كشفت منظمة الصحة العالمية في تقرير تحليلي، اليوم الخميس، أنّ ما يزيد على ثلثَي الأفارقة، أي نحو 65 في المائة، أُصيبوا بكوفيد-19 منذ بدء الأزمة الوبائية، أي أكثر 97 مرّة من الإصابات المؤكدة المسجّلة. وخلصت الدراسة إلى أنّه بحلول سبتمبر/ أيلول 2021، تعرّض 800 مليون أفريقي لفيروس كورونا الجديد، فيما كانت 8.2 ملايين إصابة فقط مسجّلة في ذلك الوقت.
وأوضحت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا، ماتشيديسو مويتي، أنّ تقليل عدد الإصابات بكوفيد-19 أمر كان يُسجَّل في كلّ مكان حول العالم، لكن بدرجة أقلّ ممّا كان عليه في أفريقيا، بحسب ما يبدو. وشرحت أنّه على مستوى العالم، كان متوسّط الإصابات الحقيقية أعلى 16 مرّة من تلك المؤكدة. أضافت مويتي أنّ "من غير المستغرب أن تكون الأرقام كبيرة، خصوصاً في أفريقيا حيث حالات كثيرة من دون أعراض". وبحسب التقرير، فإنّ نحو 67 في المائة من الأشخاص المصابين بكوفيد-19 لم تظهر عليهم أيّ أعراض، وهي نسبة أعلى من تلك المسجّلة في مناطق العالم الأخرى.
We can't declare victory yet against #COVID19. The seroprevalence analysis shows just how much the virus continues to circulate, particularly with new highly transmissible variants. Vaccination remains a key weapon in the fight against COVID-19. https://t.co/o41uhgFTkx
— Dr Matshidiso Moeti (@MoetiTshidi) April 7, 2022
على الرغم من التحذيرات المتكرّرة التي أطلقها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أنّ فيروس كورونا الجديد سيدمّر أفريقيا، فإنّ هذه القارة كانت من بين أقلّ مناطق العالم تضرراً من جرّاء الجائحة. وقد أفادت المنظمة في تقريرها التحليلي بأنّ حالات كوفيد-19 الأكثر اعتدالاً التي سُجّلت في أفريقيا تُعزى جزئياً إلى أنّ نسبة الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر كامنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب، أقلّ بكثير ممّا هي الحال في بقيّة أنحاء العالم.
كذلك أوضحت المنظمة أنّ "السكان الشباب في أفريقيا هم عامل وقائي أيضاً"، فيما كانت دراسات أخرى قد أشارت إلى أنّ الإصابة السابقة بأمراض، بما في ذلك الملاريا، قد توفّر بعض الحماية للناس ضدّ فيروس كورونا الجديد، على الرغم من أنّ هذه الفرضيات لم تؤكّد بعد. يُذكر أنّ المنظمة الأممية عرضت في تقريرها التحليلي الجديد 151 دراسة حول كوفيد-19 في أفريقيا، بناءً على عيّنات دم مأخوذة من أشخاص في القارة في الفترة الممتدّة ما بين يناير/ كانون الثاني 2020 وديسمبر/ كانون الأول 2021.
وحتى الآن، أبلغت أفريقيا عن 11.5 مليون إصابة بكوفيد-19 وأكثر من 250 ألف وفاة، فيما أشارت المنظمة إلى أنّ الفيروس يتّجه نحو الانخفاض منذ يناير الماضي، على الرغم من بعض الاختلافات في عدد من البلدان، علماً أنّ بعضها، بما في ذلك جنوب أفريقيا، تضرّر بشدّة، وخصوصاً في خلال موجات المرض المتتالية. يُذكر أنّ المنظمة أفادت في الأسبوع الماضي بأنّ عدد وفيات كوفيد-19 انخفض بنحو 30 في المائة في القارة.
وفي هذا السياق، شدّدت مويتي على أنّ تعرّض القارة المرتفع لفيروس كورونا الجديد وتراجع معدّلات الإصابة حالياً لا يعنيان أنّ بالإمكان إعلان الانتصار على كوفيد-19. أضافت في بيان: "لا يمكن تجاهل خطر ظهور متحوّرات (من الفيروس) أكثر فتكاً تكون قادرة على التغلّب على المناعة المكتسبة من الإصابات السابقة"، داعية إلى زيادة الفحوص الخاصة بالكشف عن العدوى، وكذلك إلى زيادة معدّلات التحصين في كلّ أنحاء القارة، ولا سيّما أنّ نحو 15 في المائة فقط من سكان أفريقيا تلقّوا لقاحات مضادة لكوفيد-19.