وصلت العاصفة المدارية نالغي التي تهدد العاصمة مانيلا، السبت، إلى الفيليبين بعدما سبقتها فيضانات وانزلاقات تربة خلّفت 45 قتيلاً على الأقل، وفقاً لأرقام رسمية جديدة.
تجتاح العاصفة نالغي جزيرة لوزون الرئيسية في الفيليبين، السبت، مصحوبة برياح تبلغ سرعتها 95 كيلومتراً في الساعة منذ وصولها بعد الفجر إلى اليابسة.
TROPICAL CYCLONE BULLETIN NO. 18
— PAGASA-DOST (@dost_pagasa) October 29, 2022
Severe Tropical Storm #PaengPH (NALGAE)
Issued at 2:00 PM, 29 October 2022
Next bulletin at 5:00 PM today
“PAENG” BEGINS TO MOVE WEST NORTHWESTWARD AND IS ABOUT TO MAKE LANDFALL IN THE VICINITY OF SAN JUAN, BATANGAShttps://t.co/yMDSd1Bjwc pic.twitter.com/xT05QX4BX5
لكن الدمار بدأ قبل وقت طويل من وصول العاصفة إلى البر. فقد غمرت أمطار غزيرة مناطق ريفية في جنوب جزيرة مينداناو، الخميس، أعقبتها انزلاقات تربة وفيضانات قاتلة الجمعة.
وعدلت الحكومة الحصيلة الرسمية لضحايا العاصفة بعد الظهر من 72 إلى 45 قتيلاً. وأقرّ مسؤولو الدفاع المدني بأن عناصر فرق الإنقاذ الذين أرسلوا إلى جنوب البلاد الذي غمرته الفيضانات الجمعة أخطأوا في إحصاء العدد، إذ تم احتساب بعض الضحايا مرّتين.
WATCH: #BNNPhilippines Reports.
— Gurbaksh Singh Chahal (@gchahal) October 29, 2022
Philippines disaster agency reduced its death toll to 45 from 72 caused by Tropical Storm Nalgae after checking reports from ground staff, including rescue workers searching for 18 missing persons. #Philippines #Environment pic.twitter.com/IsUirUu07v
وقال مسؤول الدفاع المدني في المنطقة الجنوبية، نجيب سيناريمبو، لوكالة "فرانس برس": "عندما تثبّتنا من التقارير عند الساعة السادسة صباحاً اليوم، أدركنا وجود 40 قتيلاً فقط و31 جريحاً و15 مفقوداً".
بدوره، أكد قائد جهاز الدفاع المدني الوطني، رافايليتو أليخاندرو، انخفاض الحصيلة والعثور على القتلى في موقع الكارثة في منطقة مينداناو (جنوب)، وقال إن خمسة أشخاص آخرين قضوا نحبهم في مناطق أخرى في أنحاء البلاد.
انتقد الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس مسؤولي الدفاع المدني والمسؤولين المحليين السبت، وقال عبر التلفزيون "من المهم أن ننظر إلى الوراء ونرى لماذا حدث هذا. لماذا لم نتمكن من إجلائهم؟ لماذا عدد الضحايا مرتفع جداً؟".
في السنوات الأخيرة، كانت الفيضانات المفاجئة المحملة بالطين والحطام المنحدرة من سفوح جبال أزيلت منها معظم غاباتها، من بين أكبر الأخطار التي تشكلها الأعاصير في الفيليبين.
ويركّز عمال الإنقاذ على قرية كوسوغ التي يسكنها ما بين 80 و100 شخص والتي دفنت بعد انهيار جزء من جبل أجرد في مكان قريب.
وأوضح سيناريمبو لوكالة "فرانس برس" "ركّزنا أمس على عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث... استأنفنا عملنا اليوم، لكن عمليتنا تقوم على انتشال الجثث لأن القرية دُفنت تحت الصخور والطين"، من دون أن يحدد عدد الذين يُخشى أنهم قتلوا.
ثلاجة... قارب إنقاذ
كما تسبّبت العاصفة بفيضانات في مناطق أخرى من البلاد.
وأظهرت صور نشرها خفر السواحل رجال إنقاذ يستخدمون ثلاجة قديمة كقارب لسحب أطفال من حيّ غمرته المياه في جزيرة ليتي (وسط).
وأفادت خدمة الأرصاد الجوية الحكومية أن عين العاصفة نالغي مرت في جزيرة ماريندوكي الصغيرة منتصف الصباح وقد تصل إلى مانيلا، المدينة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 13 مليون شخص، في وقت لاحق السبت.
يُتوقع حدوث فيضانات وانزلاقات تربة ناجمة عن الأمطار الغزيرة، فيما هناك خطر ضئيل إلى متوسط لحدوث عواصف
وأضافت أنه يُتوقع حدوث فيضانات وانزلاقات تربة ناجمة عن الأمطار الغزيرة، فيما هناك "خطر ضئيل إلى متوسط لحدوث عواصف" أو أمواج عاتية تضرب المناطق الساحلية.
وقال أليخاندرو "استناداً إلى توقعاتنا، هذه العاصفة قوية للغاية، لذلك استعددنا لها جيداً"، مضيفاً أنه تم وضع خمسة آلاف عنصر إنقاذ في حالة تأهب.
وطلب من السكان الذين كانوا في طريق العاصفة البقاء في منازلهم قبل انتقال العاصفة إلى بحر الصين الجنوبي في وقت مبكر الأحد.
وأوضح "إذا لم يكن ضرورياً أو مهماً، فعلينا تجنب الخروج اليوم لأنه سيكون خطيراً وقد يلحق بكم الأذى".
وقال مكتب الدفاع المدني إنه تم إجلاء أكثر من سبعة آلاف شخص قبل وصول العاصفة إلى اليابسة.
كذلك، علّق خفر السواحل خدمات العبارات في معظم أنحاء الأرخبيل بسبب أمواج البحر العاتية، ما أدى إلى تقطع السبل بمئات السفن وآلاف الركاب في الموانئ.
في غضون ذلك، قالت هيئة الطيران المدني إنها ألغت أكثر من 100 رحلة جوية حتى الآن.
ويضرب 20 إعصاراً وعاصفة بالمعدل الفيليبين كل عام، ما يؤدي إلى مقتل مئات الأشخاص وتدمير مزارع ومنازل وطرق وجسور، علماً أن جنوب البلاد نادراً ما يكون عرضة لهذا النوع من الكوارث.
ويحذّر العلماء من أن العواصف باتت أكثر شدة في وقت ترتفع درجات حرارة العالم نتيجة التغيّر المناخي.
(فرانس برس)