أفاد مسؤول عراقي في العاصمة بغداد "العربي الجديد"، اليوم الأحد، بأنّه من "المقرّر إعادة نحو 150 عائلة عراقية من مخيّم الهول في الشمال السوري إلى البلاد، في خلال هذا الأسبوع، من ضمن برنامج الحكومة استعادة العراقيين الموجودين في المخيّم، وإخضاعهم لبرامج تأهيل نفسي واجتماعي في مخيّمات مخصّصة لهذا الغرض في محافظة نينوى" شمالي البلاد.
ويأتي الإعلان بعد توقّف عملية نقل العائلات من المخيّم لأشهر عدّة، بالتزامن مع تشكيل الحكومة الجديدة في العراق برئاسة محمد شياع السوداني في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأوضح المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ "عملية نقل العائلات برّاً عبر محافظة نينوى اكتملت، ومن المقرّر أن تصل إلى مخيّم الجدعة الواقع إلى جنوب مدينة الموصل (شمال) هذا الأسبوع، ليخضع أفرادها للتأهيل بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، قبل إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية".
وأضاف أنّ "العائلات جميعها تتكوّن من أطفال ونساء وكبار في السنّ، وقد تمّ التأكد من سلامة سجلاتهم الأمنية".
وسبق لوزيرة الهجرة والمهجّرين العراقية إيفان جابرو أنّ صرّحت، في مؤتمر صحافي عقدته في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بأنّ ثمّة ثمانية آلاف عائلة عراقية تقريباً في مخيّم الهول السوري، وأنّ عملية استعادتها سوف تُستأنف في بداية عام 2023 بإشراف جهاز الأمن الوطني بعد التدقيق في الأسماء. وسوف تشمل العملية خصوصاً استعادة النساء والأطفال الذين ليس لهم أيّ ارتباط بتنظيم "داعش".
ويضمّ مخيّم الجدعة الواقع على بعد نحو 20 كيلومتراً من جنوب مدينة الموصل، والذي تمّ تأهيله وتوسيعه، العائلات العراقية التي كانت تقطن في مخيّم الهول السوري، والتي عادت إلى العراق في الأشهر الماضية بعد التدقيق في سجلاتها أمنياً من قبل السلطات، وأفراد تلك العائلات بمعظمهم من النساء والأطفال والمرضى وكبار السنّ.
وأمس السبت، قدّم مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي شكره إلى السلطات الإسبانية التي استعادت 15 طفلاً وامرأة من مواطنيها من مخيّم الهول السوري.
وطالب الأعرجي، في تغريدة على موقع "تويتر"، كلّ الدول بالعمل على استعادة مواطنيها من هذا المخيّم، بهدف "تجفيف منابع الإرهاب البشري"، وبالتالي إغلاق "بؤرة الإرهاب والظلام".
نشكر السلطات الإسبانية لاستلامها 15 طفلا وامرأة من مخيم الهول السوري، ونجدد المطالبة من جميع الدول بالسعي لاستلام رعاياها من المخيم، لتجفيف منابع الإرهاب البشري، وصولاً لغلق بؤرة الإرهاب والظلام (مخيم الهول السوري) .
— قاسم الاعرجي (@qassimalaraji) January 13, 2023
وفي العام الماضي، استعادت السلطات العراقية خمس دفعات من رعاياها على التوالي، ليبلغ مجموع العائلات 603 نُقلت إلى مخيّم نزوح مغلق إلى جنوب مدينة الموصل، حيث خضعت إلى برامج تأهيل نفسية واجتماعية بإشراف الأمم المتحدة، قبل إعادتها بالتدريج إلى مناطق سكنها الأصلية.
ويتوقع خبراء عراقيون أن يستمرّ برنامج استعادة عراقيي "الهول" لنحو عامَين، في حال مضت بغداد بعمليات النقل على هذا النحو.
وفي هذا الإطار، قال الخبير في الشأن العراقي أحمد النعيمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "إعادة عراقيي الهول إلى البلاد تعني تفكيك أكثر من نصف المشكلة المتعلقة بهذا المخيّم".
وأضاف النعيمي أنّ "عامَين قد يكونان الفترة المقرّرة للعودة التدريجية، علماً أنّ هذا الوقت طويل جداً بالنسبة إلى ضرورة استعادة هؤلاء واحتضانهم وتأهيلهم، خصوصاً الأطفال منهم. لكن مع ذلك، من الأفضل مواصلة جهود إعادتهم وإخلاء مخيّم الهول في النهاية، إذ هو بؤرة أمنية وبشرية خطرة".