أثار قرار الأمم المتحدة الأخير المتعلق بخفض قيمة المساعدات الغذائية المقدمة إلى سورية بنحو النصف مخاوف سكّان المخيمات في شمال غرب البلاد، كون الغالبية العظمى من سكان هذه المخيمات يعتمدون على السلة الغذائية اعتماداً شبه كلي.
وحول أهمية السلة الغذائية وتداعيات تخفيض قيمة المساعدات الغذائية إلى النصف، أبدى نازحون في مخيم "أهل التح" بريف إدلب الشمالي مخاوفهم من هذه الخطوة، مشيرين إلى أن كارثة ستنجم عن هذا القرار. ويقول إبراهيم حسن العيد لـ"العربي الجديد": "أستفيد من السلة الشهرية"، واصفاً إياها بـ"القوت". يضيف: "فقدنا كل شيء من جراء النزوح، ولم يبق لنا إلا السلة الغذائية لنعيش، كونها تضم البرغل والأرز والعدس والشاي والسكر. التخفيض هو الضرر الأكبر بالنسبة لي ولبقية السكان. ستحدث مجاعة وكارثة. عائلتي تضم 8 أشخاص".
أما مهند إسماعيل، فبالكاد تكفي السلة أفراد أسرته السبعة. ويقول لـ"العربي الجديد": "تصلنا السلة شهرياً. عدد أفراد أسرتي 7، منهم اثنان من الأشخاص ذوي الإعاقة. السلة بالكاد تكفينا"، واصفاً إياها بـ"الجيدة"، فـ"السلة الشهرية سند لنا وزوالها كارثة حقيقية. نطالب باستمرار المساعدات ونرجو زيادة قيمتها باعتبار أن لدينا أولادا مرضى وأكثر العائلات هنا تعاني من فقر شديد. قسم منا يبيع السلة لشراء الحفاضات والأدوية".
من جهته، يقول ماهر الغجر لـ"العربي الجديد"، إن الأسر تحتاج لكل مكونات السلة، موضحاً أن التوقف عن تقديمها يعني كارثة للنازحين. يضيف: "بالكاد تؤمن السلة طعامنا. انقطاعها يخرب البيوت في ظل البطالة. وجود السلة يساعدنا على تدبير أمورنا. لا أستطيع استدانة المال لأعيش في هذا الوضع السيئ".
ويوضح مدير المخيم عبد السلام اليوسف لـ"العربي الجديد"، أنه "على مر السنوات قلصت السلة الغذائية. واليوم، ستخفض الأمم المتحدة المساعدات عبر معبر باب الهوى. نطالب بزيادة الكميات وتأمين كل احتياجات الإنسان من غذاء وأدوية. بدلاً من أن يساندنا برنامج الأغذية العالمي يقف ضدنا. نوجه رسالة إلى الأمم المتحدة بأن تزيد المساعدات بدلاً من تقليصها حتى لا تنجم كارثة إنسانية بحق ما يقارب 4 ملايين نازح في الشمال السوري". يضيف: "تقليص الكمية كان سلبياً علينا، وظهرت أمراض داخل المخيمات. لا نملك أي شيء وننتظر هذه السلة كي لا يجوع أطفالنا".
أما خالد عبد الرحمن، فيقول لـ"العربي الجديد": "عدد أفراد أسرتي 10 وبالكاد تكفينا السلة، وخصوصاً بعد تقليلها وارتفاع قيمة الدولار والليرة التركية. الوضع سيكون مأساوياً وسنموت من الجوع. نعيش على هذه السلة".
من جهته، يوضح إبراهيم الغجر لـ"العربي الجديد": "حتى الوقت الحالي، لم أحصل على أي مساعدة. الأقرباء يساعدونني هنا. سني لم يعد يسمح لي بالعمل. والسلة قيمتها معروفة ويجب علي تدبر أموري خلال الشهر بكامله بقيمتها في حال حصلت عليها".
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت، الثلاثاء الماضي، خفض مساعداتها الغذائية إلى سورية بنحو النصف في ظل أزمة نقص التمويل. وجاء في بيان لبرنامج الأغذية العالمي: "أجبرت أزمة التمويل غير المسبوقة في سورية برنامج الأغذية العالمي على تخفيض مساعداته لحوالي 2.5 مليون شخص من حوالي 5.5 ملايين يعتمدون على المساعدات التي تقدمها الوكالة لاحتياجاتهم الأساسية من الغذاء".