أعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ عدد الإصابات الجديدة بكوفيد-19 انخفض في كلّ أنحاء العالم بنحو 25 في المائة الأسبوع الماشي، وذلك في تراجع مستمرّ منذ نهاية مارس/ آذار الماضي، غير أنّها شدّدت على وجوب الحذر، لا سيّما أنّ فيروس كورونا الجديد ما زال بيننا. جاء ذلك في تقرير أسبوعي صدر في وقت متأخر من أمس الأربعاء، وأُرسل إلى الإعلام اليوم الخميس.
أضافت المنظمة الأممية التي تتّخذ من جنيف مقراً لها، بحسب ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس"، أنّه تمّ الإبلاغ عن نحو 5.59 ملايين إصابة ما بين 11 و17 إبريل/ نيسان 2022 عالمياً، أي أقلّ بنسبة 24 في المائة مقارنة بالأسبوع الذي سبق. كما انخفض عدد بلاغات الوفيات بنسبة 21 في المائة مع 18 ألفاً و215 وفاة.
لكنّ المنظمة لفتت إلى "وجوب تفسير هذا الاتجاه (الانخفاض في الإصابات والوفيات) بحذر، لأنّ بلداناً عدّة تعمل بشكل تدريجي على تغيير استراتيجيات الاختبارات الخاصة بكوفيد-19، الأمر الذي يؤدّي إلى انخفاض إجمالي في عدد الاختبارات التي تُجرى وبالتالي انخفاض عدد الحالات التي تُكتشف ويُبلَّغ عنها".
أمّا الدول التي سجّلت أعلى عدد من بلاغات الإصابات بكوفيد-19 في الأسبوع الماضي فهي، بحسب المنظمة، كوريا الجنوبية بأكثر من 972 ألف إصابة وفرنسا بأكثر من 827 ألفاً وألمانيا بأكثر من 769 ألفاً. من جهتها، سجّلت الولايات المتحدة الأميركية العدد الأكبر من الوفيات الجديدة مع 3076 وفاة، تبعتها روسيا مع 1784 وكوريا الجنوبية مع 1671.
تجدر الإشارة إلى أنّه بحسب عدّاد "وورلد ميتر" العالمي، أبلغ حتى الآن عن أكثر من 507 ملايين إصابة بكوفيد-19، منذ رصد فيروس كورونا الجديد للمرّة الأولى في أواخر عام 2019، وأكثر من 6.2 ملايين وفاة، علماً أنّ حالات التعافي من المرض سجّلت نحو 460 مليون حالة تعافٍ.
إعادة تذكير بالتدابير الوقائية
وتعمد منظمة الصحة العالمية على منصاتها المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى التحذير من أنّ الأزمة الوبائية لم تنتهِ بعد، والجائحة ما زالت تؤرّق العالم وسكانه، وتلجأ إلى حملات توعية متنوّعة، تذكّر فيها بضرورة تلقّي عملية تحصين كاملة (الجرعتان الأساسيتان) باللقاحات المضادة لكوفيد-19، بالإضافة إلى الجرعة التعزيزية. وتوضح في هذا الإطار أنّه يمكن مع الوقت أن تتراجع المناعة التي تمنحها اللقاحات، لذا من المهمّ الحصول على الجرعة التعزيزية لتعزيز الحماية من المرض الحاد والوفيات.
كذلك تذكّر بضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية الأخرى التي من شأنها حماية الناس من الفيروس ومتحوّراته، وهي التباعد الجسدي أو الإبقاء على مسافة آمنة بين الأشخاص، بالإضافة إلى وضع الأقنعة الواقية أو الكمامات، وتهوية الأماكن المغلقة بانتظام، وتنظيف اليدَين، والسعال والعطس في باطن الكف.
اعتراض هندي على دراسة للصحة العالمية
من جهة أخرى، اعترضت الهند قبل أيام على النهج المعتمد في دراسة يُتوقّع أن تصدرها منظمة الصحة العالمية حول الحصيلة الجديدة لضحايا كوفيد-19 في العالم، والتي رفعت فيها عدد الوفيات في البلاد إلى أربعة ملايين على أقلّ تقدير. وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن السلطات الهندية، فقد أودى كوفيد-19 بحياة 520 ألف شخص تقريباً، وهو ما يُعَدّ ثالث أعلى حصيلة في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية والبرازيل.
وقد أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الأسبوع الماضي، بأنّ الهند تحاول منع صدور دراسة لمنظمة الصحة العالمية تبيّن أنّ عدد الوفيات الفعلي أعلى بثماني مرّات ممّا هو عليه. وتعليقاً على التقرير الصحافي، رأت وزارة الصحة الهندية في بيان أنّ النهج المعتمد في احتساب الوفيات من قبل المنظمة هو "موضع نقاش" و"غير مثبت إحصائياً"، أضافت أنّها لم تحصل بعد على "جواب وافٍ من منظمة الصحة العالمية"، وقد تعذّر تواصل وكالة "فرانس برس" مع المنظمة للتعقيب على الموضوع.
(العربي الجديد)