أطاحت قوات الأمن العراقية، بالعديد من عصابات تجارة المخدرات خلال الفترة الأخيرة، ضمن حملة مُكثّفة تُنفذ بشكل متسارع في عموم محافظات البلاد، مؤكدة اعتماد الكمائن المتنقلة ضمن خطط الإطاحة بتلك العصابات.
وتعد آفة المخدرات من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع العراقي، لاسيما وأن تجارتها قد اتسعت خلال الفترة الأخيرة بشكل خطير، وأصبح العراق ممرا لها من إيران باتجاه عدد من الدول العربية.
إطاحة نحو 20 خلية تتاجر بالمخدرات
وخلال الأيام الأخيرة، صعّدت القوات العراقية حملات ملاحقة خلايا المتاجرة بالمخدرات، وأطاحت عدداً منها.
ووفقاً لمسؤول أمني عراقي، فإن الأسابيع الأخيرة شهدت إطاحة نحو 20 خلية تتاجر بالمخدرات، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "القوات العراقية وضعت استراتيجية لملاحقة تلك الخلايا في عموم المحافظات، كثّفت خلالها عمليات الملاحقة استخبارياً وميدانياً، فضلاً عن تنفيذ حواجز أمنية متنقلة لإطاحتها، استناداً إلى المعلومات المتوفرة عن تحركاتها".
وأشار إلى أن "تلك العمليات المتسارعة أطاحت نحو 20 خلية خلال الأسابيع الأخيرة، أغلبها في العاصمة بغداد"، مبيناً أن "عناصرها تمت إحالتهم إلى التحقيق، وأن التحقيقات معهم كشفت معلومات مهمة ستسهم في إطاحة خلايا أخرى".
وأكد أن "استراتيجية ملاحقة تلك الخلايا ستستمر، من دون توقف، وأن الجهات العليا تواصل دعمها".
ونقلت صحيفة "الصباح" المحلية الرسمية، اليوم الأحد، بياناً لوزارة الداخلية، أكد أن "قوات الشرطة نفّذت ممارسات أمنية بنصب حواجز مفاجئة ضمن منطقتي شارع أبو نؤاس والبتاوين في بغداد، تمكنت خلالها من إلقاء القبض على اثنين من المتاجرين بالمخدرات، ضبطت بحوزتهما 189 غراماً من المواد المخدرة مختلفة الأنواع، و13 أداة تعاط متنوعة، ومسدسين"، مبيناً أن "المعتقلين أحيلا مع المواد المضبوطة إلى الجهات المختصة لإكمال الإجراءات القانونية اللازمة بحقهما".
نساء ضمن عصابات المتاجرة بالمخدرات
يجرى ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية أمس الأول إطاحة عصابة تضم 4 نساء يتاجرن بالمخدرات في بغداد، خلال عملية دهم نفذتها بمنطقة الكرادة وسط العاصمة، مؤكدة أنها ضبطت بحوزة العصابة 12 غراماً من مادة الكريستال، ومادة الحشيشة، مضيفة أنه استناداً إلى اعترافات النساء تم نصب كمائن مفاجئة ضمن المنطقة وإلقاء القبض عليهم بالجرم المشهود وضبط بحوزتهم 45 غراماً من مادة الكريستال المخدرة.
المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء خالد المحنا أكد أنّ "الوزارة أجرت دراسة حددت أهم التهديدات التي تواجه المجتمع العراقي، وكانت الجريمة المنظمة شاخصة ولها تهديد خطير جداً ومنها تجارة المخدرات"، مؤكداً في تصريح لقناة العراقية الإخبارية أنه "وفقاً للدراسة انطلقت الواجبات واستمرت وتمكنت الأجهزة من خلالها من إطاحة كبار هذه العصابات".
وأضاف أن "التحركات ضد تلك العصابات تتم استناداً إلى المعلومات التي ترد إلى الأجهزة الأمنية وخاصة الأجهزة المتخصصة كمديرية مكافحة المخدرات وغيرها، وتتم الاستعانة بالقوة الماسكة للأرض وهي في بعض الأحيان تكون من الجيش أو الشرطة الاتحادية أو أي قوة أخرى، حيث يتم التنسيق معها وينفذ الواجب".
وفي السنوات الأخيرة، صار العراق من بين البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بشكل واسع، والتي تُهرَّب عبر الحدود من إيران، وأخيراً سورية. وفي الأشهر الماضية، نفّذت القوات العراقية حملات واسعة ومتلاحقة ضد عصابات وتجار المخدرات في البلاد، أدّت إلى اعتقال عشرات من التجار والمتعاطين. كذلك، أسهمت في محاصرة شبكات توريد المخدرات بشكل كبير.