أفرجت السلطات الجزائرية، الأحد، عن العالم المرموق جمال ميموني، المتخصص في الجسيمات دون النووية، بعد يومين على اعتقاله على خلفية تعبيره عن مواقف سياسية مناوئة للسلطة، ومشاركته في مظاهرات الحراك الشعبي، وبعد استياء شعبي واسع أعقب اعتقاله، باعتباره قلة احترام لكبار العلماء.
وتم اعتقال ميموني، الجمعة، عقب تظاهرة شارك بها في مدينة قسنطينة (شرق)، وأحالته الشرطة، الأحد، أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الزيادية، والذي قرر إحالته إلى قاضي التحقيق، وقرر الأخير الإفراج عنه في ظل غضب شعبي كبير، لكنه وجه إليه تهمة التجمهر غير المرخص، وقرر تقييد حريته بوضعه تحت الرقابة القضائية التي تفرض عليه التوقيع لدى مركز للشرطة في مواقيت محددة.
وحاولت الشرطة إلزام البروفيسور ميموني بالتوقيع على وثيقة يلتزم فيها بعدم المشاركة مجدداً في مظاهرات الحراك الشعبي، لكنه رفض ذلك، واعتبره انتهاكاً لحقوقه السياسية المكفولة دستورياً، ما دفع الشرطة إلى إبقائه قيد الاحتجاز.
وتخرج جمال ميموني من جامعة بنسليفانيا الأميركية في تخصص الجسميات دون النووية، و يرأس عدة هيئات أبحاث عربية ودولية، ويرأس في الجزائر جمعية "الشعرى الفلكية"، وخصه التلفزيون الجزائري الرسمي، في إبريل/نيسان الماضي، بتقرير يُبرز مسيرته العلمية الحافلة، ورفضه إغراءات الولايات المتحدة للبقاء فيها، وتفضيله العودة للتدريس في الجامعات الجزائرية.
وعبّر كثير من الجزائريين عن استيائهم من اعتقال الشرطة للعالم الكبير لمجرد تعبيره عن موقفه السياسي بشكل سلمي، واعتبر قادة أحزاب سياسية ونشطاء وشخصيات علمية اعتقاله مؤشراً على قلة احترام السلطات للقامات العلمية.
وكتب الأكاديمي الطيب غوث على "فيسبوك": "حزنت كثيرا لخبر اعتقال العالم الكبير جمال ميموني، لا لشيء إلا لأنه عبر عن رأيه في شؤون بلده، أو شارك في الهبة الوطنية الكبيرة التي يعيشها مجتمعنا منذ سنتين، لإنقاذها من التخلف والضعف والفساد".
وقالت خولة لكحل: "ضع موقفك السياسي جانباً، لن نسكت أمام فعل قمعي لإحدى قامات الجزائر، والذي تلهث كبرى الجامعات العالمية ومراكز الأبحاث في الغرب خلفه"، وعلق الإعلامي سليم لعزيزي: "نظام لا يحترم نخبته هو نظام مفلس ولا يملك أي حلول".