- العملية العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن دمار هائل في مجمع الشفاء الطبي، مع توجيه اتهامات بـ"حرب الإبادة الجماعية" من قبل المكتب الإعلامي الحكومي، محملاً المسؤولية لإسرائيل والإدارة الأميركية والمجتمع الدولي.
- حماس تطالب بتدخل دولي عاجل وفتح تحقيق مستقل في الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة بحق المدنيين والطواقم الطبية، داعيةً لمحاسبة المسؤولين عبر محكمة الجنايات الدولية.
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، عثور الطواقم الطبية على مقبرة جماعية ثالثة في مجمع الشفاء الطبي الذي دمّرته قوات الاحتلال في مدينة غزة شمالي القطاع المعزول عن الوسط والجنوب، وذلك في إطار الحرب الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين في القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقال المكتب إنّ 49 جثّة انتُشلت منها، مضيفاً: "الطواقم الحكومية لم تنتهِ بعد من عمليات الانتشال، ونتوقّع العثور على عشرات الجثامين الجديدة".
ومطلع إبريل/نيسان الماضي، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مجمع الشفاء الطبي بعد عملية عسكرية استمرّت أسبوعَين، مخلّفاً دماراً هائلاً وعدداً كبيراً من الجثث، علماً أنّه سبق أن اقتحم هذا المستشفى الذي يُعَدّ أكبر وأبرز مستشفيات قطاع غزة في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد حصاره لمدّة أسبوع، وقد دمّر آنذاك ساحاته وأجزاءً من مبانيه ومعدّات طبية ومولّد كهرباء.
مقبرة جماعية جديدة في غزة
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في بيان، بأنّ عدد المقابر الجماعية التي عُثر عليها في مستشفيات القطاع منذ بداية الحرب الإسرائيلية ارتفع إلى سبع مقابر جماعية. وشرح أنّهم عثروا على مقبرة في مستشفى كمال عدوان في مدينة بيت لاهيا (شمال)، وثلاث مقابر في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، وثلاث أخرى في مجمع ناصر الطبي في خانيونس (جنوب). وتابع أنّ الطواقم الطبية انتشلت إجمالاً جثث 520 شهيداً من المقابر السبع، حتى اليوم الأربعاء.
والمقابر الجماعية، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي، تأتي "في إطار حرب الإبادة الجماعية والجريمة التاريخية التي ارتكبها جيش الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي وأعدم في خلالها قرابة 400 شهيد"، مضيفاً أنّ من بين الجثث عدداً كبيراً يعود إلى أفراد طواقم طبية وتمريضية وإدارية كانت تعمل في مجمع الشفاء الطبي، في حين أنّ مئات الجرحى والمرضى والنازحين أُعدموا، إلى جانب مئات المفقودين والمعتقلين. وقد حمّل المكتب الإعلامي الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي وإسرائيل "كامل المسؤولية عن هذه المقابر الجماعية وهذا العدوان السافر بحقّ الإنسانية".
ودعا المكتب الإعلامي الحقوقي في قطاع غزة دول العالم إلى "الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية والحرب ضدّ القطاع الصحي وضدّ المستشفيات"، مطالباً بفتح تحقيق دولي مستقل في الجرائم ضدّ الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال ضدّ الطواقم الطبية والجرحى والمرضى والنازحين وضدّ المدنيين عموماً.
في سياق متصل، أصدرت حركة حماس تصريحاً صحافياً، أفادت فيه بأنّ "إعلان وزارة الصحة في قطاع غزة عن اكتشاف سبع مقابر جماعية داخل مستشفيات قطاع غزة حتى الآن، آخرها الإعلان اليوم عن اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، الثالثة في المستشفى نفسه، هو دليل جديد على الوحشية التي اقترفها جيش الاحتلال المجرم في عدوانه الممنهج على شعبنا وعلى القطاع الطبي بهدف تدمير مقوّمات الحياة لتحقيق مخطط الإبادة والتهجير الذي يسعى إليه الاحتلال الصهيوني النازي".
وشدّدت حركة حماس على أنّ "توالي اكتشاف هذه المقابر الجماعية في المستشفيات والتي انتشلت الطواقم الطبية منها جثامين 520 شهيداً حتى الآن، يستدعي من المجتمع الدولي والأمم المتحدة اتخاذ كلّ الإجراءات التي توقف هذا العدوان الوحشي على شعبنا والذي فاقت فظاعته حدود التصوّر الآدمي (البشري)". وأكملت: "نطالب الهيئات الحقوقية الدولية وكلّ المؤسسات المعنية بتوثيق هذه الجرائم، ورفعها إلى محكمة الجنايات الدولية وغيرها من المحاكم المختصة لمحاسبة هذا الكيان المارق وقادته المجرمين".
(الأناضول، العربي الجديد)