدان.
والأسبوع الماضي، اعتصم ناشطون مؤيّدون للقضية الفلسطينية أمام القاعة الرئيسية في جامعة سيدني، فيما أعلن محتجون اعتصامات مماثلة في جامعات تتوزّع في ملبورن وكانبيرا ومدن أسترالية أخرى. وبخلاف ما يحدث في الولايات المتحدة الأميركية حيث تفضّ الشرطة اعتصامات مؤيدة للفلسطينيين ومندّدة بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بالقوة في عدد من الجامعات، اتّسمت مواقع الاحتجاج في أستراليا بأجواء سلمية مع وجود محدود لعناصر الشرطة.
وهو يحمل ابنه البالغ من العمر عامَين على كتفَيه، وقف مات من بين أكثر من 300 متظاهر تجمّعوا اليوم أمام جامعة سيدني. ويخبر مات، البالغ من العمر 39 عاماً والذي تحفّظ على ذكر اسمه كاملاً، أنّه حضر ليبيّن أنّ الغاضبين إزاء ما ترتكبه إسرائيل في قطاع غزة ليسوا فقط من الطلاب. أضاف لوكالة رويترز: "بمجرّد أن تفهم ما يحدث، تقع على عاتقك مسؤولية محاولة المشاركة ورفع الوعي وإظهار التضامن".
على بعد بضع عشرات الأمتار من موقع احتجاج جامعة سيدني، تجمّع مئات آخرون رافعين العلمَين الأسترالي والإسرائيلي، فيما فصلت قوى الأمن بين مجموعتَي المتظاهرين. وقد صرّح متحدثّون بأنّ الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين جعلت الطلاب والموظفين اليهود يشعرون بعدم الأمان في الحرم الجامعي.
وكان نائب مستشار جامعة سيدني مارك سكوت قد ذكر في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام محلية، أمس الخميس، أنّ في إمكان الاعتصام المؤيّد للفلسطينيين أن يبقى في الحرم الجامعي لعدم اشتماله على أعمال عنف مثلما حدث في الولايات المتحدة الأميركية.
تجدر الإشارة إلى أنّ أستراليا، التي تُعَدّ حليفاً مقرّباً لإسرائيل منذ فترة طويلة، صارت تنتقد على نحو متزايد سلوك حليفتها في قطاع غزة، ولا سيّما أنّ عاملة إغاثة أسترالية قُتلت في هجوم إسرائيلي في شهر إبريل/ نيسان الماضي. لكنّ متظاهرين مؤيّدين للقضية الفلسطينية أشاروا إلى أنّ الحكومة لم تأتِ بجهد كافٍ للدفع من أجل السلام، وردّدوا هتافات ضدّ رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي وحكومته.
وكان يوم 18 إبريل الماضي شاهداً على انطلاق الحراك الطلابي العالمي دعماً لغزة من الجامعات الأميركية. فقد بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً في حرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية. ومع تدخّل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسّعت حالة الغضب لتمتدّ التظاهرات إلى عشرات الجامعات الأميركية الأخرى، من بينها جامعات رائدة مثل "هارفارد" و"جورج واشنطن" و"نيويورك" و"ييل" و"نورث كارولينا" ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وفي وقت لاحق، اتّسع الحراك الطلابي العالمي دعماً لغزة وغير المسبوق في مناصرة فلسطين في الولايات المتحدة الأميركية إلى جامعات في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند. وقد شهدت بالتالي تظاهرات داعمة لنظيراتها الأميركية مع مطالبات بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ومقاطعة الشركات التي تزوّد إسرائيل بالأسلحة.
(رويترز، العربي الجديد)