وسط تفاقم الأزمة الإنسانية التي تسبّب فيها تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان أخيراً، جال وزير الصحة العامة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، الأربعاء، على مراكز الرعاية والإيواء في منطقة إقليم الخروب، إلى الجنوب من بيروت، وأعلن إطلاق خدمات الطوارئ للنازحين الذين هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية. وفي حين قال الأبيض إنّ المساعدات توفّر الدعم، أشار إلى أنّ الاحتياجات الصحية في لبنان كثيرة.
واطّلع الأبيض على أوضاع النازحين في إقليم الخروب الذين تخطّى عددهم مائة ألف نازح، وعلى احتياجاتهم من خدمات صحية واستشفائية تقدّمها وزارته، علماً أنّ جولته شملت مركز إيواء في الجامعة الإسلامية في بلدة الوردانية ومركزاً آخر في بلدة كترمايا وثالثاً في بلدة المطلّة، بالإضافة إلى مركزَين للرعاية الصحية الأولية تابعَين لجمعية الوعي والمواساة وللجمعية الاجتماعية في شحيم.
وقد استهلّ وزير الصحة العامة في لبنان جولته في مستشفى سبلين الحكومي، حيث عقد اجتماعاً مع خلية الأزمة جرى في خلاله تقييمٌ للأوضاع الصحية في ظلّ تفاقم أزمة النازحين، وبحثٌ في تغطية الخدمات المقدّمة لهم في المستشفيات وخارجها. وفي مؤتمر صحافي عقده بعد الاجتماع، أعلن الأبيض أنّ الخطة التي وضعتها وزارته للإحاطة بموضوع النزوح في لبنان قيد التنفيذ، بالتعاون مع خلايا الأزمة في المناطق.
#الصحة تنشر لوائح تفصيلية ب #توزيع_الأدوية على #مراكز_الرعاية التي تقدم الخدمات ل #النازحين: تسليم أكثر من مليوني علبة حتى الآنhttps://t.co/rVaPLfDdVw pic.twitter.com/NE4gO8Qdx4
— Ministry of Public Health - Lebanon (@mophleb) October 30, 2024
وأفاد الأبيض بأنّ الاجتماع الذي عُقد تناول الخدمات الاستشفائية المقدّمة إلى النازحين، بهدف عدم زيادة الأعباء عليهم وسط الأوضاع المادية الضاغطة، من خلال التغطية التي توفّرها وزارة الصحة العامة وجهات ضامنة أخرى بالإضافة إلى شركاء. وبيّن أنّ وزارته بصدد إطلاق برنامج من شأنه تغطية خدمات الطوارئ للنازحين في المستشفيات.
وأشار وزير الصحة العامة إلى متابعة موضوع تغطية المرضى من غير اللبنانيين، ولا سيّما السوريين الذين لجأوا إلى لبنان مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وكذلك اللاجئين الفلسطينيين مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا)، مضيفاً أنّ الموضوع في طريقه إلى الحلّ.
من جهة أخرى، تناول وزير الصحة العامة الدور الذي تؤدّيه مراكز الرعاية الصحية الأولية لجهة توفير الأدوية للنازحين بالإضافة إلى العيادات الجوّالة، مشدّداً على أنّ تلك المراكز تُعَدّ خطّ الدفاع الأول في القطاع الصحي. وبيّن الأبيض أنّ ثمّة تحديات عديدة، من قبيل الحاجة إلى توفير كميات أكبر من أنواع محدّدة من الأدوية، ولا سيّما الأدوية الخاصة بالأمراض الحادة قبيل حلول فصل الشتاء.
وفي حين أقرّ بأنّ المساعدات التي يتسلّمها لبنان توفّر الدعم للقطاع الصحي، شدّد الأبيض على أنّ هذا القطاع في حاجة إلى مساعدة أكبر، خصوصاً أنّ لبنان يمرّ في أزمة اقتصادية حادة تُعَدّ عائقاً كبيراً وسط الظروف القائمة. كذلك، شدّد على أهمية الاتصال بالخطَّين الساخنَين اللذَين أنشأتهما وزارة الصحة العامة في لبنان (1787 و1214)، في حال الحاجة إلى الاستفسار عن أيّ موضوع.
وإذ لفت وزير الصحة العامة اللبناني إلى توفّر ثلاث مستشفيات أساسية في الإقليم، هي مستشفيات سبلين الحكومي ومستشفى مزبود المركزي ومستشفى عين وزين (عين وزين ميديكال فيلادج)، تحدّث عن حاجتها إلى الدعم تحت وطأة الحمل الكبير، متعهّداً أن تقدّم وزارة الصحة العامة في لبنان الدعم اللازم. وعبّر عن ارتياحه للجهود التي يبذلها القطاع الخاص من جهته، قائلاً إنّ ذلك يُظهر المستوى العالي من التضامن في مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان.
ونوّه الأبيض بالجهد المميّز الذي يبذله مستشفى سبلين الحكومي، في ما يخصّ علاج المرضى المصابين بالسرطان وهؤلاء الذين في حاجة إلى عمليات غسل كلى. وأعلن عن برنامج يُنفَّذ بالتعاون مع منظمة أطباء بلا حدود، لإنشاء جناح جديد في المستشفى يضمّ عشرين سريراً، الهدف منه رفع الجهوزية في حال ازدادت احتياجات النازحين.