أعلنت السلطات الأمنية العراقية، اليوم الإثنين، عن إحباط عمليات تهريب قطع أثرية ومخطوطات نادرة في ثلاث محافظات، من بينها العاصمة بغداد، مؤكدة القبض على 6 متاجرين حاولوا تنفيذ تلك العمليات.
ونهبت عشرات الآلاف من القطع الأثرية العراقية خلال عقود من الحرب وعدم الاستقرار في البلاد، معظمها منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003. وكانت الحكومة العراقية تسترد ببطء الآثار المنهوبة منذ ذلك الحين.
ووفقاً لبيان لجهاز الأمن الوطني في العراق، فإنّ "قوة أمنية تمكنت من الإيقاع بشخصين يعملان في تجارة الآثار، الأول في جانب الرصافة (ببغداد) وبحوزته خمس قطع أثرية على شكل تماثيل فرعونية، والثاني في جانب الكرخ بحوزته قطعة ذهبية نادرة"، مؤكدا أن "الاعتقال تم بعد توافر معلومات استخبارية عن تحركاتهما المشبوهة، واستحصال الموافقات القضائية، وتم نصب كمين محكم لهما أسفر عن إلقاء القبض عليهما بالجرم المشهود".
كما تمكّنت قوات أمنية، بحسب البيان ذاته، في محافظة المثنى جنوبي البلاد، من إلقاء القبض على متهمين اثنين آخرين، كانا يقومان بتهريب الآثار، وضبطت بحوزتهما مخطوطتان نادرتان للتوراة والإنجيل، مذهبتان ومرصعتان بالأحجار الكريمة، مشيرا إلى أن قوة أمنية تمكنت أيضاً من إلقاء القبض على متهمين اثنين في محافظة البصرة، وبحوزتهما مخطوطة أثرية قديمة مكتوبة بالذهب الخالص.
وأضاف البيان أنه "تمت مصادرة جميع القطع الأثرية، فضلاً عن الأسلحة التي ضبطت مع المتهمين، وتمت إحالتهم جميعاً مع المضبوطات إلى الجهات القضائية المختصة لينالوا جزاءهم العادل".
وتعرضت المواقع الأثرية في عموم العراق لتدمير وسرقة وإهمال كبير خلال الحروب التي مرت بالبلاد خلال السنوات الماضية، وخصوصاً بعد العام 2003، وسرقت من متحف بغداد وحده نحو 15 ألف قطعة أثرية، و32 ألف قطعة من 12 ألف موقع أثري بعد الغزو الأميركي.
ودمّر تنظيم "داعش"، الذي سيطر على ثلث مساحة البلاد في يونيو/ حزيران عام 2014، الكثير من المواقع الأثرية، غالبيتها شماليّ العراق. ويقول خبراء الآثار إن المقاتلين دمروا قطع الآثار الكبيرة وسرقوا القطع الصغيرة للاتجار بها.
ويعمل العراق جاهداً لاستعادة الآلاف من القطع الأثرية بالتنسيق بين وزارة الثقافة ووزارة الخارجية.