العراق: ألف أسرة نازحة تعرقل جهود إغلاق مخيم "الجدعة"

10 يناير 2022
أكثر من مليون عراقي ما زالوا في حالة نزوح (Getty)
+ الخط -

على الرغم من محاولات السلطات العراقية المتكررة لإغلاق مخيم "الجدعة" في محافظة نينوى شمالي البلاد، والذي يعدّ آخر المخيمات الواقعة خارج حدود إقليم كردستان، ويضم أسراً عراقية عادت إلى العراق من مخيم الهول في سورية خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن هذه المحاولات تصطدم بوجود أكثر من ألف أسرة نازحة في المخيم ترفض العودة الطوعية إلى مناطقها. 

وقال معاون مدير دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة نينوى، عازم حازم داود، إنّ إغلاق مخيم "الجدعة" من الملفات التي تعمل عليها وزارة الهجرة من خلال التنسيق مع مستشارية الأمن الوطني، مشيرا في حديث لصحيفة "الصباح" الرسمية إلى وجود جهود لإقناع النازحين بالعودة الطوعية إلى منازلهم. 

وجود جهود لإقناع النازحين بالعودة الطوعية إلى منازلهم

ولفت إلى أن عدد الأسر الموجودة حاليا في مخيم الجدعة هو 1060 من أصل 40 ألف أسرة كانت تسكن 14 مخيما في نينوى، موضحا أن العمل متواصل لإعادة جميع النازحين. 

وبيّن أن وزارة الهجرة بدأت في إعداد برامج خاصة بعودة الأسر في المخيم بالتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية وديوان الوقف "السني"، كما تم التنسيق مع جهات أخرى لتقديم الدعم لهذه الأسر من أجل عودتها طوعا"، مؤكدا أن "البرامج شملت التأهيل النفسي والدعم المادي". 

ومضى بالقول إنّ "البرامج شملت أيضا تسجيل النازحين في إحصائية الأسر المستهدفة ببرامج المشاريع المدرة للدخل التي ستوفر لهم فرص عمل بمشاريعهم الصغيرة بعد العودة، إضافة إلى تأسيس مركز للتأهيل النفسي للأسر العائدة من سورية من مخيم الهول متجهة إلى مخيم الجدعة".  

وكانت الحكومة العراقية قد قامت في مايو/ أيار من العام الماضي، بنقل أسر عراقية من مخيم الهول السوري إلى مخيم "الجدعة" في محافظة نينوى. وأكدت الحكومة والسلطات الأمنية وقتها، أنها دقّقت أسماء من تم نقلهم، وليس لديهم أي مشاكل متعلقة بالإرهاب، كما أنهم غير مطلوبين للقضاء، إلا أن ذلك لم يقنع بعض القوى والفصائل المسلحة، والتي ظلت تحرض على رفض إكمال عمليات النقل ووصفت العائدين والمنتظر إعادتهم بأنهم "قنابل موقوتة". 

وقال عضو البرلمان السابق عن محافظة نينوى شيروان الدوبرداني، في تصريحات صحافية الأسبوع الماضي، إن دفعة جديدة من أسر "داعش" ستصل إلى مخيم "الجدعة" قريبا. وعلقت وزارة الهجرة على ذلك بالقول: "إنها لم تحدد أي موعد جديد لوصول دفعات أخرى إلى مخيم الجدعة". 

ضابط في قيادة شرطة محافظة نينوى قال لـ "العربي الجديد"، إن معلومات جميع النازحين الذين دخلوا مخيم الجدعة سليمة، مؤكدا أن القوات الأمنية تقوم باستلام دفعات العائدين من الحدود مع سورية حتى وصولهم إلى المخيم. 

وتابع: "لا ينتهي الأمر عند ذلك بل تبقى عناصر الأمن تراقب حركة النازحين في داخل المخيم تجنبا لحدوث أي مشاكل". 

وبحسب تقرير لمنظمة الهجرة الدولية صدر نهاية الشهر الماضي، فإن سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على مساحات واسعة من الأراضي العراقية شمالي وغربي البلاد عام 2014 تسبب بنزوح نحو 6 ملايين عراقي داخل البلاد عاد أغلبهم إلى المناطق التي حررت من سيطرة التنظيم في 2017. 

ولفت التقرير، إلى أن أكثر من مليون عراقي ما زالوا في حالة نزوح، من بينهم 100 ألف يعيشون في مناطق شبه معزولة لم يتم دمجها بالمجتمعات المحيطة. 

 

المساهمون