قلّلت وزارة الصحة العراقية، من خطورة تفشي مرض الكوليرا الذي سُجلت إصابات به في عدد من محافظات البلاد، لاسيما بإقليم كردستان، مؤكدة أن الوضع ما يزال تحت السيطرة، مع تشديدها على الالتزام بالإجراءات الوقائية.
وسجّلت المحافظات العراقية حتى الآن، 13 إصابة بالكوليرا، 10 منها في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، والتي أعلنت حالة الطوارئ لتجنب انتشار المرض، وإصابة واحدة منها في محافظة كركوك، واثنتان في المثنى، بحسب ما أعلنته الوزارة.
ووفقاً لمدير تعزيز الصحة في الوزارة، هيثم العبيدي، فإنّ "فريقاً من المركز الوطني للسيطرة على الأمراض الانتقالية التابع للوزارة زار المحافظات التي سجلت فيها إصابات بالكوليرا، وقدم الدعم المطلوب لإسناد الدوائر الصحية في علاج الحالات"، مؤكدا في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الخميس، أن "الموقف ما يزال تحت السيطرة، ولا داعي لإثارة الخوف والهلع بين المواطنين الذين يجب عليهم الالتزام بالتوصيات والإجراءات الوقائية".
إلى ذلك، نقلت الصحيفة، عن اختصاصي الأوبئة والأمراض الانتقالية في مستشفى البصرة التعليمي، منذر جليل عبد العباس، تطمينات إزاء المرض، وقال إن "الوفيات التي يسببها مرض الكوليرا قليلة، في ظل التطورات التي يشهدها الطب حالياً من توفير العلاجات البكتيرية والمضادات الحيوية والأملاح الفموية.
وأكد أن "علاج المرض بسيط للغاية، يتحقق عبر تعويض المريض السوائل المفقودة من الجسم، والمغذيات عن طريق الوريد في الحالات الأكثر استفحالاً.
مسؤولة قسم الصحة العامة في دائرة صحة محافظة بابل، رفعت عباس عبود، أكدت من جهتها، أن "الفحص الخاص بتشخيص المرض متوفر في المؤسسات الصحية، وهو معزز بالفحص التوكيدي في مختبر الصحة المركزي ببغداد"، مشيرة إلى "اعتماد الدائرة خطة لمعالجة الإسهال الوبائي باتباع البروتوكول العلاجي الذي يمكن من تحقيق نسب شفاء تفوق 80 بالمائة للمصابين به".
وأوضحت أنه تمت "تهيئة الردهات العلاجية والأدوية والمستلزمات الطبية، فضلا عن قيام الفرق الصحية بزيارات وجولات ميدانية للمناطق السكنية، لتنفيذ خطة العمل الخاصة بالتحري المبكر عن الكوليرا"، مشددة على "أهمية دور الرقابة الصحية في متابعة الأسواق المحلية وتوجيه أصحاب المطاعم والكافتريات بمنع تقديم الخضروات، واعتماد المياه المعبأة ذات الاستخدام الواحد".
وسجّلت صحة محافظة السليمانية، بإقليم كردستان العراق، مئات من حالات الإسهال.
وقال مدير صحة المحافظة، صباح هورامي، في بيان، أمس الأربعاء، إنه "تم تسجيل 482 مصاباً بالإسهال والتقيؤ في مركز مدينة السليمانية فقط، أُدخلوا المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية"، مؤكدا أن "أغلب المصابين غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاج اللازم".
ويؤدي الكوليرا الذي غالبا ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، إلى الإصابة بإسهال وتقيؤ، ويظهر عادة في المناطق السكنية التي تعاني شحّاً في مياه الشرب، أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي.
ويصيب المرض سنوياً ما بين 1.3 مليون إلى 4 ملايين شخص حول العالم، ويؤدي إلى وفاة ما بين 21 ألفا و143 ألف شخص سنوياً.