استمع إلى الملخص
- **تفاقم الأوضاع الإنسانية في المخيمات:** نقص التمويل تسبب بعجز بنسبة 95% في برنامج الأغذية العالمي، مما دفع آلاف الأسر إلى تقليل عدد الوجبات اليومية وزيادة ساعات العمل، بما في ذلك تشغيل الأطفال.
- **معاناة النازحين ودعوات لتقديم الدعم:** توقف المساعدات الإنسانية عن مخيمات شمال غرب سورية أدى إلى معاناة كبيرة بين النازحين، حيث يعتمد الكثيرون على هذه المساعدات كمصدر رئيسي للغذاء، مما دفع الوكالات الإنسانية لمناشدة الدول المانحة لتقديم الدعم.
تعاني برامج الاستجابة الإنسانية في سورية منذ بداية العام الحالي من أزمة حادة في التمويل، مع معدلات عجز غير مسبوقة، الأمر الذي أدى إلى تخفيضات في الأمن الغذائي من برنامج الأغذية العالمي. وهذا يضع العائلات السورية، خاصة الأشد فقراً والتي تحتاج إلى المساعدات الإنسانية، تحت تهديد الجوع، لا سيما في مخيمات شمال غرب سورية.
وتشير خدمة التتبع المالي في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيانات اليوم الثلاثاء، إلى عجز في تلبية متطلبات القطاعات الإنسانية بلغ 77.9%. بينما بلغ العجز في المتطلبات العام الماضي 60%، وقارب العجز خلال عامي 2021 و2022 50%، مما يظهر فجوة كبيرة في تلبية المتطلبات في الوقت الحالي.
بدوره، أوضح فريق "منسقو استجابة سورية" في بيان صدر اليوم، أن عمليات التخفيض من برنامج الأغذية العالمي منذ بداية العام الحالي نتيجة نقص التمويل تسببت بعجز في البرنامج بنسبة 95%، وهو ما تسبب "بانزلاق آلاف الأسر إلى ما دون حدود الجوع، مما دفع الكثيرين إلى تخفيض عدد الوجبات اليومية وزيادة عدد ساعات العمل وتشغيل المزيد من أفراد الأسرة، خاصة الأطفال لتغطية النقص في الاحتياجات اليومية لتلك العائلات"، وفق البيان.
ولفت البيان، إلى أن الأمم المتحدة لم تكن قادرة على تأمين التزامات المانحين الفعلية التي تعهدوا بها سابقاً خلال مؤتمراتهم، مستبعداً قدرتها على تأمين تلك الالتزامات في الفترات القادمة بسبب عدم التزام المانحين بتعهداتهم، والاقتصار على التصريحات فقط ضمن المؤتمرات، وهو يفتح باباً أمام السوريين في مواجهة الجوع.
وأوضح أن الأرقام المعلنة من مكتب الشؤون الإنسانية (أوتشا) تشمل كل الأراضي السورية. وأضاف "بالانتقال إلى مناطق شمال غرب سورية نلاحظ وجود عجز أكبر في عمليات الاستجابة الإنسانية، الأمر الذي يظهر النتائج الكارثية المتوقعة على المدنيين عموماً والنازحين في المخيمات خصوصاً".
وأشار الفريق إلى وجود مخاوف من استمرار العجز في تمويل العمليات الإنسانية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانيها السكان شمال غرب سورية، مطالباً الوكالات الدولية ببذل المزيد من الجهود من خلال تقديم الدعم اللازم للنازحين في المخيمات، داعياً المنظمات الإنسانية إلى توفير الحماية والدعم أولوية للفئات الأكثر ضعفاً، بمن فيهم كبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة والنساء والأطفال.
ولم يكن توقف المساعدات عن مخيم مورك الصمود شمال بلدة دير حسان في الحسبان لدى منيرة بالوش، التي كانت تعتمد على ما تحصل عليه شهرياً من منظمة iwd الإغاثية، والذي كان يسد الجزء الأكبر من احتياجات أبنائها الخمسة من المواد الغذائية الأساسية كالسكر والأرز والزيت النباتي والطحين، غير أن توقفها جعلهم في مواجهة الجوع والعوز.
تقول منيرة لـ"العربي الجديد": إن توقف المساعدات عن المخيم وضعها في مأزق كبير، خاصة أنها تفتقر إلى المعيل بعد وفاة زوجها بقصف سابق على مدينتها خان شيخون، وتعتمد على المساعدات اعتماداً كلياً لعدم وجود مصدر دخل آخر، سوى كفالة لأحد أبنائها لم تعد تسد رمقهم.
من جانبه، قال حسان الحجي، النازح المقيم في مخيم مهين الواقع شمال بلدة دير حسان أيضاً، لـ"العربي الجديد": إن توقف المساعدات الإنسانية عن المخيم جعلهم يتخبطون بين زيادة الاحتياجات وقلة المردود المادي، حيث يعمل في أحد المحلات التجارية بأجر زهيد لا يتجاوز 100 ليرة تركية، وهي تكاد لا تكفي ثمن الخبز لعائلته المؤلفة من زوجته وستة أبناء، اثنان منهما من ذوي الاحتياجات الخاصة. ويناشد المعنيين والمنظمات الإنسانية بإعادة النظر في أهمية تلك المساعدات وإعادة تفعيلها من جديد كونها تشكل شريان الحياة للكثيرين ممن ضاقت بهم سبل الحياة.
وبلغ عدد سكان المخيمات شمال غرب سورية 2,027,656 شخصاً، موزعين على 1,904 مخيمات في المنطقة وفق إحصائيات فريق "منسقو استجابة سورية" المتخصص في الإحصاء وتقييم الأوضاع الإنسانية.
وكانت منظمة الاستجابة الإنسانية في شمال غرب سورية، أكدت في بيان لها قبل أيام، أن الوكالات التابعة للأمم المتحدة تستمر بالمناصرة لتسليط الضوء على الوضع الإنساني واحتياجات النازحين في المنطقة بهدف إيصال صوتهم إلى الدول المانحة وصناع القرار.