الشمال السوري: 60% رسوب في الثانوية العامة

04 اغسطس 2024
فرحة النجاح والتفوق (عدنان الإمام)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **نتائج الامتحانات ونسب النجاح والرسوب:** بلغت نسبة الرسوب في مرحلة التعليم الثانوي في شمال غرب سورية حوالي 60%. نسبة النجاح في الفرع العلمي 40.9%، الأدبي 39.6%، الشرعي العلمي 58.8%، الشرعي الأدبي 66.7%، والمهني 48.4%.

- **قصص النجاح والتفوق:** تفوق عدد من الطلاب مثل فاطمة علي الباب (239 علامة)، رغد أحمد العلي (237 علامة)، وعبد الرحمن اليحيى (237 علامة) من مدرسة "نهضة الشام النموذجية" في أطمة.

- **تحديات التعليم وأسباب تدني النتائج:** برر وزير التربية جهاد حجازي تدني نسبة النجاح بالظروف الصعبة مثل دمار البنية التحتية وانقطاع الطلاب عن الدراسة، وضعف دعم قطاع التعليم.

ليل أمس السبت، صدرت نتائج مرحلة التعليم الثانوي في منطقة شمال غرب سورية (الشمال السوريي) الخارجة عن سلطة النظام السوري والتابعة لسلطة المعارضة، وسجلت النتائج نسبة رسوب عالية بحوالي 60%. وأصدرت وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، نتائج امتحانات الشهادة الثانوية للمراكز والمدارس التي تتبع لها في كل من إدلب ومحيطها وريف حلب الشمالي ومناطق من ريفي الرقة والحسكة التي تخضع لسيطرة المعارضة.

وبحسب الوزارة، فقد بلغت نسبة نجاح الطلبة في شهادة التعليم الثانوي (الفرع العلمي) 40.9%، وبلغت نسبة النجاح لطلبة شهادة التعليم الثانوي (الفرع الأدبي) 39.6%، وفي التعليم الثانوي (الشرعي العلمي) 58.8%، وفي الثانوي (الشرعي الأدبي) 66.7%، وفي الثانوي (المهني) 48.4%.

وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الرسوب الواضحة في النتائج، برز عدد من المتفوقين ولا سيما في الفرعين العلمي والأدبي. وسجلت نتائج الفرع العلمي تفوق 11 طالباً، حصلت طالبة منهم على 239 علامة من أصل 240، في حين حصل ثلاثة على 238 علامة، وسبعة طلاب على 237 علامة.

أما في الفرع الأدبي، فقد سجلت النتائج 12 متفوقاً، حيث حصل طالب واحد على 218 علامة من أصل 220، والباقون: 214 (1)، 213 (1)، 212 (1)، 210 (1)، 209 (3)، 208 (4).

وسيكون أمام الراسبين فرصة للتعويض في الدورة التكميلية التي ستعلن تفاصيلها الوزارة لاحقاً، كما ستفتح باب الاعتراضات على النتائج الحالية في ما يخص الراسبين والناجحين على حد سواء.

التقت "العربي الجديد" الطالبة فاطمة علي الباب، التي حصلت على المركز الأول بين المتفوقين في الفرع العلمي بـ 239، وأشارت إلى أنها كانت تدرك أنها أضاعت العلامة في مادة اللغة العربية من خلال إجابة خاطئة على أحد الأسئلة. وقالت إن سهرها وقلة نومها طوال فترة الامتحانات لم يذهب سدى، منوهة بدعم عائلتها ومعلميها في المدرسة لها، مشيرة إلى أنها كذلك لم تخضع لأية دورات أو دروس تقوية.

