أكّدت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي تقديم اقتراح لتشكيل قيادة أمنية لمكافحة المخدرات في البلاد، لمواجهة التزايد في عمليات تداولها والمتاجرة بها في العراق، بينما أوضح مجلس القضاء الأعلى أنه أصدر المئات من مذكرات القبض بحق متورّطين بجرائم مخدرات.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان بدر الزيادي إنّ اللجنة قدمت مقترحاً لتشكيل قيادة خاصة لمكافحة المخدرات، موضحاً في حديث لوكالة الأنباء العراقية "واع" أنّ هذه اللجنة ستتولى ملاحقة المتاجرين بالمخدرات ومن يدعمهم، وإحالتهم إلى القضاء.
وشدّد على ضرورة تبني أفكار جديدة تسهم في محاربة هذه الظاهرة ومنع استفحالها بطرق حديثة، مشيراً إلى أنّ "المخدرات أشدّ على المواطنين من الإرهاب".
ولفت الزيادي إلى أنّ المخدرات "تأتي من خارج الحدود، ولا تُصنع داخل العراق، لذلك على الأجهزة الأمنية العمل بجد لمكافحتها"، مؤكداً وجود تواطؤ من بعض المنتسبين إلى القوات الأمنية في هذا المجال.
وتابع: "لذلك يجب أن يكون هناك دور كبير لقيادات الأجهزة الأمنية في متابعة هؤلاء"، وأضاف: "ليس من المعقول أن تأتي المخدرات من خارج الحدود لتصل إلى العاصمة بغداد، من دون وجود من يسهل لهم الطريق".
وفي السياق، أكّد رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان إصدار المئات من مذكرات القبض بحق المتورطين بجرائم متعلقة بالمخدرات.
وأوضح في حديث لعدد من ممثّلي وسائل الإعلام في بغداد، الجمعة، أنّ الأجهزة الأمنية مطالبة بتنفيذ مذكرات القبض، مبيناً أنّ تجارة المخدرات خطيرة ومؤثرة ولها انعكاسات تربوية سيئة على المجتمع.
ووفقاً لتصريحات سابقة لسياسيين وضباط عراقيين، فإنّ أغلب المواد المخدرة التي يجرى تداولها في العراق تأتي من خارج البلاد، وخصوصاً من إيران التي تمتلك عدة منافذ حدودية مع العراق.
وأكّد ضابط في قيادة شرطة البصرة لـ"العربي الجديد" أنّ المحافظة أصبحت مرتعاً لتجّار المخدرات الذين يقومون بإدخالها من إيران بطرق مختلفة، من بينها التهريب، والتواطؤ من قبل بعض الموظفين وعناصر الأمن، وأوضح أنّ قوات الأمن في المحافظة تبذل جهوداً كبيرة للحدّ من هذه الظاهرة الخطيرة.
ولفت إلى أنّ شرطة المحافظة تقوم بعمليات مداهمة متكرّرة لمخابئ ومخازن تجّار ومروّجي المخدرات، مستدركاً "إلاّ أنّ ذلك لم ينهِ تداولها بسبب استمرار عمليات تدفقها من الخارج".
وشهد العراق، الشهر الماضي، حملة لمكافحة المخدرات شملت معظم المحافظات في البلاد، لا سيّما المحافظات الجنوبية، التي تُعَدّ مركزاً وممراً خطراً لها، تمكنت من خلالها من الإطاحة بعدد من المتورّطين بالاتّجار في المخدرات.