تستمر في مناطق شمال شرقي سورية موجات الحرّ، التي تسببت بوفاة طفل يوم أمس الخميس في مدينة الرقة، ومع الحرارة المرتفعة، لا يجد السّكان الوسائل المناسبة للتخفيف عنهم، كون الكهرباء مقطوعة وأصحاب الموّلدات يستغلون الظروف، ويتحكمون بساعات وصل وقطع الكهرباء وفق ما يناسبهم.
الناشط الإعلامي مدين عليان أوضح، لـ"العربي الجديد"، أنّ ذوي الطفل فقدوه يوم أمس، ليعثروا على جثته بعد ساعات من البحث عنه داخل سيارة والده المغلقة مختنقاً بسبب درجة الحرارة العالية، من دون أن تنتبه أسرته لوجوده داخلها.
ودرجات الحرارة ترتفع بشكل حاد في فصل الصيف شمال شرقي سورية، وفق عليان، متجاوزة 45 درجة مئوية، وهي لا تُحتمل، وأضاف: "الأسوأ بالنسبة للسكان عدم توفر الكهرباء التي تنقطع معها المياه أيضا، وهي الوسيلة المتاحة للتخفيف من الحرّ داخل المنازل".
يوسف محمود عامل مياوم من مدينة القامشلي تحدث عن معاناته خلال موجات الحرّ، وقال لـ"العربي الجديد": "عادة ننزل كمجموعة من العمال إلى شارع جانب السوق ننتظر أصحاب الأعمال الذين يريدون صيانة أو بناء جدار أو زراعة الأشجار، أو نقل أغراض زراعية أو صناعية، نتفق معهم ونذهب إلى مكان العمل. بسبب موجة الحر، أحيانا ننتظر 3 أو 4 ساعات والبعض ينتظر من الصباح حتى الرابعة ظهرا في ذروة الشمس.. الكثير منا يتعرض لضربات الشمس وحروق الجلد، وأحيانا كل هذا الانتظار يكون بلا جدوى، ومن يجد عملا يحمل أثقالا تحت الشمس، ليس لدينا زيّ يقينا من حرارة الشمس، وحتى الصغار يصابون بالتهاب السحايا".
نيرودا الآغا قال لـ"العربي الجديد": "أعمل في فرن حجري للخبز البلدي وتزداد معاناتي في فصل الصيف مع حرارة الجو التي تخنقنا، نستغل فترة الصباح عند انخفاض درجة الحرارة للعمل، كما أن بيوتنا غير مهيأة ولا توجد فيها وسائل تبريد ولا نجد حتى الماء البارد في البيت لغياب الكهرباء، اشتريت جرّة من الفخار للحصول على قليل من الماء البارد، قالب الثلج بـ15 ألف ليرة (1.2 دولار) يعادل يومية عامل".
موجة الحرّ في منطقة القامشلي تزيد حدتها كون الكهرباء معدومة وفق ما أكد المدرس علي الأحمد لـ"العربي الجديد": "نعتمد على المولدات، وحتى أصحابها يستغلون الوضع ويقطعون الكهرباء في الصباح وفي الظهيرة أيضا، وهذا الشيء يخلق أزمة نفسية لدينا في المنطقة، بالإضافة إلى الأمراض التي عشعشت في حياتنا، وليست هناك طرق بديلة لتأمين الكهرباء لتشغيل المراوح والمكيفات".
وأضاف: "هذا الوضع لا يطاق، نرجو أن تتدخل الجهات المعنية لمعالجة الوضع، والمساهمة في الحد من عدد الوفيات التي تحدث بسبب موجات الحر".