غطّت العاصفة الترابية، فجر اليوم الإثنين، سماء العراق، بعد أن بدأت ليل أمس أولى موجات الغبار في حدود البلاد الغربية، وسط حالة من الاستنفار الصحي والخدمي، فيما حُبس العراقيون داخل منازلهم على أثر ذلك.
وبدت شوارع العاصمة بغداد، وأغلب المحافظات العراقية، شبه خالية من أي حركة، بعد أن أقدمت الحكومة على تعطيل الدوام الرسمي، وإطلاق تحذيرات للمواطنين لعدم الخروج من منازلهم.
العاصفة الترابية تعدم الرؤية في محافظة #كربلاء pic.twitter.com/iHILnxVass
— قناة الرشيد الفضائية (@alrasheedmedia) May 23, 2022
وقال مدير إعلام الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية عامر الجابري إن "التحديثات الأخيرة للهيئة بينت أن العاصفة الترابية اشتدت فجراً وفي الصباح الباكر، لتصل سرعتها إلى 40 كيلومتراً في مناطق الوسط بضمنها العاصمة بغداد"، مؤكدا، في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، أن "العاصفة ستزول يوم الثلاثاء تدريجياً، مع بقاء الغبار عالقا في المنطقة الوسطى والشمالية، وتستمر إلى يوم الأربعاء في المناطق الجنوبية".
وأضاف أن "هذه العاصفة مشابهة للعواصف التي سبقتها في الأسابيع الماضية".
بدورها، أعلنت إدارة مطار بغداد الدولي إغلاق الأجواء وإيقاف الحركة الجوية في المطار، اليوم الإثنين، وذكرت في بيان أن "مدى الرؤية انحسر إلى 400 متر فقط بسبب العواصف الترابية، وأن إدارة المطار أغلقت الأجواء وأوقفت الحركة الجوية في المطار لهذا اليوم"، مضيفة أنه "سيتم إعلام المسافرين بطبيعة أي مستجدات طارئة للظروف الجوية التي تتأثر فيها البلاد".
ووضعت مديرية الدفاع المدني خطة لمواجهة أي طارئ خلال العاصفة الترابية، وقال مدير إعلام الدفاع المدني العميد جودت عبد الرحمن، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، إن "مديرية الدفاع المدني لديها تعاون مع هيئة الأنواء الجوية، حيث تتلقى الإشعارات عن حالة الطقس في البلاد بشكل دائم، وقد رفعت المديرية من جاهزيتها في بغداد والمحافظات، واعتمدت على إجراءات سابقة بنشر إسعافات الدفاع وعجلات الإنقاذ الصغيرة والفرق الجوالة (المنعشين) في الأماكن العامة والساحات المزدحمة، حتى تستطيع تقديم الإسعافات للمواطنين ونقل الحالات المستعصية".
وأكد "استعداد المديرية لتلقي النداءات من المواطنين المحتاجين للمساعدة"، لافتا إلى أن "هناك جاهزية لتقديم جميع الخدمات في بغداد والمحافظات".
وكانت وزارة الصحة قد استنفرت كوادرها استعدادا للتعامل مع الحالات المرضية الناجمة عن موجة الغبار، وأكدت أن الكوادر الصحية على استعداد تام على مدار 24 ساعة لاستقبال الحالات الطارئة".
وعلى الرغم من استنفار وزارة الكهرباء كوادرها لمواجهة العاصفة، فإن التيار الكهربائي شهد انقطاعات مستمرة في جميع المحافظات، ومنها العاصمة بغداد، وقال المواطن أبو خالد البياتي (60 عاماً)، وهو من أهالي العاصمة بغداد، إنه "رغم شدة العاصفة التي أجبرتنا على عدم الخروج من المنازل، فإن وزارة الكهرباء استمرت بقطع التيار الكهربائي عن مناطقنا وعلى فترات".
وأكد البياتي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "على الوزارة أن تراعي هذا الظرف الطارئ، فلا يمكن البقاء في المنزل وسط العاصفة الترابية مع عدم وجود التيار الكهربائي".
ومنذ بداية حلول فصل الصيف، تشهد المحافظات العراقية موجات متتابعة من العواصف الترابية، تتركز في محافظات الأنبار ونينوى وأجزاء من محافظات إقليم كردستان، فضلا عن محافظات صلاح الدين وكركوك وبغداد وعدد من المحافظات الجنوبية، وقد تسببت بتسجيل وفيات ومئات من حالات الاختناق.
وكانت وزارة البيئة العراقية قد عبّرت عن قلقها من جراء التأثيرات السلبية لاستمرار العواصف الترابية في عدد من محافظات البلاد، مطالبة بمعالجات تحد منها، وسط تأكيدات بوجود عقبات كثيرة مالية وأمنية، وأخرى تتعلق بشح المياه، تحول دون إمكانية توسيع الغطاء النباتي والأحزمة الخضراء في البلاد.