أما رغد أحمد العلي وهي من محافظة حلب، والتي حصلت على علامة 237 في الفرع العلمي، قالت لـ "العربي الجديد" إن سر نجاحها ليس سهر الليالي للدراسة، وإنما النوم باكراً والاستيقاظ باكراً والدراسة خلال النهار. أضافت أن الامتحان له رهبته ويسبب بالتأكيد الخوف والتوتر، لكن بعد مرور اليوم الأول، يزول هذا التوتر والرهبة، ويصبح تقديم باقي المواد أسهل. وتعتزم رغد دخول كيلة الطب البشري، لتحقيق حلمها بأن تكون طبيبة، ويؤهلها مجموعها العام إلى دخول هذا الاختصاص الذي يتطلب أعلى علامات الفرع العلمي.

عبد الرحمن اليحيى الذي تقاسم المركز الثالث مع رغد بـ 237 علامة، إلى جانب آخرين، أشار إلى أن هذه النتيجة كانت بعد تعب وجهد وظروف صعبة، مشيراً إلى أنه خلال دراسته لمرحلة التعليم الأساسي والتي تعد تحضيراً للتعليم والثانوي، واجه مع عائلته مشكلة النزوح من قريته، لكنه استطاع تجاوز تلك المشكلة بدعم من عائلته وأصدقائه ومدرسيه والكادر الإداري في مدرسته.

عبد الرحمن اليحيى حل في المركز الثالث (عدنان الإمام)
عبد الرحمن اليحيى حل في المركز الثالث (عدنان الإمام)

الطلاب الثلاثة الذين التقتهم "العربي الجديد"، يتعلمون في مدرسة "نهضة الشام النموذجية" الواقعة في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي. ويعرب مديرها توفيق عواد عن سروره بوجود أربعة من طلاب مدرسته في لائحة المتفوقين، من بينهم صاحبة المركز الأول. كما دعا الراسبين إلى عدم اليأس، والتحضير للدورة التكميلية لتعويض ما فاتهم في الدورة الأولى من الامتحانات.

وبرر وزير التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة جهاد حجازي، تدني نسبة النجاح مقابل نسبة الرسوب، بالقول إن "الظروف التي تمر بها المنطقة ودمار البنية التحتية، بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من الطلاب المنقطعين عن الدراسة نتيجة تلك الظروف بين المتقدمين لهذا العام، أثر بشكل رئيسي على نسبة الرسوب"، مشيراً في حديثه لـ "العربي الجديد" إلى أن من بين تلك الفئة طلاباً من شرائح عمرية كبيرة لديهم فجوة الانقطاع عن التعليم والدراسة لفترة طويلة، وتضاف أعداد هؤلاء الطلاب إلى المجموع الكلي ومن ثم تعثرهم في تجاوز الامتحانات يرفع نسبة الرسوب.

أضاف الوزير أن "هناك عدداً كبيراً من الطلاب يقبلون على تقديم الامتحانات للشهادة الثانوية بفرعها العلمي، من دون إعداد جيد وسليم لهذا الفرع الصعب، والسائد لدينا أن مجالات الفروع العلمية أفضل للمستقبل. لذلك، فإن الطلاب يغامرون بخوض امتحانات هذا الفرع من دون إعداد سليم، كما أن هناك المتقدمين بنظام التقديم الحر، والذين يتقدمون من دون تسلسل دراسي يزيد من كفاءتهم".

في قاعة الدروس داخل المدرسة (عدنان الإمام)
في قاعة الدروس داخل المدرسة (عدنان الإمام)

ويشدد حجازي على أن ظروف الواقع التعليمي والبنى التحتية، تؤثر بصورة ما على النتائج، مشيراً بذلك إلى ضعف دعم قطاع التعليم في شمال غرب سورية، والظروف التي تمر بها المنطقة والبلاد عامة. ومن المتوقع أن تصدر اليوم كذلك نتائج الشهادة الثانوية في مناطق ريف حلب الشمالي، والخاضعة لسيطرة المعارضة والنفوذ التركي، إذ تخضع بعض المجالس المحلية هناك إلى نظام تعليم يرتبط بوزارة التربية والتعليم التركية وإصدار شهادات من طرف الحكومة التركية للناجحين، وهي منفصلة عن الشهادات التي تقدمها الحكومة السورية المؤقتة. 

المساهمون